من المعروف والمثبت علميا أهمية اللعب وضرورته لبناء شخصية الطفل, فتعّرفه على عالمه وميله للاكتشاف لا يتحقق الا بممارسة اللعب, وبمرور الوقت تتطور لديه القدرات والقابلية على استخدام العاب تناسب كل مرحلة عمرية, وبعد اقتحام شبكة الانترنت لأغلب المنازل وتوفر الاجهزة المرتبطة بها صارت الالعاب الإلكترونية على راس القائمة, ومن هنا وبعد اختلاف الآراء حول تأثير هذه الألعاب فقد يقول البعض بأن هذه الألعاب فيها ما ينمي قدرات الطفل العقلية؛ ولكنها عكس ذلك فهي تعد ضرراً على العقل والابداع، كيف لا والطفل يبقى ولساعات طويلة مشدود الذهن وربما مفزوعاً وخائفاً ومتوتراً امام شاشة التلفزيون او الكمبيوتر لمتابعة جملة من الألعاب ذات الثقافة التربوية المستوردة.

أضرار الانترنت على الأبناء إلى جانب الألعاب الإلكترونية:

•المستوى النفسي:

أ- إدمان الإنترنت

•يميل المدمن إلى زيادة الجرعة؛ لإشباع رغباته التي كان يتطلّب إشباعها لديه جرعة أقل و يعاني المدمن على الإنترنت عند انقطاع اتصاله بالشبكة من أعراض نفسية وجسمية ومن التوتّر النفسي الحركي والقلق، وتركّز تفكيره على الإنترنت بشكل قهري، وأحلام وتخيّلات مرتبطة بالإنترنت.

ب- أن المسلسلات العنيفة والبرامج الإباحية تخلق في الفرد شعور بالبلادة وعدم المبالاة وينجم عن ذلك نوع في شلل الإحساس والقيام بردود أفعال غليظة بعيدة عن أي احترام أو تعاطف.

•  المستوى الاجتماعي:

- تأثير على  الابناء من ناحية الأسرة.

تهديد استقرار الأسرة وانهيار الحياة الزوجية وتهديد الاولاد  في أسرهم.

  - التجسّس على الأسرار الشخصية

تعرّض خصوصية المعلومات الموجودة في الأجهزة للاختراق من قِبل المخترقين  المحترفين وهواة الاختراق وبرامج التجسّس، وانتهاك الحقوق الخاصة والعامة، وانتهاك الخصوصية وانتحال الشخصيات ولا سيما وإن غالبية هذه البيانات تكون في متناول يد الطفل مع غياب الرقابة وهذا يزيد احتمالية تسربها.

-  فقدان التفاعل الاجتماعي

التواصل يحصل عبر أسلاك ووصلات الاجهزة وليس بطريقة طبيعية مباشرة مما يرفع معدل الإصابة بمرض التوحد (الانعزال الاجتماعي).

- التأثير على القيم الاجتماعية

التعرّض لقيم ذات تأثير ضاغط سلبي بهدف إعادة تشكيل قيمنا تبعاً لها.

-  الإساءة إلى الأشخاص

من الاستخدامات السلبية للإنترنت التشهير بكثير من الشخصيات الاجتماعية ونشر الشائعات والمضايقات.

•       المستوى العلمي:

قتل الوقت من خلال غرف الدردشة الفارغة، هدر وقت كبير بدون أية فائدة، ما قد يؤثِّر على المستوى الدراسي للطلّاب والطالبات، وتضييع أوقات الشباب في غير منفعة عند الغالبية من خلال الألعاب والتسلية المؤهلة للكثير من الامراض الجسدية والنفسية.

- تراجع التحصيل الدراسي

التأخّر الدراسي عند طلّاب المدارس والجامعات.

- عدم الدقّة في المعلومات يُعطي كثيراً من المعلومات الكاذبة والشائعات ومن نشر العديد من المعلومات غير الدقيقة على الشبكة دون رقابة.

•على المستوى الصحّي:

- أمراض العيون؛ بسبب التركيز الدائم على الاجهزة والانترنت والتعرّض للذبذبات المنتشرة, فضلا عن مشاكل كثيرة في السمع والنطق والتركيز.

- أمراض العمود الفقري والمفاصل؛ بسبب الجلوس الطويل بشكل غير سليم .

- زيادة الوزن؛ من جرّاء تناول المأكولات غير الصحية والوجبات السريعة أثناء الانشغال بالإنترنت.

وهناك العاب أخرى تشكل خطورة كبيرة تصل أحيانا لتشوه الطفل أو قتله وهي الالعاب النارية إذ يمكن اختصار مخاطرها:

1- تسبب حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة لدى الطفل.

2- كما ويشار إلى أن الشرار أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات، تعتبر من العوامل المباشرة للإضرار بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة؛ لأن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر وقد سجلت حالات كثيرة لإصابات عيون بعض الأطفال بهذه الألعاب، وتمثلت في حروق في الجفن وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للبصر, وسجلت وزارة الصحة مؤخرا حالات بتر لليد بسبب تعرض الطفل لإصابة بليغة بسبب المفرقعات.

 

بدائل عن الالعاب الالكترونية :

·       أن لعب طفلك في التراب بحرية مقننة ُينمي عقله, ويصقل فكره, ويعطيه الثقة في نفسه, وتساعد تقوية  عضلات الطفل و تساعد في سحب جميع الطاقات السلبية.

·       الالعاب التي تساعد على التفكير: مكعبات البناء ، العاب الاحاجي، العاب البازل .

·       الالعاب التي تساعد على التركيز والدقة: مثل لعبة رمي السهام وتفكيك  والتركيب.

·       العاب تساعد على الابداع والابتكار لدى الطفل: مثل الاعمال  اليدوية مثل استخدام ورق الفوم الملون في صناعة اشكال متنوعة وجميلة.

·       العاب تساعد على تقوية حاسة السمع: مثل الغميضة، تقليد الاصوات

·       العاب تساعد على مرح : وتخلص من الطاقات السلبية مثل اللعب بالنطاطة والقفز.

 

علياء الصافي / مركز الإرشاد الأسري