209 ــ رضا الخفاجي: ولد عام (1368 هـ / 1948 م)

رضا الخفاجي: (ولد 1367 هـ / 1948 م)

قال من قصيدة (زهرة الروح) وتبلغ (35) بيتاً:

فمُذْ عـــانقتْ (كربلاءَ) الفداءِ     دماؤكَ صارتْ هوى المُنشدِ

فـــها هوَ نهجُكَ يـثري الحياةَ     يـقـودُ الـوجــودَ لــخـيـرِ غـدِ

فيا خامسَ الخمسةِ الطاهرين     ويـا ســــيِّـدَ الـتـسـعـةِ الـعُـبَّدِ

مـنـحـتَ الـحياةَ رحيقَ النقاءِ     بـوهـجٍ تــــسامى على الفرقدِ (1)

وقال من قصيدة (مُذ قلت لا) وتبلغ (25) بيتاً:

مُــــــذ قلتَ لا للبغي كنتَ المشعلا     نهضتْ بجودِكَ واستطالتْ (كربلا)

يا خيرَ أهلِ الأرضِ نورُك لم يزلْ     يـسـمـو بــــــــآيـاتٍ لـتـبـقـى مـنهلا

بذرتْ دمــــــاءُ الطفِّ كلَّ أريجِها     وتـدفّـقـتْ عـبـرَ الـعصورِ إلى العُلا

وقال من قصيدة (دمعك النير) وتبلغ (32) بيتاً:

مسكاً نثرتَ على الزمانِ بـ (كربلا)      للآنَ مســـــكُ دماكَ لم يتسرَّبِ

لــــــلآنَ تـرشـدُنـا وتـلـهـمُ عـشـقَـنا     فهواكَ في الوجدانِ غيرَ مُغيَّبِ

وهـــواكَ في النكباتِ يصقلُ صبرَنا      فـيــــهـبُّ إيـثـاراً لنا لم ينضبِ

ومن نفس القصيدة:

مستقبلُ الإسلامِ صيغَ بـ (كربلا)     ودماؤكَ انتخبتْ لذاكَ المأربِ

واللهِ لـولا الـطـفّ كـادتْ تُـبـتـلى     بـالـطارئـيـنَ الطامعينَ الكذّبِ

الناكـثـيـنَ الـعـهـدَ مِمَّن كمَّموا الـ     أفواهَ وأتمروا لنهبِ المنصـبِ

وقال من قصيدة (هواك هداني) وتبلغ (36) بيتاً:

فلولا دمــاؤكَ في (كربلاء)      لتُهنا جميعاً بدربٍ عَمِي

طـريقُ الـحياةِ مَمرٌّ قصــيرٌ     ومـنـه سـنـعـبـرُ لـلأدومِ

ومنذُ انتبهنا وهذا الصـراع      يـــقـودُ رؤانا إلى الأقـومِ

وقال من قصيدة (مسك بهائه) وتبلغ (34) بيتا:

ومتى نطبِّقُ ما أراد بـ (كربلا)      حـيـــــن انـبرى للظلمِ دونَ تظلّمِ

الخاســــرونَ نظلُّ إنْ لم ننتمي     نشقى ونُصلى في العذابِ الأشأمِ

أعـداؤنـا لـلآن يـمـلأ نـهـجَـهم     حــــقـدٌ عـلـى آلِ الـنـبـيِّ الأكـرمِ

ومنها:

هـيـهـات مـنّــــــا ذلـة قـد قـالها     من قارعَ الطغيانَ دونَ تبرّمِ

قد قالها من قـالَ لا في (كربلا)     حــــين افتداها بالإباءِ وبالدمِ

من رامَ مجدَ الخلدِ هذا دربُه الـ     ـحـرُّ مـــــــن يحيا بنهجٍ أقومِ

وقال من قصيدة (سعيا إليك) وتبلغ (32) بيتا:

ذي (كربلاء) وهذا الفخرُ يغمرُها     من وقفةِ السبطِ مُذ تاهتْ به بطلا

جـهـادُه، بـذلـه، أحـيـا بـصـائـرَنا     فـاسـتنطقَ العقلَ والإيمانَ فاحتفلا

هذا الحسينُ عظيمٌ في خصائصِه     فـقـد تجـذّرَ فـيـه الـمـجـدُ مُـنـتـقلا

وقال من قصيدة (نور العصور) وتبلغ (23) بيتا:

