عندما كنا صغاراً قرأنا أو سمعنا قصة الرداء الخفي الذي خاطه أحد الدهاة لملك المدينة, وأوهمه أن الأذكياء فقط هم من يستطيعون رؤيته, حيث انطلت الخدعة على الملك وخرج عارياً أمام الملأ متفاخراً بردائه غير الموجود !!!

اليوم وقد أصبحنا كباراً صادفنا الكثير من هؤلاء الخياطين الذين يخيطون نسيجاً وهمياً لأرباب العمل  لغرض التزلف والحصول على الحظوة و الزلفى لديهم , مما يودي بالعمل إلى التراجع والتقهقر, كما يسبب تضخم الذات والتكبر لدى رؤسائهم, ويحدوهم إلى مزيد من المشاكل أثناء  مضيهم في هذا الطريق الخاطئ .

فقد يعتقد البعض أن تزييف الحقائق وعكس صورة غير حقيقة قد يكسبهم بعض الامتيازات ويبعد عنهم خطر مواجهة المسؤول بحقيقة الأمور , في حين أن الدين الاسلامي الحنيف أمرنا أن نكون مرآة صافية تعكس الحقيقة بجمالها أو قبحها...... فالمؤمن مرآة المؤمن , وجعلَ كلمة  حق عند سلطان جائر من أفضل الأعمال , لمن يشكو من تسلط مسؤوله أو يضع الحجج لنفسه لتفادي قول الحق .

وكسر حاجز الخوف قد يكون صعباً في بداية الأمر , و تستطيع القول ( لو رأيت مسؤولي لما كتبت هذا المقال ) , فالتجهم الذي يبدو على ملامح وجهه يخيف أكبر الشجعان , والعقوبة والطرد من أسهل الألفاظ وأخفها على لسانه , فكيف يمكن أن أخبره يوماً بأن العمل الذي يقوم به على مدى سنوات يحتاج إلى إعادة نظر أو إلى إضافات إيجابية تواكب العصر .

الجواب يكمن في (الأسلوب ), فليس مطلوباً منك أن تجعل نفسك نداً له أو تشعره بتفوقك عليه , بل قل له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى , كما أمر الله سبحانه وتعالى أنبياءه  في إيصال رسائلهم السماوية إلى من طغى و تجبر .

فعلى عاتق الجميع تقع مسؤولية تطوير العمل وعدم صنع أصنام تُعبد أو آلهة لا يقبل كلامها الحوار والنقاش , وبهذا ينعم الموظفون بالراحة ويشعرون بأهميتهم في ممارسة الشورى , التي من شأنها ارواء شجرة العطاء لتنتج ثماراً شهية يقطفها المجتمع .

 

أفنان عادل الأسدي