مراهقات قيد الدراسة ...

السلام عليكم أنا مرشدة تربوية , وكل يوم تمر عليّ حالات مختلفة أستطيع التعامل معها حسب كل حالة ، ولكن أحياناً تكون هناك حالات يصعب عليّ تشخيصها وبالتالي يصعب التعامل معها ، مثلاً تدعي أحدى الطالبات أنها مصابة بصداع شديد لا تستطيع مواصلة الدروس ، فتنصحها المُدّرسة بالذهاب إلى المرشدة التربوية ، وعندما تصلني ، أبدأ بسؤالها عن سبب الصداع ، هل هو بسبب قلة النوم ، أو لكثرة القراءة ، أو لإصابتها بالبرد ، لتشتكي من هذا الألم الشديد ، وعند جمع المعلومات عن الطالبة أجد أن سكنها بعيد جداً عن المدرسة ، وحالتها المادية ضعيفة جداً ، ولديها صديقة واحدة فقط ، ثم أسأل صديقتها عن حالتها ، لتفاجئني تلك الصديقة بأن الطالبة تتكلم بكلام خطير وتدعي أنها معرضة للخطر، وأنها ليست إبنة تلك العائلة ، وكلام لا أعرف كيف أتصرف حياله. كلي ثقة بكم لإرشادي بالشكل الصحيح ، والتصرف السليم ، فأرشدوني بارك الله تعالى بكم ، وتقبلوا فائق احترامي وشكري . وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته  .

وعليكم السلام أختي الكريمة ... شكراً لثقتك بواحة المرأة  وإشراكنا في حل هذه المشكلة.  عزيزتي على المرشد التربوي أن يتسلح بأدوات الإرشاد العلمية ، وهي النظريات الإرشادية والنفسية، فضلاً عن الأدبيات الخاصة لحل المشكلات ، ومنها الاختبارات النفسية والشخصية ، ودراسة الحالة ، وإن أكثر الحالات التي تمر عليكِ هي من فئة المراهقات ، وكما تعلمين أن المراهقة كمرحلة نمو ، تتعرض لضغوطات مختلفة ، وبالنسبة إلى الحالة التي هي قيد الدراسة ، أغلب الظن أنها تعاني من ضغوطات مادية ، وصحية ، ترجمتها إلى ضغوط نفسية لكسب ود المُدرسات من جهة ، والمُرشدة من جهة أخرى ، وأول عمل تقومين به هو إرسالها إلى طبيب الصحة المدرسية ، لمعرفة مسببات الألم ، ثم إجراء الاختبارات النفسية ، للتعرف على صدقها فيما تدعيه ، ويمكنك التواصل مع صديقاتها المقربات أو أحد أفراد عائلتها أذا أمكن ذلك دون أن يسبب للطالبة مزيداً من الضغوط للبحث عن خلفية حالتها الصحية والمادية . فجمع المعلومات عن وضعها بصورة عامة يساعدك في فهم الحالة وإيجاد الحل المناسب وبالتالي فعلى ضوء النتائج يتم تحديد أي نوع من النصائح يمكن تقديمه لها عن طريق حوار خاص وبشكل دوري ، كما يستحسن تشجيعها بالاهتمام بالدروس ، وإن عجزتِ عن إيجاد الحل المناسب ، بإمكانك إحالتها إلى مراكز الإرشاد الأسري للتأهيل ، أو إلى الطبيب النفسي بعد أخذ موافقة ولي أمرها .

د . إيمان الموسوي