في كل عصرٍ (كربلاء) جديدةٌ     يزهو بها صوتُ الحسينِ ولاؤه

وبــكلِّ عصرٍ تُـبـتـلـى أنصارُه     فـتهبُّ تـفـدي والـفـداءُ سـخـاؤه

قدرٌ تولّهنا بــه مــذ أيــنــعــتْ      آمـــــــالــنــا فــتــجــذرتْ آلاؤه

وقال من قصيدة (يا سيد الشهداء) وتبلغ (24) بيتا:

ثــــــقـلُ الإمـامةِ قد تـجـلّـى نـورُه     في (كربلاء) يـحطمُ الأصناما

صوتُ الإمامةِ صاحَ بالتحريفِ لا      ومــــــضى إلى غاياتِه مُقداما

للآنَ مــــــا زالَ الـصـراعُ يـقـودُه      دمُـكَ الـمـبـجَّـلُ إذ ينيرُ ظلاما

وقال من قصيدة (متدفق وجدي) وتبلغ (27) بيتا:

يكفي بأنكَ قلتَ لا في (كربلا)      لتهزّ عرشَ البغي بـعدَ تسيُّبِ

فــتـألّـقَ الإعـجـازُ يغمرُ نورُه     ظلمَ الـعصورِ فسعيُه لم يتعبِ

ألـقُ الـشـهادةِ مِن تفرُّدَ عطرِهِ     حين ازدهى بدماكَ لم يتسرَّبِ

وقال من قصيدة (تهيم الروح) وتبلغ (47) بيتا:

وما زالتْ تشعُّ بكلِّ عصرٍ     بـآيـاتِ الـشـهادةِ (كربلاءُ)

وما زالَ الهدى فينا مناراً     تضيءُ به الزمانَ ولا تضاءُ

لأنَّـكَ سـيـدُ الـشـهـداءِ فينا     مــروءاتٌ وإيــثــارٌ و(لاءُ)

ومنها:

يـشـعُّ بنا ضـيـاؤكَ والـمـنـايـا      تـعانقنا وتزهو (كربلاءُ)

بما حملتْ بما جادتْ فأضحتْ     حبيبة روحِنا فهيَ الغذاءُ

نـغـنّـيـهـا ونـرثـيـهـا ونـحـيـا     بـكـلِّ طقوسِها فهيَ انتماءُ

وقال من قصيدة (كل المواسم كربلاء) وتبلغ (29) بيتا:

هذا هو الإيمانُ شعَّ بـ (كربلا)     يحي الـرسالةَ إذ رآكَ المُقتدى

فتدفّقت عبرَ العـصـورِ دماؤنا     تشدو بنهجِكَ كي تنيرَ المشهدا

يبقى الصراعُ وأنـتَ فينا راية     نـبـقـى نعـانـقُـهـا لـكي نتوحَّدا

ومنها:

نحنُ اقتدينا بالـحـسينِ إمامِنا     كـلٌّ بــــمـنـهـلِه يـجودُ ليخلدا

كلُّ المواسمَ (كربلاء) تألقتْ     فيـــها كراماتُ الإمامةِ والفدا

هــذا قضاءُ اللهِ حيث أرادَها      شمساً وآيتها الحسينُ المفتدى

وقال من قصيدة (لنهجك قد نذرت دمي) وتبلغ (25) بيتا:

فهذي (كربلاء) اليوم تزهو     وقد أضحتْ مواسمُها مزارا

فما زالَ الـحسينُ لها ضياءً     ومـا زالَ الـحسينُ لها شعارا

هوَ الـقـدرُ الـمـجيدُ نما بهياً     وقـادَ بـنـورِه أمـلَ الـحـيارى

وقال من قصيدة (الحسين الخالد) وتبلغ (32) بيتا:

قدرُ اختيارِكَ (كربلاءَ) حصانةً      للفكرِ إذ أحييتَ فيهِ شرائعَه

فـكـرٌ تـضـمَّـخَ بالدمـاءِ مُـبـجَّلٌ     شـاءَ الإلـهُ بـأن تـديمَ منابعَه

كـنـتَ الـعطاءَ الما يزال نتاجُه     ثـمـرٌ بهـيٌّ يستحثّ مزارعَه

وقال من قصيدة (واصلت عشقك) وتبلغ (19) بيتا:

