مع اشتداد المطر ، تــــُـنزل من رأسها المطرية التي إعتمرتها منه .. لتعاتب نفسها :

لمَ تخفي نفسكِ من الطهارة ؟

لمَ تضمي رأسكِ من أنسكابة الماء السماوي ؟

لمَ تصّري على لوثتكِ ولا تقبلي اختمار طينتكِ بهذه الخميرة المعتقة بدعاء صلاة استسقاء بعد جدب ؟ 

فالمطر ؛ أيتها المرأة اليباس ... إنما هو إغتسال إجباري يبدأ من غسل كفيّ الروح وصولا لوضوء القلب وانتهاء بتسريح جدائل الأمل المبللات بالتوق لرحمة ولطف إلهيين .

المطر ؛ أيتها المرأة الصحراوية ... إنما هو لحظة بوح بلا رقيب .. ومساحة لآهة لا تخنقها استفهامات الآخرين .. وفرصة لبكاء بلا "لماذا ؟" .

المطر ؛ أيتها المرأة الحجرية ... إنما هو خصلة زمنية تسمح بسياحة في أزقة اللامتناهي ، برفقة سياط مخملية تضرب وجه الحزن لتتعالى بالمسمع أصوات أطفال يركضون من المطر ، وربما إليه .

المطر ؛ أيتها المرأة العاقر ... حنّاء وطبول عرس ، رائحة تراب أَفتضّت بكارته للتو بخصب سحابة ألقت في جوفه أجنة الاخضرار .

المطر ؛ أيتها المرأة الباردة ... دثار  يدين في جيب القلب بعد صقيع الوحدة .. وتنمل بالأنامل حد اشتهاء القلم .

أنه مضمضة مرة ترجو قهوة حلوة .

أنه ..

المطر وحسب !

 

بلاسم الشمري