العراقيات وبمختلف مستوياتهن وانتماؤهن، سجلن في تاريخ الهمم اروع الامثلة عن بطولات فردية كانت ومازالت تلوح في سارية المجد والخلود.. يكاد لايخلو زمن من هذه الأعلام النسائية المبهرة  في البسالة والشجاعة والتصدي للاعداء الذين يحاولون زعزعة أمن الوطن واستقراره,  ومساهمتهن في شحذ همم الرجال وتعزيز ساحات الوغى ببسالتهن الفائقة في حمل السلاح بكل اشكال الدفاع عن العرض والمال والاهل، ليكونن ضمن قوافل الاسماء التاريخية المجيدة في التضحية بعد خوض غمار المعركة والفوز بوسام الشهادة.

باسلة سطرت شجاعتها سطور النور والعز الشهيدة الاربعينية " امية جبارة"  وهي مستشارة محافظ صلاح الدين وكريمة شيخ عشيرة الجبور، هذه المرأة عراقية بامتياز باسلة  حملت السلاح وخرجت لقتال الدواعش حينما ارادوا اقتحام ناحية العلم في محافظة صلاح الدين، تمكنت من اخلاء العديد من الجنود الجرحى والمصابين، وأبت الا ان تقاتل  جنب القوات الامنية وابناء عشيرتها، فكان نصيبها شرف الاستشهاد.. فكلما وقعت عيناي على صور بطولاتها واندفاعها نحو الاعداء بهمة عالية، ارى انها أمرأة من نوع فريد، سكنتها العزيمة ورافقها الاصرار على التحرير وهي ترى المقاتلين كالاسود في ساحات الشرف والعز، أبت الا ان تقاوم وتنتصر وتكسب الجنة التي وعدها الله جل وعلا للشهداء، فهنيئا لها المكانة الرفيعة والدرجة العالية.

سجل حرب العراق مع الارهاب يزهو بمواقف بطولية  لنساء خالدات عبرت مواقفهن عن روح المرأة العراقية التي تتحدى كل اشكال التشتت والدمار في سعيها للمساهمة في حفظ الامن وتوفير الامان لبيتها وعائلتها وعشيرتها، فضلا عن دورها البارز والمهم في تذليل العقبات وشحذ الهمم للتطوع في صفوف القوات الامنية لمواجهة الهجمة الشرسة التي كانت تبغي الدمار والفساد في الارض، وتجعل اعزة اهلها أذلة.. لتبرز هذه المرأة الشجاعة كالطود الشامخ، وتزيح الهم عن سكان مدينتها حينما حملت السلاح وانطلقت تطلق نيران بندقيتها نحو الاعداء لتكتب بسالتها بأحرف من نور.

شيخة أمية ... بطلة بمئة رجل ... ابنة العلم في صلاح الدين ... عرفت ومازالت تتحدث عنها المواقع الالكترونية ويذكرها التاريخ القريب من الآن.. حينما وقفت وتحدت الارهاب وكانت تعتز باسمها واسم عشيرتها، لم تسمح أن يدنس الدواعش ارضها وبيوت اهلها ويعبث بمدينتها ..عرف عنها وعائلتها الكثير اذ ضحت بالعديد من الرجال للدفاع عن العراق فلقد استشهد والدها شيخ عشيرة الجبور وشقيقها بحادثة اغتيال.. وها هي اليوم تدفع دمها على الساتر دفاعا عن أهلها وعشيرتها ومدينتها ووطنها... فالشعب وكرامة البلد واهله تستحق التضحية والفداء بالنفس.. ستبقى الشيخة امية خالدة في ذاكرة الأجيال.. والخلود عند الباري عز وجل لتروي بدمائها ارض الوطن بشرف وكبرياء وليعلو اسمها في عليين.

 

سعاد البياتي