أذهلتَ أهــلَ البغي في جبروتِهم     يومَ انتفضتَ بـ (كربلاءَ) الزاهرة

والآن تـمـــضـي لـلخلودِ مكرَّماً     بـعـد انـتـصـارِكَ فـالـحـياةُ مثابرة

واليومَ تمضي في البناءِ مُناضلاً     مُـتـحـــدِّيـاً طعناتِهم في الخاصرة

وقال من قصيدة (إلى كربلاء)

يا (كربلاء) سمتْ مواسمُنا     فاسـتحضري آياتِكِ الطهرِ

كـمْ رايةً برحابِكِ ارتـفـعتْ     تدعو الشعوبَ ليقظةِ الفكرِ

لا تـرهبي الأوباشَ أن لهم     يـومـاً عـصـيـباً بالغَ الضرِّ

وقال من قصيدة (صهيل الأماني):

الآن في دمـــــــــــِنا وهـجٌ نـلـوذُ بـه      بـ (كربلاء) تسامى كيفَ يندحرُ

فـــــــــــــهـذه حـالـنـا والأقـربون لنا     بانوا بسوءتِهـم بـلْ كلهمْ غدروا

تلك الرماحُ التي في الطفِّ قد حملتْ      رأسَ الـحسينِ وظنَّتْ إنّه الظفرُ

وقال من قصيدة (أنا طين باب الطاق) وتبلغ (29) بيتا:

أنا طينُ بابِ الطاقِ كنـ     ـتُ ولم أزلْ أحبو ببابي

روحـي نـداءُ تـمـيمتي      وذخــيرتي يومَ الحسابِ

تبقى عـيـونُكِ (كربلا     ء) حبيبتي ورؤى شبابي

وقال من قصيدة (الحسين الخالد):

فموعدُهم في ربى (كربلاء)      يلوذونَ بالسبــــــــطِ بالمرقدِ

وموعدُهم يومَ تترى الحشود      إلى جــــــــنَّةِ النورِ والسؤددِ

هتافُكَ ما زال يغلي الصدور      ويوغلُ في النفسِ كي تهتدي

الشاعر

رضا كاظم جواد البناء الخفاجي، شاعر وكاتب ومسرحي، ولد في كربلاء وهو حاصل على شهادة البكلوريوس في العلوم السياسية من الجامعة المستنصرية (1973)، عمل في وكالة الأنباء العراقية (1974 ــ 1981)

وهو عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين والعرب ويكتب الشعر باللهجتين الفصحى والعامية.

نشر قصائده في العديد من الصحف العراقية والعربية والعالمية منذ عام (1970) وإلى الآن.

أصدر ست مجموعات شعرية هي:

1 ــ فاتحة الكرنفال ــ 1988

2 ــ بيضاء يدي ــ 2001

3 ــ كربائيلو ــ 2013

4 ــ البساتين

5 ــ نوافل الهيام

6 ــ العشق الحسيني ــ 2012

7 ــ أرجوزة كربلاء - من إصدارات الأمانة العامة للعتبة الحسينية 2013 م.

أما في مجال المسرح فله من المسرحيات:

سفير النور / مسلم بن عقيل

صوت الحر الرياحي ــ 2007

صوت الحسين ــ 2008

قمر بني هاشم ــ 2009

سِفر الحوراء

سِفر التوبة وهي مسرحية تجسد ثورة التوابين، والمختار الثقفي في الكوفة

الثائر الشهيد زيد بن علي

آيات اليقين في سِفر ام البنين

وله أيضا في المسرح كتاب (نظرية المسرح الحسيني) ــ 2009

كما ترأس تحرير مجلة المسرح الحسيني الصادة عن العتبة الحسينية المقدسة. (2)

يقول الدكتور عدي علي كاظم: (واثارت نظرية المسرح الحسيني اهتماماً بعد ان طرحها الشاعر رضا الخفاجي) (3)

شعره

قال في أمير المؤمنين (عليه السلام):

