سألتها : كيف نقيس صحة الافراد عموما ؟ ظنا مني انها ستحدثني عن اخر ما توصل اليه الطب عالميا ،

لكنها اجابتني بتلقائية ... هي القدرة على الابتسامة بصدق .

تركت قلمي واوراقي جانبا اذ اثارت تلك الاجابة رغبة ذاتية متعطشة للفهم ، رفعت رأسي مع ابتسامة عريضة واستغراب ،

قلت : " ها انا ابتسم وحقيبتي تعاني من علب ادوية المفاصل ؟

فأجابتني ضاحكة : " من واقع معرفتي بك نعم ابتسامتك صادقة وعينيك تلمعان بالحيوية وقلمك ينتج بفاعلية وانت بصحة جيدة ، الا ان قدمك تعاني مشكلة ما تدعى التهاب المفاصل وليس انت !.

شغلني جوابها واستغرقت عدة دقائق اراجع فيها مكنونات نفسي هل فعلا انا بخير ، واني استطيع الابتسامة بصدق كحالة عامة ، وليس مؤقتة كمن يأخذ مسكنا وقتيا ،

نعم فعلا انا ابتسم حتى عندما اكون مع نفسي ،

ولكني باغتها بسؤال : اذا كان الامر يحتاج ابتسامة فقط ، فكلنا اصحاء ؟

قالت : " ابتسامة صادقة من القلب علامة على انسجام الانسان مع ما حوله ، هل رأيتي حسودا يمكنه ذلك او حريصا ؟ او طامعا ؟ او ماديا ؟ كل اولئك يعيشون معاناة داخلية تسلبهم ذلك ،

لهذا فإن فاعليتهم في الحياة مرتبكة وﻻ تتمتع بالصحة ، ثم انظري لشخص معوق وظيفيا قد يكون اكثر صحة وانسجام وابتسامة ، وقد يكون الجلوس معه لسويعات يملئك شعورا بالاستقرار والطاقة والحيوية من الآخرين الذين يغلب عليهم التشكي والانتقاد للأخرين والمعاناة واللوم والعجز بل يفشلون فشلا ذريعا حتى في حياتهم الخاصة ، رغم ان اعضائهم ووظائفهم في اتم صحتها .

قلت لها : " اعرف ان وقت المقابلة قد انتهى ، ولكني اقسم اني لن اخرج حتى اعرف هذا السر؟

ضحكت واي سر؟ ﻻ يوجد سر في الامر ، غاية ما هناك ان الابتسامة الصادقة التي تخرج من القلب دليل الانسجام بين التصميم والتطبيق ،

بمعنى عندما خلق الله عز وجل الانسان ، فقد وضع في خلقه فطرة ؟ ( سمها صبغة ، سمها بصمة ، سمها تعريف الهوية الانسانية ، سمها خطة عمل المخلوق بفاعلية ) ، فإذا عاش الانسان بطريقة تلائم الفطرة تمتع بالصحة والانسجام مع الذات ومع البيئة وبعكسه كان معلولا ،

وكما ان الله قد خلق الانسان واجبله على حب الصدق وحب العدل وحب الاحسان ، لذا فان عاش صادقا عادﻻ غير ظالم محسن مع نفسه والاخرين كان بخير ، وكلما كانت افكاره وعقائده ومشاعره موافقة للفطرة كان منسجما اكثر ،

ولذا عليك ان تتعرفي على الفطرة من كتاب الله عز وجل ومن خلال كلمات المعصومين لتتمتعي بصحة دائمة ، اما عن امراض الجسد والاعضاء فهي عارض يأتي ويذهب وفي كل الاحوال سنغادره يوما ما لنحلق في فضاء ارحب .

حينها ... وددت اني صفقت لها لأنها وضعت في كفي احد مفاتيح الوصول .

 

لبنى مجيد حسين