دقت الثانية بعد منتصف الليل, بعيون ذابلة اراقب عقارب الساعة, تملكني الوجل, وصوبت افكاري سهام الريبة..

 لِمَ تأخر؟

اين هو الآن؟

وما ان دخل إلى البيت أسرعت كالمجنونة إليه أساله عن سبب تأخره, لكن...!

المزعج  بالأمر إنه لم يكترث لي, ولم يخشَ من توبيخ والده.

منذ ان بلغ السادسة عشر وخط شاربه وهو يطلق العنان لنفسه, يخبرنا بأنه كبُر ولا يحق لنا ان نتدخل في شؤونه الخاصة, يخرج من البيت متى ما شاء, ويعود متى ما اراد,  دون أي اهتمام, ويرفع صوته حينما نكلمه, يخاطبنا بلغة تخلوا من الأدب والاحترام , نظرات عينية تقدح غطرسة وتمرد, بات شبح ضياعه  يلاحقني, والان هو يصر على قيادة سيارة والده, وبدء يخلق مشاكل مفتعلة معه لسبب رفض ابيه ذلك, اتبعنا انا ووالده كافة الطرق المثلى لكبح تصرفاته, ولكن دون جدوى, بدأنا نفقد السيطرة عليه, ارشدوني الى طريقة اعالج بها مرحلة المراهقة الصعبة التي يمر بها, لأتمكن من احتوائه قبل خسارته.

 

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اُختنا الفاضلة:

إن لكل مرحلةٍ من مراحل النمو هذه خصائصها ومظاهرها, لقد خلقنا الله سبحان وتعالى بموجب قاموس دقيق جدا ينتقل منه الإنسان من نطفة إلى طفل ثم مراهق، والمربي الناجح يحسن التعامل مع كل مرحلة بحسبها، وينبغي أن يعامل هذا الابن على أنه أصبح رجلاً، فنحاوره ولا نأمره، ونعطيه مساحة للاختيار، ونناقشه بهدوء في نتائج أعماله، ونشجع كل بادرة عمل حسنة تصدر منه، ونقنعه بخطورة قيادة السيارة عليه وعلى الناس من حوله، أما بالنسبة لقيادة السيارة نذكر بالنماذج الكثيرة من الشباب الذين استعجلوا في أمر قيادة السيارة، فكانت النتيجة الإعاقة الدائمة أو الموت، وأرجو أن لا تعلني عجزك أمامه، وتُكثري من الشكوى عليه؛ فقد يدفعه ذلك لمزيدٍ من العناد والتمادي، ويحطم في نفسه حواجز الحياء، ويقلل قيمته عند الناس.

ومن الضروري أن يكون العلاج هادئا و متدرجاً، ولا أظن أن الضرب ينفع في هذا السن -المراهقة - خاصةً إذا كان أمام الاخرين من أفراد الأسرة أو غيرهم، فإن ذلك يدفعه لمزيدٍ من التمرد والعناد، ويسقط عنده هيبة ( الأبوين )

 

وهذه بعض التوصيات التي تساعدكم على السيطرة على هذه الحالة :

1- الاتفاق على خطة ومنهج في تربية وتوجيه هذا الشاب من قبل الأم والأب ؛ حتى لا يستفيد من التناقضات بين طريقة الأب وأسلوب الأم، مع ضرورة الاتفاق على الأساسيات في التربية.

2- استخدام أسلوب الحوار الهادئ، بشرط أن نختار له وقته وأسلوبه المناسب.

3- عدم إخبار الوالد بكل صغيرةٍ وكبيرة؛ لأن ذلك يضعف شخصيتك عنده.

4- مصادقة هذا الشاب؛ لأن الأبن إذا وصل هذا العمر فلابد من مؤاخاته.

5- إشعاره بحاجة المنزل لوجوده وسعادتكم بقربه.

6- احترام أصدقائه واختياراته، مع تحذيره من أصدقاء السوء، ومناقشته في الأسس الصحيحة لاختيار الأصدقاء، وليس صحيحاً النقد المباشر لأصدقائه.

7- الترحيب بأصدقائه وملاطفتهم؛ حتى نتمكن من معرفتهم عن قرب، ولكي نأمن من سلبيات وشرور الصداقات السيئة.

8- إيجاد برامج بديلة عن برامج الرفاق، كاصطحابه إلى زيارة المراقد المقدسة وزيارة الأرحام، وتكليفه ببعض المهام، كمرافقة الوالدة عند خروجها إلى السوق ومشاورته في أمور المنزل والأخذ برأيه والثناء على ذوقه واختياره.

9- عدم اللجوء إلى الضرب؛ لأنه يزيد من نفوره، ويحطم شخصيته إذا كان أمام إخوانه أو زملائه.

10- عدم التعامل معه بعصبية وحدة؛ لأن ذلك يدفعه لمزيد من الهروب والعناد.

  الإستشارية زينب الوزني/ مركز الارشاد الأسري