ان البارئ عز وجل خلق الكون بعظمته وقدرته وجمال خلقه مع تعدد مخلوقاته, وفِي لحظة التفكر بها نلاحظ الإعجاز الرباني فجعل لكل ما يدب على وجه الأرض حقوق..

فالله لم يخلق شيئاً عبثاً حاشاه من ذلك، ولا ننسى دور المرأة واهميتها فهي الأم ،الأخت ،الزوجة.. ولا يمكن للباحث أن يبين أهميتها وابعاد سعادتها وحظوتها في عز الاسلام الزاهر الا بالمقارنة بينها وبين غيرها من النساء اللاتي سبقن عصرها, أو تخلفن عنه في التاريخ؛ ليدرك عزتها وتفوقها عليهن, ولا يعرف ذلك الا بعد البحث والدراسة على ضوء المبادئ السماوية الخالدة والقيم الأصيلة الخالية من الهوى والجهل وسيطرة الاعراف والتقاليد التي لا تكون مقياساً ثابتاً ولا حكماً عدلاً في تمحيص الحقائق وتقييمها واستجلاء الواقع المزيف لتلونها بالمحيط الذي انبعثت منه والظرف الذي عاشته فطالما استحسن العرف خلالاً قبيحة واستقبح سجايا كريمة متأثراً بدوافع هذا وذاك.

 

والمرأة في تقييم الحضارة الرومانية في تأرجح واضطراب بين التطفيف والمغالاة اعتبرتها رقيقاً تابعاً للرجل.. يتحكم بها كما يشاء ثم غالت في قيمتها فحررتها من سلطان الأب والزوج ومنحتها حقوق الملكية والإرث وحرية الطلاق فكانت الرومانية تتزوج الرجل بعد الآخر دون خجل واستحياء وهي في عرف الحضارة اليونانية تعتبر من سقط المتاع تباع وتشترى وتعتبر رجساً من عمل الشيطان.

وقضت شرائع الهند القديمة ان الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعي خير من المرأة وكان حقها في الحياة ينتهي بانتهاء أجل زوجها الذي هو سيدها ومالكها فإذا رأت جثمانه يحرق ألقت بنفسها في نيرانه وإلا حاقت عليها اللعنة الأبدية.

وأما رأي التوراة في المرأة فقد وضحه سفر الجامعة في كلمات:

(درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً ولأعرف الشر أنه جهالة والحماقة انها جنون فوجدت أمر من الموت المرأة التي هي شباك وقلبها شراك ويداها قيود)

وكانت المرأة من وجهة نظر المسيحية مخلوق شيطاني دنس يجب الابتعاد عنه, وكانوا يفرون من ظل النساء ويتأثمون من قربهن وكانوا يعتقدون ان مصادفتهن في الطريق والتحدث إليهن ولو كن امهات وازواجاً او شقيقات تحبط أعمالهم وجهودهم الروحية.

إلا أن في الدين الاسلامي الأمر مختلف إذ حرر المرأة وأعطاها حقوقها ومكانة عظيمة في المجتمع وقيل ما قيل في المرأة وأهميتها لما لها من أهمية و وجود مميز في كل مكان ولم يمنعها من تحقيق ما ترغب الا انه جعل لها حدود تسير على خطاها لتكون خير قدوة لنساء العالم وباقي الأديان.

 

منى المالكي