232 ــ علي بن حمَّاد العبدي العدوي: توفي: (400 هـ / 1010 م)

علي بن حمَّاد العبدي العدوي (توفي 400 هـ / 1010 م)

قال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (37) بيتاً وقد جاءه بعض الناس لتهنئته بيوم العيد:

وإذا استشعروا الغناءَ فنوحي     وعَويلي على الـحسـينِ غنائي

وقـلـيـلٌ لو مِـتُّ هَـمّاً ووجـداً     لمصابِ الغريبِ في (كربلاءِ)

أيُـهَـنّـى بـعـيـده مـن مَـوالــيـ     ـه أبـــــادتــهـــمُ يـدُ الأعـــداءِ (1)

ومنها:

آهِ يا (كربلاءُ) كَم فيكِ مِن كر     بٍ لـنــفــسٍ شـجـيَّــةٍ وبــلاءِ

أألَــذُّ الـحـيـاةَ بـعـد قــتـيــلِ الـ     ـطّفِّ ظُلماً إذاً لَـقـلَّ حـيـائـي

كيفَ ألتذُّ شُربَ ماءٍ وقـد جُـرِّ     ع كأس الرَّدى بكربِ الظِّماءِ

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (23) بيتاً:

زُر ضريحاً بجَوْرَقانَ ونائي      الـحسينَ بن فـاطـمِ الزهـراءِ

لغريبٍ بـ (كربلا) يا صريعٍ      طـالَ كـربي لـذكـرِهِ وبـلائي

ووحيدٍ بين الأعادي غـريبٍ      جرَّعَتْه العِدى كُؤوس الرَّداءِ (2)

وقال من حسينية تبلغ (67) بيتاً:

سُـقـي هـذا المـنونُ بكأسِ سُمٍّ      وذاك بـ (كربلا) مُنِع الشَّرابا

سأخْضِبُ وجنتي بدماءِ عيني      لـشَـيْـبَـتـه وقد نَصِلَتْ خِضابا

وألبَسُ ثوبَ أحزاني لِـذِكـري      لـه عـريـانَ قـد سُـلِـبَ الثّيابـا (3)

وقال من حسينية أخرى:

ما بـيـنَ مـقـتولٍ ومأسورٍ جرى      عَمِداً إلى مَن سُمَّ في مشروبِ

ومُـجَـدَّلٍ ظـامٍ ومـنـكـوسٍ عـلى      أعْـوادِ جِـذْعٍ بالكُنـاسِ صـليبِ

ولقد وقفتُ بـ (كربلاءَ) فهيَّجتْ      تلك المـواقـفُ لوعتي وكروبي (4)

وقال من قصيدة تبلغ (27) بيتاً:

يـومُ الـحـسـيـنِ بـ (كربلاءَ) لَـعَـمـرُهُ      أضنى الجُسومَ وأتلفَ الأرواحا

وكسا الصباحَ دُجى الظَّلامِ فلا ترى      في يومِ عـاشـورا سَـناً وصباحا

يا مَـن يُــسَـرُّ بـيـومــه مِــن بــعــده      لا نِـلْـتَ فـي كـلِّ الأمورِ نجاحـا (5)

ومنها:

أنَسيتَ سِبْطَ المصطفى في (كربلا)      فرداً تُنافحهُ الـنُّـصـولُ كِفاحا

عـطـشـانَ تـروي الكفرُ مِن أوداجِه      حَـنَـقـاً عـلـيـه أسنّةً وصفاحـا

مُـتَـــزَمِّــلاً بـدمـائـهِ فـوقَ الـــثـرى      يكسوه سافي الذارياتِ وِشاحا

وقال من قصيدة تبلغ (94) بيتاً:

حَيِّ قبراً بـ (كربلا) مُسْتَنيرا      ضمَّ كنزَ التُّقى وعلماً خطيرا

وأقِـمْ مأتـمَ الشهيـدِ وأذْرِفْ      منك دمعاً في الوجْنَتَيْنِ غزيـرا

والْـتَـثِـمْ تُـرْبَـةَ الـحـسينِ بشجـوٍ      وأطـِلْ بعـد لَثْـمِكَ التَّعْفيـرا (6)

وقال من قصيدة في رثاء الحسين تبلغ (25) بيتاً:

