السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أنا فتاة في السادسة عشر من عمري، وأشعر بأن ذكائي أقل من الآخرين، فأنا أقرأ لأربع مرات حتى أحفظ المادة الدراسية، وصديقاتي يقرأن مرة واحدة ويحفظن كل المادة، أشعر بالإحباط وبأني فاشلة، هل أنا كذلك؟

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

عزيزتي الطالبة.. عليك أن تعرفي الآتي:

1. أن الدراسة ليست مقياس حقيقي للذكاء، وإنما هي حفظ واستذكار المادة الدراسية فحسب.

2. إن هناك أنواع متعددة للذكاء، منها الذكاء اللغوي والرياضي والعملي وغيرها كثير، فقد يكون الفرد ذكياً في أحدها، ومتلكئً في الأخرى.

3. إن نسبة (68%) من البشر تقريباً متساوون في ذكائهم، ولديهم نسبة ذكاء طبيعية تبلغ معدل (110)، أما البقية (16%) من الأذكياء جداً والعباقرة، فتبلغ نسبة ذكائهم معدل (140).

وأما نسبة الـــ (16%) الباقية، فهم المتخلفين عقلياً، والتي تقل نسبة ذكائهم عن معدل (70%)؟

فإن كنت تقولين انا لست بعبقرية، ولا متخلفة، فانت من النسبة الطبيعية، وبمواصلة الجهد تستطيعين النجاح والتفوق على الآخرين.

4. أن حفظ المادة يعتمد على كثير من الأمور، منها ميولك وحبك للمادة، فكلما كانت المادة ضمن اهتمامك كانت سهلة الحفظ، وكلما كنت تشعرين أنها عبء عليك لن تستطيعي حفظها بسهولة.

5. الانتباه أحد العوامل المهمة للحفظ، فعليك أن تركزي انتباهك على المادة الدراسية فقط، وتبتعدي عن مشتتات الانتباه، كأن يكون جلوسك أمام التلفاز أو مع العائلة، ويكون انتباهك مركزاً على حديثهم، ونظرك للمادة إنما هو نظر عشوائي بدون تركيز الانتباه، وبالتالي لا يمكن أن تدخل المعلومات إلى الذاكرة (بعيدة المدى) وتسترجع فيما بعد، والعديد من العوامل الأخرى كالحالة الصحية والنفسية.

6. يعتمد الحفظ على طريقة القراءة، فعندما تقرئين المادة كالببغاء دون فهم المعنى، ستنسين الكتاب بالكامل، لكن إن جربت قراءة المادة كاملة، وفهم المعنى العام لها، ثم تجزئتها إلى فقرات وحفظها، ثم غلق الكتاب واسترجاع المادة جميعها، وفي النهاية كتابة ملخص لأفكار المادة الدراسية، لكن بتعبيرك أنت ستجدين أنك

لن تنسي المادة، حتى بعد مرور شهر على قراتها، لأنك أدخلتها في الذاكرة بعيدة المدى.

7. استخدام طرق للاستذكار كأن نربط المادة بأفكار نعرفها قريبة منها، نعرفها ولا ننساها، أو أن تقومي بخلق قصة قريبة منها.

8. نقسم الوقت، ولا نبقى لفترات طويلة ومملة في القراءة ثم نبقى فترة طويلة بدون قراءة.

9. من قال لك أن صديقاتك يحفظن من أول مرة، قد يقمن بقراءتها عدة مرات مثلك لكنهن لا يصرحون بذلك، فقد يردن التفاخر فيما بينهن فيذكرن هذا، أو أنهن يقرأنها قراءة مركزة فيحفظنها.

10. عليك أن تؤمني بأن لديك قدرات خلاقة، وطاقة لم تستثمرينها بعد، وعليك أن تبدعي وتتحدي وتغيري الظروف الصعبة قدر المستطاع، لتكوني إنسانة ناجحة في كافة جوانب الحياة.

والخاتمة عزيزتي: لا تنسي الآية الكريمة: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) الكهف 24، فالأمر في حقيقته ما هو إلا توفيق المولى تبارك وتعالى:(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود 88، فعليك الإكثار من التوسل بهم واتخاذهم الوسيلة إليه (صلوات الله عليهم أجمعين).

 

آيات محمود شاكر/ مركز الإرشاد الأسري