جفَّ هدير دمعها..

وبح صوت ندائها..

تسمَّر الزمنُ في مكانه

لم يعدْ يمضي نحو الافق ليمرَّ سريعا

ويعودُ غائبها..

زفراتٌ تعلو من قلبها الواهن

نادتْ بها.. أبتاه

عادَ صداها إليها حاملا سخطَ القدر

ليخاطبها قائلاً: لن يأتي..

اصطفتْ الدموعُ في محاجرها

علقتْ مرايا الألم على جدران الفراغ

وتجول حلمها فوقَ أرصفة المحال

لتتلو أنشودة حزنها علها تصل إلى طفوف كربلاء..

نادتهُ حرفاً تلو حرف..

وعانقتْ اللحظات التي كانتْ تحتويهما..

وبين انياب الليل وجدران الدارُ المظلمة

دلفً زفيفُ الريح الحزين ليخبرها من جديد.. لن يأتي

السقمُ آباد جسدها النحيلَ.. فأمستْ عليلتهُ تندبُ..

يا نديمَ القلب.. أبه يا حسين.. أبه يا حسين..

زهراء الكناني