لم اكن اعلم ما تعني ليلة الميلاد فلقد عودتني امي ان تضع وسط الدار صينية الشمع والياس وتتناثر رائحة البخور في الأجواء

ناهيك عن الحلوى وقطع الكيك التي تجهزها عشية ذلك المساء. 

كانت عيناي تتسمران نحو همة امي ووجهها النوراني المفعم بالطاقة والحنان ،

تعلقت بثوبها وانا على سنيني الخمسه سائلة اياها : من هو المولود يا اماه 

ولمن تلك الشموع المضيئة البهية الالوان!

غمرتني ابتسامتها واطفات  حيرتي وهي تضعني في حجرها وتمسح على راسي بلطف ومحبة اخاذة .

بعد بلوغي سن العشرين مرضت امي وفارقتني الحياة ،

تالمت ..توجعت بكيت حد الجنون .

لكن طيفها لم يزل يحتل المكان الاوسع في القلب والاحداق، 

ولم ازل اسمع همهمات صوتها في الصلاة

وهي تتهجد قائلة : ياصاحب الزمان احضرنا بكل شده فانت الامان ومنك الامان .

وهكذا توالت الأعوام  غابت صورة والدتي ولم يغب صوتها الرنان في حروف الدعوات.

حتى كبرت وصرت ادعو بنفس احرف الدعاء بعدما صار لي صاحب الزمان الامان

كل الامان من وحشة الفراق وبعد حجر الحنان.

 

منتهى محسن