من البصرة.. عائلة عراقية تتحدى السرطان برعاية مستشفى الثقلين التابع للعتبة الحسينية

لم تكن حياة (باسمة عبد الأمير) وزوجها (جاسم محمد) مختلفة عن مئات العوائل في البصرة، حيث إيقاع يومي هادئ، وتفاصيل بسيطة، وأمل بمستقبل يسير على ما هو مرسوم، لكن كل شيء تغير عندما تسلل المرض إلى جسد جاسم، ليقلب الطمأنينة إلى قلق طويل الأمد.

تبدأ باسمة عبد الأمير حكايتها بالقول "حياتنا كانت طبيعية، ولم نتوقع يوم إن المرض يدخل حياتنا بهذه طريقة".

الصدمة الأولى جاءت مع زوجها جاسم محمد، الذي شعر بتعب مفاجئ وفقدان للشهية، ويروي، "الأطباء في البداية قالوا انه فايروس بسيط، لكن بعد خمسة أيام تحاليل، ابلغوني إنه سرطان دم، كانت لحظة ثقيلة".

لكن باسمة قررت أن تكون سندا، فتقول "رأيت الخوف بعيون أهله وأخوانه، لكن ابلغته بالخبر وأنا أشجعه، فيجب أن يعرف إنه ليس وحده"، أما جاسم، فكان رده مختصرا عميقا "الحمد لله، بما أن رب العالمين قد كتبه".

أمام نصائح بالسفر إلى الخارج، اتخذ الزوجان قرارا مختلفا، تقول باسمة "نصحونا بالذهاب للهند أو تركيا، لكن اخترنا مستشفى المجتبى (عليه السلام) المتخصص بأمراض الدم التابع للعتبة الحسينية المقدسة، وبعدها مستشفى الثقلين لعلاج الأورام، كان لدينا احساسا بأن العلاج موجود وسينقذنا هنا".

ثمانية أشهر من العلاج مرت على جاسم، وبينما كان يضع آخر جرعاته، باغت المرض باسمه نفسها، وتروي "اجريت فحص سرطان الثدي بمستشفى السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام)، والنتيجة ورم بحجم (2) سم، حينها احسست أن الدنيا توقفت".

قرارها كان سريعا "توجهت لمستشفى الثقلين لعلاج الأورام التابع للعتبة الحسينية المقدسة في محافظة البصرة، واجريت العملية، والحمد لله نجحت، وبعدها سبع جرعات علاج كيمياوي وعلاج إشعاعي، والكادر الطبي كان معنا خطوة بخطوة".

اليوم، وبعد انتهاء العلاجين، يختصر جاسم المشهد الأخير بقوله "هي رافقتني بكل لحظة، واليوم اصبح دوري بأن اكون المرافق لها، وعبرنا المرحلة بإيمان ودعم بعضنا وبفضل الله، وبفضل رعاية مستشفى الثقلين".

قصتهما تعكس أكثر من مجرد مواجهة مع المرض، هي شهادة على إيمان عائلة، وقوة الشراكة، ودور مؤسسة طبية محلية استطاعت أن تعطي الأمل حيث كان الخوف أكبر، فمستشفى الثقلين لم يكن مجرد مكان للعلاج، بل اصبح مساحة للأمل، وحاضنة لقصص تعايش وانتصار.

تحرير : مصطفى احمد باهض