مع تراتيل الملائكة ورعاية السماء احتضنت اطهر بقعة على الأرض فاطمة بنت أسد, لتكون ملاذها الآمن, وبمثابة نخلة مريم (عليها السلام), وسفينة نوح (عليه السلام), وعصا موسى(عليه السلام), وقميص يوسف(عليه السلام), والبيت الذي يولد فيه النور من النور, حيث انشق جدار الكعبة ليخرق العادة ويكون معجزة ماثلة تشهدها الأنام وتكون آية علي (عليه السلام ) الظاهرة على مدى العصور, فلم يشهد بشر قبل علي تلك المنزلة حيث حباه الله بها تكريما لمنزلته وتعظيما لشرف قربه من سيد الخلق محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

ثلاثة أيام وبيت الله الحرام يضم في قلبه فاطمة بنت أسد ليتولى رعايتها ويمنحها السلامة ويطعمها من ثمار الجنة وكأنه مهد وليدها ومستقر سكينتها, وفي اليوم الرابع بزغت شمس علي التي لم تأفل ولن تأفل على قلوب عاشقيه, فيشهد الوجود ولادة خيرة خلق الله وحجته عليهم لتتشرف الجمعة بمزيد من القداسة ويتشرف رجب بفيض من الكرامة فيكون الثالث عشر من شهر رجب يوم الجمعة موعد ولادته الميمونة, فيفوح أريج عطره ليملئ العالم طهرا فهو هادي العباد الى الصواب .

وقد أوحى الله باسمه فأسماه علي وهو العلي الأعلى؛ ليكون حبيبه بعد نبيه وحجته على خلقه ويشمله الرسول بعنايته, فيسقيه من علمه ويمده بأسرار نبوته ليكون وصيه من بعده وأمام هادٍ للناس بمنزلة هارون من موسى.

اليوم مازال ذلك الشق في بيت الله الحرام يشهد على وليد الكعبة الذي ولد بحرم الله ليكون منارا خالدا وعلما لا ينضب يلهم مواليه سمو الأخلاق, وطيب الصفات, وأصول الدين, فبورك من تحلى بخلق أمير المؤمنين, وبوركت شيعته وبوركت أرض تشرفت بمعانقة جسده الطاهر.

 

إيمان كاظم الحجيمي