حالة مجتمعية برزت ملامحها في الآونة الأخيرة بعد ظهور العديد من الاجهزة الالكترونية المتمثلة بأجهزة التاب وكثرة انتشار القنوات التلفازية الملمة بصور اطفال ورسوم متحركة تأخذ عقل الطفل الى خيال عالم اخر يبحث فيه عن كل شيء دون نطق الكلمات او حتى دون معرفة ماهية تلك الصور حينما تعرض بشكل مرئي .

تواجد تلك الاجهزة بالقرب من الطفل وهو بهذا العمر يضعه امام مشاكل عدة منها ما وقعت عليه اصابع الاستفهام من قبل احد الاخوات لمركز الأرشاد الأسري وهي تأخر النطق لدى الاطفال 

 

أكثر الكلمات التي يسعد بها الوالدان ويتوقون الى سماعها، هي الكلمة الأولى التي ينطق بها طفلهم والتي غالباً ما تكون كلمة "ماما" أو "بابا"، عندما يكون الطفل في سن الحادية عشر شهراً أو أقل من ذلك .

وبعد أن ينطق الطفل هذه الكلمة يحدث تطور تدريجي وسريع في اللغة، وصولاُ الى مرحلة القدرة على تكوين جمل طويلة ومركبة من عدد كبير من الكلمات.

وما أن يصل الطفل إلى سن السادسة، حتى نجد أن قدرته اللغوية قد اكتملت بنسبة جيدة جدا

 

 ولأسباب مختلفة نجد البعض يخفقون في اكتساب اللغة ، فقد تظهر الكلمة الأولى في سن ثلاث سنوات أو حتى بعد ذلك وقد يصل الطفل الى سن ست سنوات وقدرته اللغوية لا تزيد عن بضع كلمات بسيطة يستعملها في مختلف المواقف

وقد يحدث ان يتأخر في اكتساب جوانب معينة في اللغة، مما يجعله بحاجة إلى وقت أطول من الأطفال الآخرين للتعلم اكثر .

وذكر مركز الارشاد الاسري التابع للعتبة الحسينية المقدسة من العوامل المسببة لحدوث مثل تلك الحالات هي الجانب الاستقبالي من اللغة، وايضاً القدرة على التعبير اللغوي، وقد يشمل كلا الجانبين معاً.

 

هناك مجموعة من العوامل التي تمكن الطفل من اكتساب اللغة وتعلمها بشكل تلقائي دون الحاجة إلى مساعدة خاصة في ذلك وهي:

1. القدرات الحسية السليمة، وأهم هذه الحواس هي حاستا السمع والبصر.
2. القدرات العقلية السليمة؛ من المعروف إنه كلما زادت نسبة الذكاء عند الطفل زادت قدرته على فهم ما يسمع ويقرأ، وزادت حصيلته اللغوية،

3. الاستعداد الفطري لاكتساب اللغة، يطلق عليه البعض مسمى "الملكة اللغوية" وهو استعداد الطفل لتعلم اللغة ويشمل بذلك الاستعداد الذهني أو العقلي الذي يمكن الدماغ من القيام بوظائفه في تعلم اللغة من خلال التعامل مع المدركات الحسية (المعلومات) الواردة الى الدماغ من الحواس المختلفة وبشكل خاص (حاستي السمع والبصر) ، والقدرة على تصنيف وتخزين واسترجاع المعلومات

ويشمل ايضاً القدرة على ملاحظة وتقليد الآخرين في نطق النماذج اللغوية.
4. التعايش البيئي مع الاهل سبب رئيسي في اكتساب الطفل اللغة بصورة افضل وذلك لا يكتسب بمعزل عن الآخرين وبشكل خاص أسرة الطفل والمحيطين به.

 

وقد ذكر المركز عدة نقاط لتفادي حدوث مثل تلك الحالة :

1. ان تفاعل هذه العوامل وتكاملها عند الطفل تمكنه من اكتساب اللغة،

2. غياب أو ضعف عامل واحد لا بد وأن يترك تأثيره السيئ في قدرة الطفل على اكتساب اللغة والأداء التواصلي بشكل عام.

3. من شأن التدخل المبكر الصحيح والفعال أن يساعد الطفل على أن يخفف من الاضطراب اللغوي الذي يعاني منه الطفل الى الحد الذي يمكنه من التواصل مع المحيطين به         .

 

الإستشارية : زهراء التميمي / مركز الإرشاد الاسري