( راية )

أتساءل كيف حملتُ شرف الكتابة عنكِ كل عام؟ .. فكل الكلمات التي سطرتها في علوكِ الشريف كانت تنساب على الورق بكبرياء صاحبها ومن رحيق قلبي.. التقط الصور واللوحات لكِ من عمق شموخكِ الذي حيّر العالم حينما تحسس خفقكِ من مسافاتٍ بعيدة .. عالية مرفرفة في سماء الشهادة والمجد.. تميزتِ عن كل الرايات بأنكِ غاية وملجأ ورمز يحاكي قيم الإنسانية، فإلى سموك تهفو البشرية حينما تظل الطريق إلى بارئها ، لأنكِ الوسيلة والعقيدة والمبدأ والمعتقد وبلسم الجراح والشفاء و و و....

رفرفي يا راية محمد وخذي مداكِ في عنان السماء، خفّاقة وملهمة للشعراء والكتاب ولكل الاقلام التي تشرفت بالكتابة عن مجدكِ العالي، فلولاكِ صاحب القبة التي استندتِ عليها منذ الف ونيفٍ من الأعوام ما كان الدين وما اتسع في ارجاء المعمورة، ولولاكِ لكانت ارض كربلاء خاوية ومهجورة.. انت من منحتها الاسم والعنوان والروح والسلام برمزية المعنى.. لتغدو مرفأ يجمع المؤمنين في رحاب الشهادة العظيمة.

هنيئا لكل طائر رفرف امامك وتضوع من عبق عطرك

وهنيئا لكل من لمس خيوطك وشفي من داءه

وهنيئا لنسيم كربلاء الذي ما أنفك يغازل خيوطكِ لتتمايلي على خد السماء فتميل معكِ القلوب ولها.

 

سعاد البياتي