270 ــ علي مجيد النمر: ولد (1401 هـ / 1981 م)

علي مجيد النمر (ولد 1401 هـ / 1981 م)

قال من قصيدة (محاريب كربلاء):

وسوادُ مشهدِ (كربلا) ما هزَّه     وصـيـاحُ أطـفـالٍ كـأنَّه لم يـكـنْ

ونـساءُ حيدرَ قد تبعثرّ سؤلُها     ما بينَ منجدلٍ تصيحُ وبينَ مـنْ؟

وتؤزُّها قطعٌ تحرِّضُ حزنَها      والوطء يصبغُ ما يمرُّ مِن المحنْ (1)

ومنها:

ونخافُ إنْ لم ننتهي عن جهلِنا      وشـقائنا بالـنـاصـيـاتِ لـنُـسـفـعـنْ

ولقدْ عـلـمـنـا أن فـلككَ كوكبٌ      مـا ضـاقَ عـن أحلامِنا أن نركبنْ

سنظلُّ نجهدُ أن نواجَـه بـؤسَنا      بالـ (كربلاء) اتِ الإباءِ وما حونْ

الشاعر

علي بن مجيد بن حسن النمر، ولد ينتمي إلى أسرة النمر العلمية العريقة ولد في الإحساء بالسعودية وفاز بعدد من الجوائز الأدبية، ترجم له في (الموسوعة الكبرى للشعراء العرب) للدار المغربية للشعر العربي

شعره

قال من قصيدة (قبضةٌ من رمادِ الخيام):

لمْ يُـخـلِّـفــنا رمادُ الـطـفِّ إلاّ      سـعـفاً، رِيـشـاً عـلـى الـقاعِ جَديبا

لمْ نُحلّقْ بعدُ في الحلمِ لـمــاذا      لـمْ نـجـدْ طـفـلَ أمـانـيـنـا ربـيـبـا؟

لمَ عُـلِّـقـنـا على النُّـوق كـأنّـا      وجهُ عيسى يرتدي الحزنَ صليبا؟

لمَ أُلـقـيـنـا بجُبّ الـهمِّ ظُلـمـاً      ومـن الـسـاريـن لـمْ نـلـقَ المُجيـبا؟

وإذا (تُـلـقى) ثعـابين سـيـاطٍ      فـوقـنـا لـم (تلقف) الكفُّ الخطوبا؟

صَنَعَ البؤسُ مآسينا قِـنـاعـا      خـانـقـاً يـعـتـصـرُ الـكونَ الـرحـيبا

يحتسي مِنّا أمانينا فـصُـمـنا      عـن أمـانـيـنـا، وأفــطـرنـا نحـيــبـا

ألفُ يا ليت رأيـنـاها مــواتاً      دونـمـا نـحـرٍ وكَـفَّــاهـا أُصــيــبــا

هكذا تحتشدُ الأرضُ عـلـينا      لـتُـريـنـا وجـهَ قـابـيــلَ الـمـريــبــا

جسدٌ مائدةُ الجـيشِ عليه اقـ     ـتـســمـوا أشـلاءَهُ لــؤمـــاً رهـيـبـا

غـيمةُ اللهِ الـتـي قد عقروها      لـمْ تـدُمـدمْ فـوقـهـم يـومـاً عـصـيبا

وقال من قصيدة (قربة العباس وسقياها):

والـجـودُ قـزّمَ ذابـحـيـهِ بـأنَّه احـ     ـتـضـنَ الأسـنةَ وهـوَ دونَ سلاحِ

مـا راعَـــه إلّا فـــداءُ كــــفــيـلـهِ      لـيـذودَ عـنـه شــراسـةَ الـسـفـاحِ

ودَّ الـكـفـيـلُ بـأنْ يُـحقِّقَ حلمَ مَن      زرعـوا عـلـيــهِ شـتـائلَ الأفراحِ

فـيـفـيـضُ آمـالاً عـلـى آلامِــهــمْ      ويـحـرِّرُ الأقــفــالَ بـالـمـفـتـــاحِ

شـطـآنَ هـذا الـجودِ مُنذ تناثرتْ      غِيضتْ، ولم تطرفْ بعينِ سماحِ

الـرمـلُ مُـعـتـقـلُ السقاءِ فلمْ يعدْ      مـاءً ولـم يـؤذنْ لــه بـــســـــراحِ

والـجـاذبـيـةُ جـنَّـدتـهـا خـيـلـهـم      لـتـذيـبَ قـلـبَ صـغــارِهِ الـنُـوّاحِ

فدمُ الطفولةِ ظلَّ يصـعـدُ قـطرُه      مـنـذُ الـطـفـوفِ يطيرُ دونَ جناحِ

وأرى دمَ الـسـقـيا يـطيرُ لأسفلٍ      ويـزاحـمُ الأتــراحَ بــالأتــــــراحِ

تنمو على قـلقِ السؤالِ صغارُه      ويـلـفُّ فـيها الخوفُ بعضَ وشاحِ

أيـعـودُ؟ كـلا لا يعود ! وهكـذا      يـبـقـى الـسـؤالُ بـعـهـدةِ الـجــرَّاحِ

عباسُ ضمِّدْ ناظِـريـكَ بـبسمـةٍ      أو نـظـرةٍ أو داوِهــمْ بــــمُـــــزاحِ

عباسُ.. كلا لا يجيبُ صـغارَه      عـبــاسُ يـخـتـمُ عــهـــدَه بــفــلاحِ

ليقولَ: إنَّ الجودَ (ناقةُ صالحٍ)      عُـقـرتْ بـتـهـمـةِ خـيـرِها النضَّاحِ

وقال من قصيدة (محاريب كربلاء)

درسُ الـوفـاءِ الـمَـا فـتـأتَ تـغــذّه      صـهـرتـه شمسٌ أو تغشاهُ الوسـنْ

جـئـنـاكَ نـغـرقُ والـمـسـافـةُ بيننا      طوفانُ أحـزانٍ تـسـربـلَ ثـوبَ أنْ

ولـقـد عـلـمـنـا أن بـاقـةَ حـزنِـنــا      ذبـلـتْ عـلـى سفحِ العطايا بـالوهنْ

مُـدَّ الـحـبـالَ فـإنَّ حـبـرَ حـروفِنا      عشرونَ حرفاً في هواكَ تصاغَرَنْ

والقلبُ محبرةٌ صدتْ من جوعِها      فاملأ سـلالَ الـقـلبِ من معناكَ مَنْ

إنّا لـنـخـشـى أن تـحـرِّقُـنا الرؤى      مـا لـم تُـذقـنـا مـنـكَ فـنـجـانـاً أغنْ

ونخافُ إن لم ننتهي عـن جـهـلِنا      وشـقـائِـنـا بـالـنـاصـيـاتِ لـنـسـفعنْ

ولقدْ عـلـمـنـا أن فـلكـكَ كـوكـبٌ      مـا ضـاقَ عـن أحـلامِـنا أن نركبنْ

سنظلُّ نجهدُ أن نـواجَـهَ بـؤسَـنـا      بالـكـربـلاءاتِ الإبــاءِ ومـا حَـــوَنْ

.........................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: كتاب (دفتر الشجي) لناجي الحرز ص 260 ــ 263 وهو مختارات من مراثي 100 شاعر إحسائي للإمام الحسين (عليه السلام) من مطبوعات الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة 1438 هـ / 2007 م

كما نُشرت قصائده على شبكة فجر الثقافية

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار