الانسان يولد مستعدا للتدين ، أي انه منذ البداية يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً .

وفي هذا جاء في القرآن الكريم (( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) (الروم ـ 30) .

أي أن تلك الفطرة لا يمكن ان تغيب عن الذهن الانساني ، فأولئك الذين ينكرون وجود الله وينكرون الاسلام هم انفسهم ينادون الله ويطلبون النجاة ساعة الشدة وساعة انغلاق الابواب والنوافذ (( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )) (العنكبوت ـ 65) .

هذه هي فطرة الله التي فطر الأنسان عليها منذ الولادة ، ولذا يؤذن في إذن الطفل اليمنى ، ويقام في اليسرى كي يذكر بعهده مع الله تبارك وتعالى ، فعلى الابوين أيقاظ الوليد بقراءة الاذان والاقامة في أُذنه .

فمن يريد ان يقوي فطرته ، فعليه ان يعمل بجد وينهل من نبع الحقيقة الصافية التي نجدها في الدلالات المحيطة بنا من كل جانب ، لذا ينبغي للآباء ان يحببوا لأبنائهم التزام الذهاب الى المساجد والاستماع إلى أحاديث العلماء الاعلام والاستفادة من أحاديثهم التي لا تنفك عن احاديث اهل البيت عليهم السلام ، فمن أراد لإبنه ارتباطاً صميمياً بالله فعليه ان يشجعه على ارتياد المساجد والتمسك بالصلاة التي هي في معناها دعاء ، صلاة جماعية ، صلاة  خاشعة  تخرجه عن حب الدنيا .

وكذلك ابنتك إذا اردت ان تكون زوجة صالحة لائقة لبيت الزوجية ، تسعى لتربية جيل مقتدر متدين ، عليك ان توجهها صوب القيم والمثل والآداب التي جاءت بها شريعة الإسلام  .

لذا ينبغي أن تفهمهم ، أن خير الاعمال الصلاة في اوقاتها ، وان الابتعاد عن اللهو يعرفهم الطريق السوي الذي يحسب على عبادة الواحد الاحد ، فتتقوى في نفوسهم غريزة المذهب الذي يريد الباري جل وعلا تقويتها حتى يتمكن الانسان من عبادته بالشكل الصحيح (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) (الحجر ـ 99) .

فاذا اردت ان يكمل ايمانك ، فعليك ان تجد لليقين طريقاً الى روحك ، فلا العلم بوجود الله ، ولا العلم بالمعاد يكمل الايمان ، لأننا نعلم بوجود الله وحتمية المعاد ، والعلم بشيء غير الايمان به ، فالعلم غير اليقين ، واليقين مرتبط بالقلب والعلم مرتبط بالعقل .

م . ندى الجليحاوي