يعرف مرض التوحد على إنه اضطراب في النمو العصبي الذي يسبب ضعف في التعامل الاجتماعي واضطرابات سلوكية عند الطفل تشمل على تأخر نمو المهارات اللغوية والمعرفية, ويبدأ هذا المرض في فترة مبكرة من عمر الطفل أو قد تظهر أعراضه بعد تجاوزه السنتين الأولى من عمره وفي حالات معينة تظهر الأعراض في عمر أكبر من ذلك, من الصعوبة تشخيص المرض مبكرا فبعد السنة الثالثة يمكن للأهل أن يلتفتوا لتلك الأعراض التي تكون على شكل عزلة وانغلاق عن التعامل مع الآخرين وفي بعض الحالات يبرز العنف لدى الطفل أو ميوله لسلوك معين دون غيره. لذلك يعد مرض التوحد من الأمراض التي تشكل تحديا كبيرا في المجتمع الطبي والسبب الرئيسي للمرض غير معروف لكن العوامل الوراثية تلعب دورا مهما بالإضافة إلى العوامل الكيميائية والعضوية. يعتبر التأثير الأساسي للمرض هو التأثير على نمو الدماغ ما يترك انعكاسه السلبي على الحياة الاجتماعية بشكل عام الأمر المثير للاهتمام هو الأعراض الهضمية المرافقة للمرض ما يؤكد أنه مرض جهازي أكثر من كونه مرض يصيب الدماغ حصرا ويثبت العلاقة الوطيدة بين صحة الجهاز الهضمي وصحة الدماغ.

من هنا تأتي أهمية التغذية كوسيلة لدعم جهاز هضمي صحي والذي يعتبر أولوية في علاج مرض التوحد والأمر المتفق عليه حاليا في المجتمع الطبي هو أن للتغذية دور مهم, وأهم الحميات المعتمدة عند تطبيق نظام غذائي لمريض التوحد هي الحمية الخالية من بروتين الحليب المسمى كازيئين وبروتين القمح المسمى غلوتين والتي تعتبر الخيار الاول (أي حذف جميع منتجات الحليب والألبان من النظام الغذائي بالإضافة إلى جميع مصادر الغلوتين وهي القمح والشعير والشوفان وهي الحمية المعروفة للداء الزلاقي) وذلك كون هذه المكونات تحدث استجابة غير طبيعية في الأمعاء وتهيأ لحدوث ارتكاس التهابي ينعكس سلبا على صحة الدماغ وإن كان لها تأثيراً إيجابياً لصحة جهاز آخر. الخيار الثاني هو : (الحمية التي تعتمد على حذف المواد الغذائية التي تعتبر مؤهلة لحدوث استجابة تحسسية) والتي يجب أن تطبق بالتزامن مع إجراء الفحوصات المناعية مثل اختبار IgE و IgG، وتقتصر الحمية على إدخال نوع لحوم يفضل الغنم، نوع نشويات أرز أو بطاطا، نوع فواكه موز أو تفاح أو إجاص، نوع خضروات يفضل من العائلة الصليبية مثل الزهرة أو القرنبيط، زيت الزيتون أو زيت عباد الشمس بالإضافة إلى الماء ومتممات الفيتامينات والمعادن. تستمر هذه الحمية لمدة تتراوح بين الأسبوعين إلى الشهرين مع مراقبة تحسن الأعراض الهضمية وإجراء الفحوصات المخبرية المطلوبة ثم يتم إدخال المزيد من الأنواع الغذائية بشكل فردي مع مراقبة التحمل وضمان وارد غذائي متوازن. بالإضافة إلى ما سبق ذكره هناك حميات أساسها حذف مكونات معينة بعد ثبات تأثيرها على زيادة حدة الأعراض مثل الفينولات، الساليسات، الأمينات والأوكزالات او "السكريات بالمطلق".

الأمر المهم في هذا الصدد والواجب ذكره هو أن حالة كل مريض تختلف عن الأخرى ويجب تقييمه بشكل فردي واختيار ما يلائم الحالة وخصوصا" عند الحديث عن إعطاء المتممات الغذائية وبشكل خاص فيتامين ب6 مع المغنيزيوم أو متممات الكارنيتين او الأوميغا 3

يمكن الاستنتاج مما سبق ان التغذية تشكل دور مهم في علاج مريض التوحد او على الاقل تخفيف من حدة واعراض المرض

 

اختصاصية التغذية محار زيود / مستشفى الإمام زين العابدين