عال وشاهق وأملس ؛ جدار صمتك ! فتنزلق عليه أصابع حيرتي بعد أن تتكسر على صمائه أظافر تشبثي .

آه منك ... أيها النائي عني كشريان والمشرآب بي كمحيط .

آه منك أيها القريب الي كسراب والبعيد عني كنبض .

آه منك أيها المترامي الأطراف حد صدى الآهة والصغير كفوهة مثلث برمودا .

آه منك أيها المتلون الباهت .

آه منك أيها " الأنا المتمردة " و " الذات المتقمصة " .

 

تكلم ولملم لي إنساكابات دمعي الذي حفر على خدودي أخاديد نازفات ، وفارت به كملح على جرح .

تكلم أيها المتلفع بصمتك ...

تكلم أيها المتخاتل المتخاذل .

تكلم ... كي أنزل من مقصلة الانتظار .

تكلم وإسمعني صوت قطارك الذاهب الي ، ودعه يفج عباب ترقبي الذي ملّته محطاتي المكتظة بمتسولي وجعي .

تكلم وإنقذني من حبال الوهن الخانقات .

تكلم وفكني من خيوطك اللامرئية .  

تكلم وجّز بحرفك حشائشي وأدغالي التي اعشوشبت عند عَتَبَة " لا بوحك " .

تكلم ؛ وأنطقها ... درتك اليمانية ...

تكلم ؛ وقلها ... شفرتك السرية ...

تكلم ... فانا بين الأمل والانتحار من حدي سيفك .

تكلم أيها الضاد المتلثمة بدورة ميمها والمنكسرة بدمعتي ياءها البلهاء المتوارية وراء راءها المرائية .

تكلم أنت يا أنا .

 

بلاسم الشمري