قُتلت بـ (كربلا) والدينُ لما      غـدا ديـن الإلـهِ لـكَ الحليفا

على أيِّ الرزايا يـا لـقومي      أنوحُ وأسكبُ الدمعَ الذروفا

أأبكي مـنـه أعضاءً عظاماً      تـنـاهـبـتِ الأسـنـةَ والسيوفا (7)

وقال من قصيدة في رثاء الحسين تبلغ (58) بيتاً:

أسفاً كما منعوا الحسين بـ (كربلا)      ماءَ الـفـراتِ فأوسـعـوه نـصـالا

وسـقــوه أطـرافَ الأسـنَّـةِ والـقـنـا      ويزيد يشربُ في القصورِ زُلالا

لم أنسَ مولايَ الحسينَ بـ (كربلا)      كـلـقـىً طـريـحـاً بـالـدماءِ رمالا (8)

ومنها:

قُتلَ الإمامُ ابن الإمام بـ (كربلا)      ظـلـمـاً وقـاسى منهمُ الأهوالا

وتـقـولُ يـا جـدّاه نــسـلُ أمــيــةٍ      قتلوا الحسينَ وذّبحوا الأطفالا

يا جـدّنـا فــعـلـوا عـلـوجُ أمـيـة      فـعـلاً شـنـيعاً يُـدهـشُ الأفـعالا

ومنها:

يا جـدّنـا هـذا الـحـسـيـنُ بـ (كربـلا)      قــد بـضّـعـوه أسـنَّـةً ونِـصـالا

مـلـقـىً عـلـى شاطي الفراتِ مُجدّلاً      في الـغـاضـريـةِ لـلورى أمثالا

ثم استباحوا في الـطـفـوفِ حـريـمَه      نهبوا السراةَ وقوَّضوا الأحمالا

وقال من قصيدة تبلغ (52) بيتا:

مصارعُ أولادِ النـبيِّ بـ (كربلا)      يزلزلُ أطوادَ الحجى ويزيلُ

فـأيِّ أمـرئٍ يـرنـو قبـورَهمُ بها      وأحـشـاؤه بـالدمعِ ليسَ تسيلُ

قبورٌ عليها النورُ يزهو وعندها      صعود لأملاك السما ونزولُ (9)

وقال في رثاء السبطين (عليهما السلام):

علـى مـن أبكِّي مِـن بـني بنتِ أحـمـدٍ      على مـن سُـقي كـأسَ المـنـيّةِ في السمِّ

أمِ المـفردِ العطشان في طفِّ (كربلا)      تـسـقّـى الـمـنـايـا بـالـمُـهــنَّـدةِ الــخــذمِ

وأصحابه صرعى على التربِ مالهم      من الخلق زوَّارٌ سوى الطلسِ والـعصمِ (10)

وقال من قصيدة في رثاء الحسين تبلغ (41) بيتاً:

بـعـضٌ بطـيـبةَ مـدفـونٌ وبـعـضـهمُ      بـ (كربلاءَ) وبعضٌ بـالغـريينِ

وأرضِ طوسٍ وسامرا وقد ضمنتْ      بـغـدادُ بدرينَ حلّا وسط قبرينِ

يا سـادتـي ألـمـنْ أبـكـي أسىً ولمنْ      أبكي بجفنين من عيني قريحين (11)

الشاعر:

أبو الحسن علي بن حمَّاد بن عبيد الله بن حمَّاد العدوي العبدي البصري، من أعلام الشيعة، كان شاعراً وعالماً وفقيهاً ومحدّثاً يُعدُّ من نظراء الشيخ الصدوق في العلم. ولد في البصرة ومات فيها في أواخر القرن الرابع الهجري، وكان أبوه شاعراً من شعراء أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً كما دلَّ على ذلك قول ولده:

وإن الـعـبـدَ عـبـدكـمُ عـلياً      كذا حـمّـاد عبدكمُ الأديبُ

رثاكم والدي بالشعرِ قبلي      وأوصاني به أن لا أغيبُ (12)

وجاء لقبه (العدوي) نسبة إلى بني عدي، أما (العبدي) فنسبة إلى عبد القيس من ربيعة بن نزار (13)

ولم تحدد المصادر تاريخ ولادته ووفاته، يقول الشيخ الأميني: ( لم نقف على تاريخ ولادة ابن حماد ووفاته غير أن النجاشي الذي أدركه و رآه ولم يرو عنه ولد في صفر سنة 372، وشيخه الذي يروي عنه وهو الجلودي البصري توفي 17 ذي الحجة سنة 332 فيستدعي التاريخان أن المترجم ولد في أوائل القرن الرابع وتوفي في أواخره) (14)

وقال الكرباسي إنه توفي حدود 400 هـ (15) فهو من أعلام القرن الرابع الهجري.

