يرقدن بعد منتصف الليل بعد ان يخبزن آخر وجبة من الخبر في تنور الطين  وينهضن قبل صلاة الفجر لتهيئة العجين وكسب الوقت واطعام الزائرين بعد صلاة الفجر بخبز حار، ولا يقتصر عمل الاختان خالدية وسعدية في اعداد الخبز للزائرين، بل يتعداه الى توفير طعام الفطور والغذاء والعشاء لموكب عائلتهم الذي ينصب يومياً سنويا في طريق الزائرين بالمناطق الزراعية في قضاء سوق الشيوخ.

 

تنور الطين

"كل سنة نبني تنانير الطين، لأن الزائر يحب رغيف الخبز الحار وبعضهم يفضله مع السكر علما أن طعم الخبز بتنور الطين الذ من تنور الحديد" هكذا بدأت خالدية حسون الاخت الكبرى حديثها ، وتضيف: " منذ سقوط الدكتاتور الى اليوم نخدم انا واختي سعدية في موكبنا حيث ننهض قبل صلاة الفجر ونعجن كيسي طحين كامل لإعداد 600 قرص من الخبز ونتركه مدة ليختمر ثم نبدأ بخبز العجين بعد صلاة الفجر ونقوم بالتوزيع على الزائرين بعد صلاة الفجز لأننا نحرص على ان يتناول الزائر خبزاً حاراً يشعرهم بالراحة وطيب الطعام، مؤكدة ان الكثير من المشاية يعرفوننا ويقصدون موكبنا للتزود بالخبز الحار".

وتوضح قائلة: "لا يقتصر عملنا على اعداد الخبز بل نقوم بتوفير القيمر والجبن واللبن من مواشينا، والبيض من الدواجن التي نربيها، ومختلف الاكلات، ثم يقسم عملنا الى قسمين، انا اقوم بإعداد الطعام بمساعدة بناتنا وتستمر اختي بإعداد الخبز لتوزيعه على الزائرين حيث يرغب الكثير منهم بالمسير وعدم التوقف وقرص الخبز الحار يطفئ جوعه ليستمر بمسيره، واعود عصراً الى اعداد الخبر بينما تقوم اختي بتأدية واجبات البيت ".

 

خدمة وشفاء

تكمل شقيقتها سعدية حسون الحديث بالقول" اعاني من مرض في عيني ومنعني الاطباء من التعرض للحرارة او الخبز، لكن حبي لخدمة زوار ابي عبد الحسين "ع" دفعني لمخالفة نصائحهم، ومنذ عام 2003 وبعد سقوط النظام البائد باشرت بموكبنا وتهيئة الخبز الحار ولم اتعرض الى أي مضاعفات في عيوني لأني على يقين ان من يخدم الحسين ( ع ) " لابد ان ينال بركاته.

وتتابع "نعمل يومياً بحدود 18 ساعة حيث ننهض قبل صلاة الفجر وننام بعد منتصف الليل وعدا عجن الطحين واعداد الخبز اقوم خلال اليوم بحلب الجاموس لإعداد الحليب الحار للزائرين وصنع القيمر والزبد والجبن وجمع البيض، والمشاركة في اعداد الطعام، ورعاية الاطفال وادارة امور البيت بالتناوب مع شقيقتي خالدية وبمساعدة بناتنا من جميع الاعمار، مبينة ان موكبهم يقدم الخدمة لمدة سبعة ايام تبدأ بعد الخامس من صفر الى الثاني عشر منه، وهي المدة التي يمر بها الزائرون القادمون من البصرة والخارجون من الناصرية وباقي مناطق محافظة ذي قار.

 

قاسم الحلفي