السيّد الصافي : يجب أن تنهض المؤسَّسة الأمنية نهضةً علميةً مهنيةً بعيداً عن سياسة التهجين

قدَّمَ ممثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة السيّد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 7 صفر 1434هـ الموافق 21 كانون الأول 2012م ، جملة من التوصيات للأخوة الزائرين القادمين سيراً على الأقدام لزيارة سيّد الشهداء الحُسين (عليه السلام) منها : 1)إنَّ شعيرة المشي الى سيّد الشهداء الحسين (عليه السلام)شعيرة تربوية ، فندعوا الزائر الى التأمّل في المقصد الذي يقصد له ويحاول أن يستشعر مجريات واقعة الطف وما تضمنته من مفاهيمٍ ودروسٍ تربويةٍ . 2)إنَّ طريق الحُسين (عليه السلام) طريق مبني على الخِدمة وفيه دعوة للتخلّق بأخلاق الإمام الحُسين(عليه السلام) وعلى الزائر أن يحاول قتل الكبرياء والغرور والتكبّر في نفسه ، فهذا المسير المُبارك يُمثّل فرصة للإنسان لكي يتعلَّم وينتهل من معين الإمام الحُسين (عليه السلام) الذي لا ينضب فالتعب الجسدي يُنسى لكن لذَّة الإنتشاء بمعرفة الإمام الحُسين (عليه السلام) لاتزول أبداً . 3)ندعو الزائرين الكرام الى عدم التزاحم على السيارات وإفساح المجال أمام الأطفال والنساء عند العودة بعد إكمال الزيارة ، ونوصيهم بالتمسّك بالغِيرة والعفّة والحِشمة ،وعلى أخواتنا المؤمنات بالدرجة الأساس تقع مسؤولية قطع الطريق بالسكينة والوقار والتمسّك بالحجاب الشرعي وتجنّب الإحتكاك بالرجال قدر الإمكان . 4) نوصي إخواننا أصحاب المواكب الحُسينية بضرورة الإلتزام بالنظام والتحلّي بروح الصبروالعمل جميعاً على سير المواكب بصورة مُنظّمة . 5)المحافظة على تأدية الصلاة في وقتها ليكن طريق الحُسين (عليه السلام) طريقاً للصلاة ولنعكس للعالم مدى الإلتزام العالِ الذي يتحلَّى به زوّار الحُسين وأنصاره. كما تطرَّق سماحته في المحور الثاني من الخُطبة الى الإخفاقات الأمنية المتكرِّرة وما تخلفه من أعداد كبيرة من الضحايا الأبرياء العزَّل قائلاً " يعزُ علينا أن نسمع بين فترةٍ وأخرى إستشهاد مجموعة من الأبرياء على إختلاف المناطق في العراق ، نقول للإخوة الأمنيين إنَّ المسائل الأمنية هي مسائل علمية ومهنية وأنتم أمام تحدياتٍ كبيرةٍ وفي كلِّ مرّةٍ تُعاد الكرَّة ونقع في الخطأ نفسه , فالمسؤول الأمني لابدّ أن يكون شخصاً مهنياً مُلمّاً بما أوكل به من مهامٍ لأنَّها من المفترض أن تكون من صُلب إختصاصه إلا إنَّنا نقف أمام مشكلةٍ كبيرةٍ وخطيرةٍ على الوضع الأمني تُلقي بإنعكاساتها على أروح الأبرياء ألا وهي ظاهرة بل سياسة (التهجين) في الأجهزة الأمنية ومُلخّصها؛ إنَّ الكثير من أبناء الشعب تركوا البلد نتيجة السياسات التعسّفية للنظام البائد وهروباً من القتل والإضطهاد الذي يلحق بكلِّ من يخالف ذلك النهج الديكتاتوري وأصبحوا في معسكر المجابهة مع النظام فعند عودة هذه النخبة التي وقفت موقف المعارضة من النظام البائد لا ضير في إنصافهم وتعويضهم التعويض المجزي على معاناتهم السابقة ، و تكريم سيرتهم الجهادية ولا إعتراض لنا في ذلك لكن المرفوض في الأمر هو منح الرُتب العسكرية لأناسٍ لا يفقهون من الأبجدية الأمنية شيئاً, فأذا أردنا إكرام شخصٍ معيّن لعطاءه المتميّز أو لسيرته الحسنة لا يتم عبر منحه رُتبة عسكرية وجعله مسؤولاًعن مفصلٍ أمنيٍ مُهم في الدولة ، وتقع على عاتقه حماية أرواح الناس , ما هكذا تُبنى المؤسسات الأمنية !! فالجانب الأمني يحتاج الى التعليم والدروس والدورات العلمية ، فعلى الجهات المسؤولة الإبتعاد عن سياسة التهجين في الأجهزة الأمنية وندعوا المؤسَّسات الأمنية للنهوض نهضةً علمية مهنيّة تحترم التخصّص وفق مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب , أكرموا الناس لكن لا على حساب الجانب العلمي والمهني فرفقاً بدماء الأبرياء .

gate.attachment