وقد تتلمذ ابن حمَّاد على يد الجلودي (عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى، أبو أحمد الجلودي الأزدي البصري) المتوفى سنة (332 هـ)، وقد أدركه الشيخ النجاشي (أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عباس الأسدي 372 ــ 450) حيث قال: قد رأيته. (16).

عدّه ابن شهر آشوب في شعراء أهل البيت المجاهرين (17)

وقال عنه الشيخ الأميني: (علم من أعلام الشيعة، وفذ من علمائها، ومن صدور شعرائها، ومن حفظة الحديث المعاصرين للشيخ الصدوق ونظرائه، وقد أدركه النجاشي وقال في رجاله: قد رأيته. غير أنه يروي عنه كتب أبي أحمد الجلودي البصري المتوفى سنة 332 بواسطة الشيخ أبي عبد الله بن الحسين بن عبيد الله الغضايري المتوفى سنة 411، فهو من مشايخ هذا الشيخ المعظم الواقعين في سلسلة الإجازات، والمعدودين من مشايخ الرواة، وأساتذة حملة الحديث، وحسبه ذلك دلالة على ثقته وجلالته وتضلعه في العلم والحديث.). (18)

وقال السيد محسن الأمين: (شاعر مجيد مكثر من شعراء أهل البيت عليهم السلام والمخلصين في ولائهم والمجاهدين بمدحهم وتفضيلهم وتقديمهم) (19)

وقال الشيخ عباس القمي: (علي بن حماد الشاعر المعروف بابن حماد البصري كان من أكابر علماء الشيعة وشعرائهم ومن المعاصرين للصدوق ونظرائه..) (20)

وقال حسين الشاكري: (شاعر فاضل وعالم محدث، أبوه من شعراء أهل البيت (عليهم السلام)، وقد سار المترجم على نهج أبيه فسلك القصائد الطوال والمدائح الكبيرة في نظم عقد ولاء أهل البيت (عليهم السلام). وهو علم من أعلام الشيعة المعاصرين للشيخ الصدوق وأحد مشائخ علم الحديث والواقعين في سلسلة الإجازات ومشايخ الرواة. وشعره في العترة الطاهرة يعبق بفضائلهم مدحاً ورثاءً، أما ولادته فالمظنون أنه في أوائل القرن الرابع الهجري، ووفاته في أواخره). (21)

وقال الشيخ محمد السماوي: (كان فاضلاً متكلماً، ذا عارضة قوية، وأسر شديد، وكان شاعراً بارعاً) (22)

شعره

يُحار المتلقي أمام هذا الكم الهائل من القصائد في حق أهل البيت (عليهم السلام) لابن حماد وأيّها ينتقي فكلها من الطراز الرفيع سبكاً وبلاغة وأسلوباً. يقول السيد جواد شبر بعد أن ينتقي من قصائده في كتابه أدب الطف: (هذه نماذج من شعر ابن حماد العبدي ولو اردت استقصاء جميع ما قال في أهل البيت لوجب أن أفرد له مجلداً خاصاً به من هذه الموسوعة) (23)

وقال الأميني: (وأما الشعر فلا يشك أحد أنه من ناشري ألويته، وعاقدي بنوده، ومنظمي صفوفه، وقائدي كتائبه، وسايقي مقانبه، وجامعي شوارده، وقد اطرد ذكره في المعاجم، كما تداول شعره في الكتب والمجاميع وهو من المكثرين في أهل البيت عليهم السلام مدحاً ورثاءً ولقد أكثر وأطاب، وجاهر بمديحهم وأذاع حتى عده ابن شهرآشوب في المجاهرين من شعرائهم، وجمع شعره فيهم صلوات الله عليهم مدحا ورثاءً العلامة السماوي في ديوان يربو على 2200 بيتاً، وجل شعره يشف عن تقدمه الظاهر في الأدب، وأشواطه البعيدة في فنون الشعر، وخطواته الواسعة في صياغة القريض، كما أنه ينم عن علمه المتدفق، وتضلعه في الحديث، وبذل كله في بث فضائل آل الله، وجمع شوارد الحقايق الراهنة في المذهب الحق، ونشر ما ورد منها في الكتاب والسنة، وإقامة الدعوة إلى سنن الهدى، فشعره بعيد عن الصور الخيالية بل هو لسان حجاج وبرهنة، ونظم بينات ودلائل، وبيان قيم لمذهبه العلوي) (24).

وقال السماوي: (وله كثير في المدائح الإمامية والمراثي الحسينية، وكان يُناح بشعره في المآتم) (25)

قال علي بن حماد من قصيدة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (104) أبيات:

أخو المصطفى يومَ الغديرِ وصنوه      ومُضجِعُه فـي لـحـدِهِ والـمـغـسِّلُ

له الشمسُ رُدّتْ حين فاتتْ صلاتُه      وقد فـاتـه الوقتُ الذي هوَ أفضلُ

فصلّى فـعـادتْ وهـيَ تـهوي كأنّها      إلى الغربِ نجمٌ للشياطينِ مُرسلُ

أما قـالَ فـيـهِ أحـمـدٌ وهــوَ قــائــمٌ      على منبرِ الأكوارِ والناسُ نُزّلُ ؟

عليٌّ أخي دون الـصـحـابـةِ كـلّـهم     به جـاءني جـبريل إن كنت تسأل

عـلـيٌّ بـأمـرِ الله بـعــدي خـلـيـفـة     وصيـي عـليكم كيفَ ما شاءَ يفعلُ (26)

وقال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (27) بيتاً:

آلُ النبيِّ مـحـمـدٍ خــيـرُ الـورى      وأجـلّـهـم عـنـد الإلــهِ مــكــانــا

قـومٌ قـوامُ الـديـنِ والـدنـيـا بـهـم      إذ أصـبـحـوا لـهـمـا معاً أركـانا

قـومٌ إذا أصـفـى هـواهـمْ مـؤمنٌ      يُـعـطـى غـداً مـمـا يـخافُ أمانا

قـومٌ يـطـيـعُ اللهَ طــائـعُ أمـرِهـمْ     وإذا عصاهُ فقد عصى الرحمانا

وهمُ الصراط المستقيـمُ وحـبُّـهمْ      يـومَ الـمـعـادِ يُـثّـقـلُ الــمــيـزانـا

والله صـيَّـرهـمْ لـمـحــنةِ خـلـقِـه      بـيـن الـضـلالـةِ والـهـدى فرقانا

حفظوا الشريعة قائمـينَ بحفظِها     يـنـفـونَ عنها الزورَ والـبـهـتـانا (27)

وقال في المصائب التي جرت على أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (11) بيتاً:

يا آلَ بـيـتِ مـحـمّـدِ حُـزْنـي لـكم      قـد قَلَّ عنه تصَـبُّـري وتـجَـلُّدي

مـا لـلـنّـوائـبِ أنْـشَـبَـتْ أنْـيابـهـا      فيـكـم فـبَـيْـنَ مُهَــضَّـمٍ ومُشَــرَّدِ

مِـن كُـلِّ نـاحـيـةٍ عـلـيـكـم نـائـحٌ      يــنـعـاكُـمُ فــي مــأتــمٍ مُـتـجَـدَّدِ

مَن ذا أنـوحُ له ومَـن أبكي تُرى      تـبِــعـاتِـكُم يـا آلَ بـيـتِ مـحـمّـدِ

أعلى قـتـيـلِ المُلْجَميِّ وقد ثـوى      مُـتَـخـضّـبـاً بـدمائه في المسجـدِ

أمْ لـلـذي فـي السُّمِّ أُسْقِيَ عـامِداً      أم لـلـغـريـبِ الـنّـازحِ الـمـتَـفـرِّدِ

أمْ للعِطاشِ مُجَدَّلينَ عـلى الثَّرى      مِـن بــيـنِ كَـهْـلٍ سـيِّـدٍ و مُـسَوَّدِ

