نازل أخذ حقي

نريد وطن

هذا ما أطلقه بعض المواطنين قبل بضعة أشهر للقيام بمظاهرات ثورية كبيرة ضد الفساد والقمع والشروع في سن قوانين جديدة تصب في مصلحة وتعديل الدستور فضلا عن تلبيه احتياجات الاخرين، وأخذت هذه الشعارات (الهاشتاك) صدى واسع في مواقع التواصل الاجتماعي في العراق وخارجه حتى وصل  للمنظمات الدولية وحقوق الانسان وغيرها.   

ألا إن هذا لم يحقق الكثير بالرغم من خروج المتظاهرين والمعتصمين والمحتجين والاضراب العام لطلاب الجامعات والمدراس والموظفين وغيرهم فما زال يسود الشعب الفوضى والتخريب  وقتل وزهق الكثير من ارواح الأبرياء!

وكل هذا بسبب عدم توفر العوامل  اللازمة لنجاح الثروة والتغيير في النظام ومن البديهي ان تتوافر في كل مظاهره وثورة كما شاهدنا في الثورات التأريخة السابقة

اولا: وجود منظم ينظم هذه التظاهرة ولا ينتمي لجهة معينة اي من عامة الشعب له القدرة على التنظيم والصفات القيادية وسرعه البديهة والحكمة والتصرف بالتأني والتعقل لمنع كل من يحاول التخريب ونشر الفوضى والخروج عن اطار السلمية.

ثانيا: توفير المستلزمات الطبية الكافية ومسعفين  في حاله حدوث اصابات وجروح للمتظاهرين لغرض التقليل من الاصابات.

ثالثا: الاضراب العام لكل الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة والمدراس والجامعات والمعاهد فضلا عن العاملين والكادحين والفلاحين إن كان الاضراب يحقق خطوة إيجابية دون أن يقتصر على اضراب المؤسسة التعليمية فهذا مؤشر غير صحي في مجال الاضراب, وهذا طبعا باستثناء الدوائر الخدمية والصحية.

رابعا: كسر حاجز الخوف بين الشعب والسلطة والمطالبة بكل الحقوق والواجبات وتوحيد متطلباتهم لتأدية الغرض الأساسي.

خامسا: القوة العددية فكلما كانت هناك الكثير من الحشود المتظاهرين الذين  يطالبون في تغيير النظام وضغط على السلطة كانت الاستجابة بشكل اسرع.

سادسا: الحفاظ على السلمية ومنع حدوث اصطدام بين السلطة والشعب لكي لا يتم استغلال الوضع من قبل جهات اخرى.

فكل هذه الخطط والتنظيمات التي من الممكن ان تتوافر لسير في انسيابية تامة لتصب في مصلحه الشعب وتأدية نتائج مثمرة.

وأخيراً لا يمكن تحقيق شيء أو النجاح فيه ما لم يكن هناك تخطيط مسبق ودراسة واتباع آلية او قوانين تصب في مصلحة الجميع.

وهذا ما وجدنا علية الكون منذ أن خلقنا الله من نبي آدم (عليه السلام) الى خاتم الانبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أي منذ الازل يسير هذا الكون والشمس والقمر والكواكب والمجموعات الخارجية والعوالم من بدائيتها الى أن ارتقى بها الانسان وفق قوانين الهيه منظمة؛ لتحقيق التوازن والاستقرار الكوني ولولا وجود هذه الأنظمة الإلهية لسادت الفوضى والخراب ولا يصلح للعيش فيه, فكل شيء خلقه الله للتعلم والتدبر والاستفادة.

(وكل شيء خلقناه بحسبان)

فاطمة الحسيني