(زمن.. وقت.. أوان.. حين) وغيرها من المرادفات التي تُدهس تحت عجلة العمر المسرعة, اليوم ما عادت الحياة كما الأزمنة الماضية فرحى الوقت تطحن يومنا دون أن نشعر وربما دون أن نُنجز نصف ما يُفترض أن نقوم به, والحجة والعذر دائما ودون حتى أن نفكر نحملهُ لعقارب الساعة وكأنها السارق المتربص بنا المتعطش للسطو على أهدافنا ومشاريعنا اليومية.
ولكن ؟
هل تغيرت حسابات اليوم؟ هل تقلص عدد ساعاته؟!
اليوم مازال اربعة وعشرون ساعة لم ولن يتغير, نحن فقط من نبدده بقصد ومن دون قصد في غفلة عن قيمته التي يمكنها أن ترسم لنا طريقا أكثر أتساعا من السهل السير فيه دون توجس من خبايا المستقبل, فلو قمنا بحساب الوقت الحقيقي المخصص لكل عمل فيه منفعة شخصية أو عامة لاكتشفنا ضياع معظم الوقت في فوضى الأمور الغير مُجدية وإن الوقت ينفد للأسف بلا مقابل, بل مجرد هدر لأعمارنا دون تحقيق اهداف دنيوية أو رصيد للأخرة.
وفق احصائيات حديثة أثبتت إن غالبية الأشخاص يقضون وقتهم في زوايا العالم الافتراضي, أو في الأماكن التي تحقق لهم متعة وقتية, وبين هذا وذاك بدأ الفكر الخلاق بالانحسار بسبب غياب الوعي لقيمة الوقت واستغلاله في الأمور المنتجة.
على اعتبار أن الوقت الذي نشغله في التفكير والتأمل لا يندرج ضمن الهدر والضياع حتى وإن كنا جالسين في زاوية بعيدة دون أن نحرك ساكن, أما الأمر المعني بهدر الوقت هو ممارسة أي عمل يجمد العقل ويلغي حضورنا الإنساني في أي مكان سواء في البيت أو العمل.
قد نكون في أزمة حقيقية تنبأ بالخطر فالوقت يمضي بسرعة غيابنا عنه, ولا مبالاتنا بالنتائج المترتبة على ضياعه, والحل معروف وما زال في قبضة إرادتنا وهو أن نجعل الوقت لنا لا علينا وأن نستعمله لأنفسنا وصالحنا وليس ضدنا.
فمن قال إن الوقت سلاح ذو حدين .. أقول إن الساعة الآن تمام الحد اقطعه قبل أن يقطعك!

 

 

إيمان الحجيمي