أم للرُّؤوسِ السائرات على القَنا      مثل البُدور إذا سَرَتْ في الأسْعُدِ

أمْ لـلـسـبـايـا مِـن بـنات مـحـمّـدٍ      تُـسْـبـى مُـهَـتَّـكَـةً كسَبْيِ الأعْـبُـدِ

ألِذاكَ أبْـكي أمْ لِمَصْـلـوبٍ عـلى      أعْـواده وَسْـطَ الـكُـنـاسِ مُـجَـرَّدِ

أبْكي لِـمَنْبوشٍ ومَصْلوبٍ ومَـحْـ     ــروقٍ مُـذَرّىً فـي الـرِّياحِ مُبَـدَّدِ (28)

وقال في مدح أهل البيت (عليهم السلام) ومضمِّناً في شعره سورة (هل أتى) التي نزلت بحقهم من قصيدته التي قدمناها وتبلغ (94) بيتاً:

وهُـمُ بـابُ ذي الـجـلالِ عــلــى آ     دَمَ فَــارْتَـدَّ ذنــبُــهُ مَــغْــفــورا

وبـهـم قـامـت الــسَّــمــاءُ ولـولا     هُمْ فـكـادَتْ بـأهـلِها أنْ تَـمـورا

وبـهـمْ بــاهَــلَ الـنَّـبـيُّ فـقُـل لـي      أَلَهُمْ في الـوَرى عَرَفْتَ نظـيرا

فـيـهـمُ أنـزلَ الـمُـهَــيــمــن قــرآ     نـاً عظيمـاً وذاك جَـمّاً خـطـيرا

في الطَّواسينِ والحواميمِ والرَّحْـ     ـمَنِ آياً ما كان في الذِّكرِ زورا

وخـلــقْــنــاه نُــطـفَــةً نَــبْــتَـلـيـه      فـجـعــلـنـاه سـامعـاً وبـصــيـرا

لَـبَــيــانٌ إذا تـــأمَّـــلـــه الــــعــا     رِفُ يُبْـدي لـه المـقـام الكبــيـرا

ثـمّ تـفـسير هل أتى فـيه يا صـا     ح قُل لـه إن كنتَ تفهمُ التَّفسيـرا

إنّ الأبـرارَ يــشــربـونَ بـكـأسٍ      كـان عـنـدي مـزاجُـها كـافــورا

فـلَـهُـم أنـشـأ الـمـهـيـمـنُ عـيـنـاً      فـجَّـروهـا لَــدَيــهِـمُ تــفـجــيـــرا

وهـداهـمْ وقـالَ يُـوفـونَ بـالـنَّــذْ     رِ فـمَـن مـثـلُهُـمْ يُـوَفّـي النُّـذورا

ويــخــافــونَ بـعــد ذلـك يـومـاً      شـرُّه كان فـي الوَرى مستطـيرا

فـوَقـاهـم إلـهُـهُــمْ ذلــك الــيَــوْ     مَ ويَــلْــقَــوْنَ نــضْـرَةً وسُـرورا

وجزاهُمُ بـأنّهم صبـروا فـي الـ     ـسِّـرِّ والـجَـهـرِ جـنّـةً وحَــريــرا

فَاتَّـكَوْا مِن على الأرائِـكِ لا يَلْـ     ـقَوْن فـيها شـمـساً ولا زمـهَريرا

وأوانٍ وقــد أُطـيـفَـتْ عـلـيــهـم      سـلْـسَـبــيــلٌ مُـقــدَّرٌ تـــقـــديــرا

وبكأسٍ قـد مـازَجَـتْ زنْجَــبيلاً     لَـذَّةُ الـشّـاربـيـنَ تشفـي الصُّدورا

وإذا مــا رأيــتَ ثــمَّ نَـعــيـــمـاً      دائـمـاً عـنـدهـم ومُـلـكــاً كـبـيـرا

وعليهم فيها ثِـيـابٌ مـِن الــسُّنْـ     ـدُسِ خُضرٌ في الحشرِ تلمعُ نورا

ويُحَـلَّـوْنَ بـالأســـاورِ فــيــهـا      وسـقـاهُـمْ رَبّـي شَـراباً طَـهــورا

وقال في قيام دولة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من قصيدة تبلغ (28) بيتاً:

متى يُنجَزُ الوعد الـذي قـد وُعِـدتَه      وتأتي به الأوقاتُ مِن زاهرِ العُصرِ

حقيقٌ على الرحـمـن إنجازُ وعـدهِ      وتـبـلـيـغـه حتى نـرى رايـة النَّصـرِ

قـــيــامُ إمـــامٍ لا مَـحــالــة قــائــمٌ      يُـقـيـمُ عِـمـادَ الدّينِ بالبيض والسُّمـرِ

يقوم بحكم العدل والقسط والهـدى      يُـؤازره عـيـسـى ويُـشـفَـع بالخـضرِ (29)

...........................................................................