تـعـلّـمُـــــــنا آياتُكَ النورُ إنّها      بـكـــلِّ زمانٍ وهجُها يتطاولُ

أبا حسنٍ يا أيُّها المجدُ من لنا      إذا داهمـتنا في الظلامِ القبائلُ

تكفِّرُنا جهـــــراً وأنتَ إمامُنا     ويـــكفي علياً جودُه متواصلُ

وقال في رثاء سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها):

مَـن مثـلُ فاطمةَ البتو     لِ ومـــن لمنزلِها نظيرَه

والبابُ يَكسرُ ضلعَها      ودمــــوعُها تبقى غزيرَه

ماذا يجيـــبُ الظالمو     نَ بساعةِ الحشرِّ المريرَة

وقال في الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام):

يا مشرقاً بــــــدمـي يـا آيةَ الزمنِ      ما زلتَ مُـــعتـمدي في كلِّ مُمتحنِ

ما زالَ يــــلهمني نهجٌ أطالَ على      روحــــــي فـأنـقـذها من آفةِ الوهنِ

روحي التي بزغتْ فيها مروءتها      مذ شبَّ برعمُها في روضةِ الحسنِ

وقال في الإمام الحسين (عليه السلام):

ومن تراهُ جديراً أن نلـوذَ به      سوى الحسينِ فنورُ السبطِ في المُقلِ

هوَ الضياءُ الذي نحـيـا بآيتِه      هـوَ الـهـيـامُ الـــذي يـنأى عن الزللِ

هوَ التألّقُ في أسمى مباهجِه      هوَ المسارُ الذي يـــرقى على الجدلِ

وقال في الإمام زين العابدين (عليه السلام):

زيـــــنُ العبادِ وأنتَ حقاً زينهمْ      النورُ من آياتِ جودِكَ يُشرقُ

يا ناصرَ المستضعفينَ وفخرَهم      أسَّستَ نهـجاً بالمعالي يسمقُ

يا أكـرمَ الأخيارِ في كلِّ الورى      ما رُدَّ مُــــحتاجٌ لبابِكَ يطرقُ

وقال في الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):

وبنى لأجيالِ العقيدةِ صرحَهم      من منهجِ الـقرآنِ وهوَ يُبشرُ

دانتْ له كلُّ المذاهبِ تــستقي      منه الحقيقةَ بالمعارفِ يزخرُ

قد أقحمَ الـمـتـجـبِّريـنَ بـعلمِه      حين ارتقى بـالنهجِ هذا جعفرُ

وقال في الإمام المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف):

عجِّلْ فديتُكَ إن العصــــــرَ يحترقُ      يا صاحبَ العصرِ من للحقِّ ينطلقُ

أسرى بنا الصبرُ أن نحيا بأعسرِها      لـنـــــــدركَ اليسرَ إذ باليسرِ منعتقُ

تـفـرعَـنَ الـبـغـيُّ والإرهـابُ قـتّلنا      ومـن لـــــــه نـاصـرٌ إلاكَ يـنـطـلقُ

.........................................

1 ــ القصائد عن ديوان العشق الحسيني للشاعر / الصادر عن دار التوحيد ــ الكوفة والمطبوع في المطبعة العالمية الحديثة 1434 هـ / 2013 م

2 ــ كربلاء في شعر رضا الخفاجي ــ الدكتور عبود جودي الحلي، زينب عزيز الموسوي / مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 16 ص 343 ــ 355

3 ــ الملحمة الحسينية في الادب العالمي، موقع كتابات في الميزان بتاريخ 11 / 2 / 2022

كما ترجم له وكتب عنه:

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 1 ص 439 ــ 440

كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء ج 2 ص 389

غسق هيبت حميد الصافندي ــ شعر رضا الخفاجي اتجاهاته وخصائصه الفنية / رسالة ماجستير، جامعة كربلاء 2015

الدكتور فاضل حمد مكوار ــ القرآنية في شعر رضا الخفاجـي مجموعة (كربائيلو) نموذجاً / مجلة آداب ذي قار المجلد 36 العدد 1 (31 ديسمبر/ كانون الأول 2021)، ص 98 ــ 134 بتاريخ 31 / 12 / 2021

حنين علي ــ رضا الخفاجي يتهجد، موقع النور بتاريخ 26 / 11 / 2015

الناقد علي حسين الخباز ــ كتابات في الميزان بتاريخ 23 / 4 / 2021

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار