تحتويه أمه الكبيرة... يضعُ يدَه على رأسِها، وببكاءٍ ممزوجٍ بالفرح يقبِّلها ، يفوح عبيرها فيخترق أنفه، تأخذه إلى أعماقها السماوية هناك يقترب منه شقيق دربه الذي اختارته الأم ليخلد عبر أرضها في السماء ، بنور ساطع يأتي من بعيد ، تتضح ملامحه ... يمدُّ يديه ...إليه...تتلاقى الأيدي ...تتبارك بالنصر...وبعد لحظة اللقاء تلك تعود إليه أسماعه... تقطع اللقاءَ أصوات الرصاص المحتفل ..يودِّع ملامحه من بعيد ..يرفع رأسه من الأرض يشاهد يوم النصر الأكبر عن كثب
ترتفع (الهلاهل) مع أصوات الرصاص لتمتزج الصورة بألوان صوتية تمتدُّ إلى قلب تملؤه الجروح.., ومع كل صوت من تلك الأصوات يُضمِّدُ جرحَه.., ومع ابتسامتهم الدامعة يُشفى جرحٌ بعد آخر
يلتفتُ إلى مقربةٍ منه يشاهدُ الساجدين على الأرض... الحامدين الله.. ومن جانبٍ آخر يشاهد عناقاً عميقاً تتلامسُ فيه الجروح لتتداوى باللقاء
وهناك حيث أمٌ تلفُّ عباءتها لترسم فيها دائرة في الهواء وتعلو معها صيحاتها المشجعة لهم
طفلٌ قريبٌ يرقصُ لا يعلم سوى أن هناك فرحة ملأت أفئدتهم بعد خوف
أصواتٌ هناك تعلو وترفرفُ بأعلامِها وصوتُ أرواحِها تلاقحَ مع لسانِها ليهتف: لبيك ياحسين
ومع ختامِها يصدحُ الصوتُ الذي كان معهم فيتردَّدُ صداه على سواترهم
نحن لا نهزم .....ومنَّا عطاء الدم
سقى نخلة الصبر
رغم ريح الهم....شراع الإبا يمَّم
إلى ضفّةِ النصر

 

ضمياء العوادي