1 ــ أدب الطف ج 2 ص 188 عن ديوان ابن حماد جمع الشيخ السماوي (مخطوط) / أعيان الشيعة ج 9 ص 263 / المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 503 / ديوان القرن الرابع ج 1 ص 50 ــ 54 / الغدير ج 4 ص 168

2 ــ ديوان القرن الرابع ج 1 ص 46 ــ 48 عن المنتخب للطريحي ص 199

3 ــ ذكر منها الكرباسي (64) بيتاً في ديوان القرن الرابع ج 1 ص 63 ــ 71 وذكر الأميني في الغدير بعضاً منها وأشار إلى عددها / أدب الطف ج 2 ص 179

4 ــ ذكر منها الكرباسي (6) أبيات في ديوان القرن الرابع ج 1 ص 92 ــ 93 عن أعيان الشيعة ج 8 ص 233 / مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 219 وقال الكرباسي: (واحتمال كونها لعلي بن حماد الأزدي أو لمحمد بن حماد الحلي مرفوض لمكان نقل ابن شهرآشوب لها، فالأزدي والحلي قد تأخرا عن ابن شهرآشوب) وقد أوضحنا ذلك في ترجمة علي بن حماد الأزدي

5 ــ ديوان القرن الرابع ج 1 ص 118 ــ 121 / أدب الطف ج 2 ص 182

6 ــ ديوان القرن الرابع ج 1 ص 204 ــ 219 / أدب الطف ج 2 ص 163 ــ 166 / الغدير ج 4 ص 164

7 ــ ديوان القرن الرابع ج 2 ص 76 ــ 78 عن أدب الطف ج 2 ص 187

8 ــ ديوان القرن الرابع ج 2 ص 110 ــ 117 عن منتخب الطريحي ص 23

9 ــ ديوان القرن الرابع ج 2 ص 120 ــ 126 / أدب الطف ج 2 ص ص 192 عن ديوان ابن حماد (المخطوط) للسماوي / منتخب الطريحي ص 34 

10 ــ ديوان القرن الرابع ج 2 ص 160 عن مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 216

11 ــ ديوان القرن الرابع ج 2 ص 202 ــ 206 / أدب الطف ج 2 ص 161 / الغدير ج 4 ص 162 / الدر النضيد ص 326 / رياض المدح والرثاء ص 469

12 ــ الغدير ج ٤ ص ١٥٣

13 ــ نفس المصدر والصفحة / الهامش

14 ــ نفس المصدر ص 155

15 ــ ديوان القرن الرابع ج 1 ص 41

16 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 230

17 ــ مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 57

18 ــ الغدير ج 4 ص 153

19 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 230

20 ــ الكنى والألقاب ج 1 ص 265

21 ــ علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٤ ص ١٥١ 

22 ــ الطليعة من شعراء الشيعة / ج 1 ص 148 

23 ــ أدب الطّف ج 2 ص 198          

24 ــ الغدير ج 4 ص 154

25 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 149

26 ــ الغدير ج 4 ص 141 ــ 143

27 ــ الغدير ج 4 ص 145 ــ 146

28 ــ ديوان القرن الرابع ج 1 ص 188 ــ 189 عن مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 216

29 ــ أدب الطف ج 2 ص 184 ــ 186

كما ترجم له:

السيد الخوئي / معجم رجال الحديث ج 12 / رقم الترجمة 8106

الشيخ علي كاشف الغطاء / الحصون المنيعة ج 2 ص 560

محمد الريشهري / موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الكتاب والسّنّة والتّاريخ ج 6 ص 376

علي في الكتاب والسنة والأدب / ج ٤ ص ١٥١

الشيخ جعفر سبحاني / موسوعة طبقات الفقهاء ج 4 ص 285

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار