تختلف طبيعة النفس البشرية من فرد لأخر ؛ فلا يتطابق أي شخص بميوله وأفكاره وسلوكه مع شخص أخر تماما كبصمة اليد . ومجموع تلك الأفكار والسلوك والتصرفات تعرف بالشخصية فلكل فرد شخصية مستقلة تماما عمن سواه . وهذا التباين في تكوين ملامح وسمات الشخصية ينشأ تبعا لمتغيرات الظروف البيئية والنفسية للفرد , والعوامل الوراثية , والتنشئة الاجتماعية والدينية , والحالة الاقتصادية , وعوامل ومتغيرات أخرى كالمستوى الثقافي والحالة الصحية ولكلا منها تأثيرها المباشر أو غير المباشر في تحديد هوية الشخصية . فيصنف الأشخاص بذلك بين ما يعرفوا بأصحاب الشخصية القوية  أو ذوي الشخصية الجذابة , وبين ما يعرفوا بضعاف أو عديمي الشخصية وينحصر بين المصطلحين الشخصيات الاعتيادية والمقبولة اجتماعيا .

حيث دأب العلماء ومنذ ظهور علم النفس وحتى ألان على دراسة مفهوم الشخصية بكل ما تحمل من تعقيدات واغلب الدراسات أشارت إن مرحلة تكوين الشخصية تبدأ في السنين الأولى من العمر أو حتى في مرحلة الجنين باكتساب الصفات الوراثية ؛ ألا أن بعد سن الثامنة عشر تبدأ الشخصية بالاكتمال والنضوج وإعطاء هويتها لتبرز ملامحها بشكل واضح ومن الأمور المهمة التي يجب الإشارة لها والتفكر فيها هي وان كانت الشخصية تكتمل في سن الثامنة عشر ألا أن بإمكان كل شخص أن يعمل على صقل شخصيته دوما وان يضفي عليها طابع خاص يتسم به , ويطور فيها ليشار عليه في مجتمعه بإعجاب ويكون متميز اجتماعيا ذو شخصية بارزة وجذابة . ومن جملة الأمور التي ممكن أن تعزز وتقوي الشخصية هي الثقة بالنفس التي تعتبر مفتاح نضوج وقوة الشخصية ويجب أن تكون مستمدة من الثقة بالله فذكر في الحديث الشريف (الثقة بالله ثمن لكل غال وسلم لكل عال) وأيضا اختيار الصاحب والرفيق له دور مهم في نمو الشخصية فالإنسان بطبيعته يكتسب بعض التصرفات والسلوكيات من محيطه ولذلك يجب اختيار الصديق بعناية حيث ورد في أقوال الإمام علي (عليه السلام ) ( خير من صاحبت ذوي العلم والحلم ) ومن الأمور المهمة أيضا في بناء الشخصية هي قراءة السيرة العطرة لأهل البيت عليهم السلام فهم ينبوع لا ينضب من العلم والمعرفة فالقراءة والمطالعة لهكذا شخصيات تخلق أفاق رحبة من سمو الأخلاق والتعاملات حيث لخصوا أهل البيت عليهم السلام سر كمال الشخصية عن طريق أقوالهم الشريفة فقد ذكروا أن على المرء إن يفكر بما يقول قبل أن ينطق به وان يبتعد عن الكلام عند الغضب وان يبتسم في وجه أخيه دون كثرة المزاح فهي تقلل من المهابة وان التواضع من شيم الكريم والحكمة قي القول خير من رفع الصوت وجملة من الأقوال لا حصر لها توجه كل شخص نحو التكامل والفضيلة وعلى هذا الأساس على كل شخص أن يعلم بان الشخصية هي انعكاس للذات الإنسانية وعلينا دوما توجيه أنفسنا نحو الأهداف السامية التي توجب مرضاة الله .

 

إيمان كاظم الحجيمي