بقلبها المجمر وروحها الحزينة، تتجه الى تلك الغرفة وكما أعتادتْ كل عام تشعل شموع (صينية) قاسم بن الحسن، وقت ميلاده، بدأتْ تشعل شموعها الواحدة تلو الاخرى حتى تصل الى العدد الذي توقف منذ اشهر ولم يزداد لتضيف واحدة، تسع عشرة شمعة، كانت تضيف كل سنة واحدة أخرى على عدد أعوام ابنها.. تنظر الى نور تلك النيران التي لهيبها يُسْمِعُها صوته..ضاحكا: (أمي لن أتزوج، أطلبي من القاسم شيئا آخر عله يتحقق، ترد عليه بغضب: لماذا ألا يحق لي رؤية أولادك، يجيب عليها بجدّية: وهل رأت رملة أولاد القاسم؟
تجيبه ببكاء: بني اريدها لك لكن كيف سأصبر على فراقك تزوج لتبقى لي ذكرى منك، يقبل رأسها ثم يبتسم :لن تقبل إمرأة بأبنك المجاهد لانها ايضا ستخاف الفقد لذا افجع واحدة خيرا من اثنتين... ثم نفخ أحدى الشموع وذهب)
تنزل قطراتها الحارقة وهي تذكر كلامه ذاك ترفع رأسها لصورته المعلقة بزيه العسكري، صورته الاخيرة مع بدلتة الحربية التي رافقته من العراق الى الشام ليحمي ضريح مولاته زينب(عليها السلام) ثم عاد الى العراق ليقاتل في أرضه ويستشهد فيها ليدفن قرب مولاه الحسين (عليه السلام) ملتحقا بركبه ليفوز الفوز الاكبر
تطفئ تلك الشموع بحسرة ثم تنظر للسماء لتقول : مولاتي فاطمة شموعه أمانة لديك فأضيئي له صفحة أعماله وألحقيه بركبكم.

 

ضمياء العوادي