لازلنا في مرحلة البناء نتابعه خطوة خطوة لنحصل على بيتنا المتكامل الذي يكتنفه الهدوء والمودة.

لمن لم يتسنى له قراءة الجزء الاول فليراجعه ليعلم ماذا كان يتضمن اساسنا من مواد, والآن لنُذّكر بقاعدتنا الاساسية : (لا يمكن بناء الطابق الاول دون وضع أساس ولا يمكن التفكير بطابق آخر من دون وجود سلم)

 

بعد ان شرعنا في تثبيت الاساس لابد ان نبدأ برفع البناء للطابق الاول والذي سيتكون من غرفة نوم واستقبال للضيوف والمطبخ و الصحيات

لنبدأ اولا بغرفة النوم الغرفة الأساسية للزوجين ففي اولى مراحل الزواج على الطرفين الشروع بالتأقلم ذاتيا مع هذه المسؤولية الجديدة حيث الزوج عليه واجبات وله حقوق وكذلك الزوجة ومع بداية حياتهما يحتاجان فترة للتعود على هذه المسؤولية ونسيان الحياة المفردة, فهناك العديد من المشاكل قد تنشأ في فترة مبكرة من عمر الزواج كونهما لم يعتادا الحياة الجدية, لكن يمكن تلافي هذه المشكلات لو كان هناك اتفاق سابق وشعور واعي بالتغيير الجديد في حياتهما فهي عليها التكيف مع وضع الزوج وكذلك هو.

والان سنوسع دائرة بناءنا وننتقل الى الاستقبال حيث الضيوف او الموجودين مع الزوجة في المنزل كونهم ضيوف ايضا لان يوما ما سيستقل الزوجان بأسرة تضمهما مع الابناء ومع كوننا مجتمع شرقي عادة تكون الزوجة في بداية حياتها مع اهل الزوج، فكيف يمكنها العيش مع اهل زوجها وكيف تتعامل معهم ؟

من المهم ان تعي الفتاة شيئا الا وهو وجودها داخل اسرة جديدة لها عادات وتقاليد وأنظمة وقواعد يسيرون عليها لابد لها ان تعرفها من الأيام الأولى حتى تستطيع تقبل ممارستها, ثم اذا كانت لديها طرق جيدة او معلومة مفيدة عندما تطرحها يجب ان تكون حذرة في القائها على مسامعهم فلا تقول : (اهلي يفعلون هكذا) بل تقدمها بصورة تتقبلها اذانهم فتقول (ما رأيكم بهذا الفعل فلقد جربته وكان ناجحا بالفعل)

 ولا ننسى نصيب الزوج من وجود الضيوف في حياته فله ايضا ضيوف عليه التعامل معهم, فالزوج ايضا يجب ان يتقبل وجود عائلة جديدة في حياته ويجدر به ان يكن لها الاحترام ولا يتكلم عنهم في حضور زوجته؛ هي تزوجتْ منك ولكن لا تنسى ان هذه عائلتها, تعود على كثرة زيارتهم لك في الايام الاولى لانهم لم يعتادوا فراقها بعد.

 

اما المطبخ فنعتمد في بنائه على المشاورة من الضروري مشاورة المرأة فيما يخص منزلها وتعطيها اهمية اذا شاورتها في عملك ايضا حتى لو كانت ليس لديها معلومات عنه لان المرأة بطبيعة الحال تكون دقيقة في نظرها للأمور

اكثر من الرجل. نعود الى المشاورة فلا بد من التشاور والاتفاق حتى لا يكون المنزل مبنيا على اهواء شخص واحد ويبخس حق الشخص الاخر في التعبير وإبداء الرأي.

وعليه فمهما كان البيان الاساس قويا بالتالي تكون العلاقة صامدة ومهما كان بناء الطابق الاول صلدا سيتحمل بناء

طوابق متعددة.

تلك العلاقة الربانية والنعمة الإلهية فلا ينبغي أن نشوبها بخلافات جانبية تفقدها حلاوة المودة التي ارادها الله.

 

ضمياء العوادي