تقف نرجس التي تبلغ من العمر ثمانية أعوام لتساعد أمها في جلي الصحون ، وفجأة تسقط الصحون من يدها وتتكسر، فتأتي الأم مسرعة وقد اشرأبت عيناها وأخذ منها الغضب كل مأخذ، وبدأت بالصراخ وتوجيه اللوم على ابنتها التي تسببت في كسر الصحون، غير شاعرة بكلماتها التي بدأت تطلقها على ابنتها نرجس، بينما نرجس بقيت واقفة وقد أخذها الصمت لا تعرف كيف تتصرف إزاء هذا الموقف !!!. أفيدونا من فضلكم كيف يتم التعامل مع هكذا مواقف ؟

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

 أخواتي العزيزات هذه المواقف كثير ما نمر بها، وكثير ما نلجأ اليها عند حصول هكذا قضايا، ولكن أريد أن أضعكن في بينة أمام الخطورة المتوقعة لهذا الأساليب التي نتخذها تجاه أبنائنا، وهي أننا نطلق كلمات وأفعال تكون نتائجها وخيمه لمستقبلهم ونحن لا نشعر بذلك، ولا نريد حصول ذلك لأبنائنا، لأننا حريصون جداً على إيصالهم إلى مستوى يليق بهم، ولا شك أن تخطي هكذا مواقف قد تكون صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، فقط تحتاج إلى تفكر وتدبر وإصرار قبل أن نقوم بأي تصرف، وإليك أيتها الأم العزيزة، بعض النصائح التي تستفيدي منها إن شاء الله تعالى:

1- حاولي أن تكبحي جماح غضبك، وتعاملي مع الموقف بكل هدوء وتروي فلا فائدة من التوبيخ أو اللوم، سوى أنك تزيدين الأمر سوءاً وأنتِ لا تعلمين، فتحليكِ بالصبر من الأمور الضرورية في مثل هكذا مواقف، فقد وردَ عن الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قوله: (أصبروا على عملٍ لا غنى لكم عن ثوابه واصبروا على عمل لا طاقة لكم على عقابه)..

2- عليك أن تتركي مجال لكي تفكري قبل أن تطلقي كلماتك وأفعالك، وضعيها في حيز التحليل، لأن تلكَ الكلمة وذلك الفعل له نتائج قد تكون السبب في حصول كثير من المشاكل التي ليست في الحسبان، فقولك للبنت أنتِ مهملة أو أنتِ غبية، وغيرها من الكلمات الجارحة والمحبطة في الوقت نفسه، تؤدي إلى نتائج لها آثار سلبية على أبنتك، فقد يكون ذلك التصرف سبباً في إشعار الفتاة بعدم قيمتها وأنها غير نافعة وفاشلة، وبالتالي تضعف ثقتها بنفسها، لكنكِ تستطيعين أن تعكسي الموقف إلى موقف آخر ايجابي فتشعريها بالأمان، وأن ما حصل منها غير مقصود، ويمكن إصلاحه، بالتنبه إلى عدم تكراره، وبالتالي تحصل نتائج عكس التي حصلت عند توبيخها وأهانتها.

3- كوني النموذج الأمثل أمام ابنتك كي تتخذك قدوة لها، تقلدك في أفعالك وأقوالك، فعادة البنت تكون أكثر تقليداً لأمها، ونجد ثمار ذلك في حياتها المستقبلية حينما تصبح مربية لأجيال لاحقة.

4- اعلمي أن عفوك عنها سوف يعمل على تعزيز ثقتها بنفسها وتشعر بأن لها قيمة وتحاول عدم تكرار الخطأ مرة أخرى. سائلين المولى القدير أن يوفق الجميع لبناء مجتمع صالح قوامه العقل والدين والعترة الطاهرة (عليهم السلام).

 

الاستشارية دلال الخزاعي / مركز الأرشاد الأسري