الحلقة الأولى.. (التكبر)

ندور في حواراتنا مع النفس في دائرة تتسع كل لحظة, نحاول جاهدين أن نكبح جماح سيطرتها علينا, ننجح تارة ونفشل في أخرى ونحن نتواجه في مضمار صرع الرغبات, والغاية هي تسييرها بل وترويضها حينما تحثنا على التصرف بما يتلائم واهواءها, وسلاحنا في مجاهدتها هو العقل الواعي, وتدبرنا قبل وبعد كل تصرف لدراسة أبعاده.

بدأ الحوار بيني وبينها  كالعادة  لكن حوار اليوم ليس كسابقه من الأيام, حيث كنت مستمعا مصغيا صاغرا, وتملي علي ما تشاء وها أنا اليوم بدأت انتفض للمرة الأولى, أردت التمرد لأمر صدر منها حينما حدثتني صباحا وأنا أهم للخروج من المنزل مسرعا, وحاولت أن توهمني بالكِبر بأن لا تلق تحية الصباح على أبيك لأنه اقل منك مكانة في المجتمع, ولا يحمل ما تحمل من شهادة, وليس بثقافتك كان ردي عليها  كالتالي.. صباح الخير يا كل الخير  كيف حال افضل أب في الدنيا, وقبلت يده ووضعتها على رأسي. في هذه الأثناء انتظرت ردة فعلها على هذه الصفعة التي وجهتها لها من غير مقدمات وكيف لا وقد كانت تعتقد إنني عبدها المطيع. فأرادت ان ترجع كرامتها لكن بمراوغة ذكية فقالت: هذا ابوك ويستحق الاحترام لكن أراك نسيت فعل أخاك حينما مر من جانبك ولم يلق عليك التحية ؟!

قلت مسرعا :

صباح الخير أخي الحبيب وعلى وجهي ابتسامة عريضة فضمني إليه وقال صباح الخير يا حبيبي.

سمعت صوت الصفعة التي وجهتا لها حيث صمتت ورفعت الراية البيضاء, في ذلك اليوم وبهذه الصفة (التكبر) لكنها وعدت أن تكون لها الغلبة في يوم آخر وفي صفة أخرى....

أحمد الزبيدي