مهم جدا وأنتِ تتحدثين أمام الناس ، ان تراعي وظيفتك التنموية ، وواجباتك كمحدثة تنشد إيصال رسالتها بشكل مقبول وجذاب ، وبغية الحد مما قد يصيبكِ وأنت تتحدثين اليهم كمدربة او محاضرة ، ارتأت واحتكِ ـــ واحة المرأة ـــ أن تقدم لك نصيحتها بخصوص ذلك .

ـــ حاذري النظر الزائغ والمخاتل ...

وأنت تتحدثين أمام جمهوركِ ، عليكِ ان تعي انهم سيكونون مشدودين لكِ من خلال نظراتهم ، فالنظر لمن يتحدث يضيف للمستمع نوعا من التفاعل ، فضلا عن كونه يوثق مصداقية المحدث من عدمها ، لذا عليكِ ان تحاذري النظرة المخاتلة والزائغة التي تستبطن محادثة البعض دون الأخر ، او تشتت النظر بشكل يوحي بأنكِ لا أبالية لمن يستمع إليكِ ، كما يمكنك ان توزعي نظراتك للجمهور بمعدل (3 ـــ 4) ثانية خصوص الصف الأول منهم ، مع القفز في نظركِ الى من هم ابعد من ذلك .  

ـــ كيّفي حديثك حسب مستوى جمهورك ...

لابد ان يكون حديثكِ بمستوى تفكير الجمهور ، لأن التكلف فيه والحديث بأعلى من مستواهم سيكوم مورد نفور لهم ، كما انكِ ملزمة بمحادثتهم بما يخصهم وما يريدوه لا غير ذلك ، ومن ذلك ، ان تعلمي ان جمهوركِ يعي جيدا مستوى الحديث ومحدثه ، ويعرف كيف يرد عليه ، لذا عليكِ ان تعرفي مسبقا مستوى الجمهور واهتمامه .

ـــ لا تشتتي سلوكك ...

يعتاد المحدث على بعض الحركات التي قد يراها طبيعية ، الا أنها تقرأ من قبل الجمهور بأنها توتر وتشتيت للسلوك وتشظي للجهد ، ومنها مثلا فرك الأصابع والعبث بالشعر وتحريك الخاتم ، لذا يمكنكِ الدربة والمران على غير ذلك أمام المرآة وضبط الحركات والتزام عدم تشتيت نظر المتلقي .

ـــ حاذري خفض طاقتك إثناء الحديث ...

من المؤكد ان الإلقاء المثير والحماسي مهم في شد الجمهور وربطهم بفقرات الحديث ، كما ان البلادة والطاقة المنخفضة للحديث تميل بالجمهور نحو الملالة ، لذا عليكِ ان تعتمدي على الحماس من خلال تعابير وجهكِ ونغمة صوتكِ واعتمادك على الحديث المرهون بالحركة .

ـــ لا تستغرقي كثيرا بسرد المعلومات ...

لابد من ان تراعي مستويات جمهوركِ ، فلا تغرقيهم بكم من المعلومات الجديدة التي قد تصيبهم بالانكماش وتجعل ثمة فارق بين مستواكِ ومستوياتهم ، فضلا عن ان كثرة المعلومات وعرضها بشكل مستمر قد يسبب لهم الصداع والملل وعدم التفاعل بسبب تقهقر مستواهم ، لذا يمكنكِ مخاطبة الفصوص اليسرى من الدماغ من خلال توظفاتك الصورية .   

ـــ وزعي الجهود على أجزاء عقلكِ التساوي .

معروفة وجلية تقسيمات العقل ، وضرورية جدا لمن يريد ان يتحكم بإدارة وصناعة رأي ما لدى الجمهور ، ومنها فن أدارته لعقول المتلقين ، لذا عليك ان تعلمي ان الجزء الأيسر من العقل للعمليات المنطقية في حين الأيمن منه أكثر استجابة للعواطف والخيالات والمؤثرات الصوتية والصورية فضلا عن القصص والروايات بسبب تدفق الأدرينالين ، لذا يمكنكِ توظيف محاضراتك وفقا لذلك وتقسيمها على أجزاء العقل ومثيراته ، فضلا عن ضرورة ان يكون لكلماتكِ وحركاتكِ تأثير عليهم .

ـــ حافظي على توازن حديثك ِ ...

يعاني بعض المتحدثين ـــ من فرط حماسهم وزخمه العالي ـــ من الوقوع في دوامة الحديث الطويل وبدون توقف ، بل وحتى لفواصل ، وهو ما يضفي على المتلقي ـــ فضلا عن المتحدث ـــ توترا بسبب تدفق الأدرينالين وهو ما يجعل زمن المحاضرة او المحادثة مملا وثقيلا ، لذا عليكِ ان تعطي لنفسكِ اولا ولجمهوركِ ثانيا وقت مستقطع للراحة بما يمنح المخ استرخاء وقتيا فضلا عن التقاطكِ وإياهم الأنفاس التي تمنحكما سيطرة اكبر على الأعصاب .

ـــ راهني على افتتاحية المحاضرة او الحديث ...

تعد الافتتاحية القوية والمؤثرة أهم أدوات جذب الجهور للحديث ، وليس عاقلا من يترك ذلك ، لأنها أهم جزء في المحاضرة وأكثر شد لهم ، لذا فالتزامكِ لها ودخولكِ في السرد المعمّق منذ اللحظة الأولى يوقعكِ في نفور الجمهور وعدم تحفيزه لهم ، لذا لابد لك من مران على إلقاء الافتتاحيات المؤثرة من خلال استثمار أوقاتكِ في التدريب على ما تودين قوله .

وبخصوص متن المحاضرة ، لابد ان تعلمي ان العرض المعد مسبقا ( على شاشة ) إنما أعد لكِ وليس لهم ، أي لتذكيركِ فقط فضلا عما يمكن ان يساعدهم به من لملمة لخيوط الموضوع ، الا أن قراءتكِ له بشكل مباشر دون إضافات يصيبهم بالملل ويدفعهم للاكتفاء بقراءته دون تعمق .  

غادة العلوي