تبدو الحياة الزوجية في بداية المشوار كأنها حياة مثالية إذ تكون مفعمة بالحب والعطاء والتفاهم, ثم ما تلبث حتى تطرأ بعض التغيرات بمرور الوقت على شكل العلاقة بين الزوجين ويخفت بريقها تدريجياً.

هناك جملة من الأسباب التي تفرض على الحياة الزوجية هذا التغيير ومنها: الروتين اليومي, وازدياد حجم المسؤولية, وانشغال الزوج بالعمل, وأمور أخرى كثيرة ترتبط بالعامل النفسي, وقد تتصاعد الأمور لتصل درجة الإهمال فتؤدي لمشاكل مستمرة ومناورات متبادلة لا تنتهي ليثبت كل طرف منهما بأن شريكه مقصر تجاهه.

غالباً عند حدوث هكذا نوع من المشاكل تتدخل بعض الأطراف لحلها وفي هذه الحالة قد تزداد المشاكل تعقيداً وتصبح الحياة بالأسود والأبيض وتفقد ألوان السعادة.

هذه النوع من المشاكل لا يحتاج لتدخل أطراف خارجية ولا يحتاج نقاشات طويلة التي نادراً ما تثمر على نتائج مرضية؛ بل بالعكس قد يكون لنقاش المرأة مع زوجها سبب في نفوره أكثر وتتزايد بذلك حجم الفجوة بينهما.

الحياة الزوجية تمر بمراحل مختلفة حتى تصل مرحلة النضج والوعي. ولكل من الشريكين دور لا يقل تأثيراً عن الأخر في الحفاظ على هدوء الحياة و استقرارها. ويعتبر التفاهم إكسير الحياة الزوجية.

والتفاهم هنا لا يعني فهم أحدهم للأخر وحسب إنما فهم الفرد لذاته, ودرجة تقبله للتعايش مع مختلف الظروف, وإمكانية استيعاب شريكه, وإصراره على تغيير بعض صفاته التي تنعكس سلباً على استمرار الانسجام بينهما.

ويمكن للمرأة والرجل أن يلونا حياة بعضهما بالألوان الفاتحة أكثر من الغامقة؛ كما يمكن للمرأة أن تغير رتابة الحياة الزوجية لتمنح شريكها إطلالات مختلفة ليس في الشكل الخارجي فقط وإنما بطريقة تعاطيها مع الروتين اليومي, وإدخال لمسات متجددة دائماً على شخصيتها وحضورها, ولأجواء المنزل عامل مهم أيضاً في تغيير ألوان السعادة, فمن الضروري أن يكون البيت بيئة ملائمة للاستمتاع بالوقت وليس عكس ذلك.

الألوان الغامقة هي الانفعال, الغضب, تكرار الحوار, الإهمال, عدم الشعور بالمسؤولية, التزمت بالرأي.......

الألوان الفاتحة هي الهدوء , التسامح, الشعور العالي بالمسؤولية, الاهتمام, التجدد, احترام رأي الأخر.......

 

أيمان كاظم الحجيمي