لكل امرأة دور مناط بها حسب موقعها في المجتمع وحسب قدرتها على التفاعل وإمكانية تأثيرها في محيطها . وربما تبرز هذه الأدوار من حيث الأهمية حينما تخرج المرأة من مجتمعها إلى مجتمع آخر لأنها ستكون وقتها أداة جذب وحاملة رسالة وأنموذج حي تمثل مجتمع كامل .

ربما تواجه المرأة الملتزمة في المجتمعات الغربية ضغوطات تجعلها تنفر من المواجهة والتعايش مع أجواء المجتمع الغربي . ليس بسبب اختلاف العادات والقيم وليس بسبب اختلاف الدين والمعتقد . إنما بسبب نظرة الغرب للمرأة العربية ومحاولاتهم لاستعمار المرأة فكرياً , وادلجتها بما يخدم أفكارهم التي تستهدف تشويه المجتمع  العربي من خلال ما يبثوه من مشاهدات حقيقية للعنف والجهل والتخلف . لينسبوه بذلك إلى مجتمع كامل . مع أن أغلب هذه الصور المشوهة هي صناعة غربية .

لذلك فأن دور المرأة في نقل الصورة الصحيحة للمرأة المسلمة العصرية ليس بالهين أبداً . فعليها أن تواجه الفكر المتحرر بفكر خلاق وأن تنتج صورة مثالية للانفتاح بطريقة ملتزمة . فمن المعروف أن الحجاب يعتبر في المجتمعات الغربية أداة تقمع حرية المرأة وتحجب انفتاحها الفكري وكأن الحجاب يغطي العقل وليس الرأس !

ومن أجل تغيير هذه المفاهيم المسيئة فأن المرأة عليها أن تباشر حياتها بتقدم ملحوظ وأن تثبت أن الحجاب وسيلة تساعد المرأة للحصول على حقوقها . فالدين الإسلامي كرم المرأة وصانها بالحجاب ولم يميز الرجل عنها في طلب العلم والتزود من المعرفة ولم يضع في طريقها أي عقبات  بالعكس فأن كل الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة والتي تتوافق مع كينونتها يجب أن تكون دافع وحافز تعتمد عليه المرأة في تصحيح الأفكار التي تطالب بحرية المرأة وتحريرها من لباسها المحتشم .

فهناك نساء قدمن ما يعكس الصورة الواضحة للمرأة العربية البعيدة عن الضبابية والتزييف في المجتمع الغربي . وكن قادرات على طرح فكر نوعي والانخراط في المؤسسات والجمعيات والجامعات التي تباشر على أنتاج الفكر والعمل وهن متمسكات بالحجاب وبالقيم التي نشئوا عليها . فعدد المغتربين في بعض الدول يفوق سكان بعض الدول الصغيرة لذلك فأن من الضروري تكثيف الجهود لأماطة اللثام عن الوجه الغربي وكشف بشاعته . وتفعيل القضايا الإنسانية التي أحاط بها القرآن الكريم بشمولية وتفصيل .

من المهم أن يكون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما من فروع الدين الإسلامي نهج يساير المرأة المغتربة فضلا عن بقية فروع الدين والتي لا يصح الدين إلا بالالتزام بها جميعاً . لكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو المادة التي ترتكز عليها وتقوم وفق شروطها جمعيات حقوق الإنسان التي تطالب بأنصاف الفرد في أي مكان في العالم  . وهنا لابد من لفت النظر أن الدين الإسلامي ضمن في شرائطه حقوق الإنسان بالتفصيل وعبر عنها وبين مضامين  حقوق الإنسان بما يفوق ما جاءت به جمعيات حقوق الإنسان مجتمعة في كل العالم .

 

إيمان كاظم الحجيمي