يا سيدة العرب.. تمهلي..

لا ترحلي فقد جئت اليك وسط زحام القلوب الوالهة لك

وقطعت لوصلك المسافات

_هل عرفتني من اكون؟! _

فأجابت : لا كيف لي ان اراك وقد ابيضّت عيناي من الحزن

ولكن في نبرة صوتك صدى صوت ولدي العباس _سلام الله على عينيك يا أماه _أماه ..!! : أعد قولها لي فقد كان يسمعني اياه بنفس الهيأة _اماه _ آه

اني أشم ريح ولدي عزيز سيدتي الزهراء وابنها سيد الشهداء عليهما السلام .. يابني هل لك ان تقترب .. إقترب .. علّني اتفقد ملامحه فيك فقد استفاق نبض قمري بداخلي وابصرت عينا قلبي به تاركة تراتيل الدموع تلهب النفس بأوجاع الفقد على وجهي _

فيسألها : ما الذي ابكاكِ الان ..!! فتقول : ذكرى جرح ادمى العيون _

اماه: اما عرفتني؟! انا قمر العشيرة .. انا كافل العقيلة زينب انا حامل اللواء وساقي عطاشى كربلاء. _بُني عباس!! _نعم: انا العباس .. _انا الذي قُطعت كفاه على شاطئ الفرات، و فلقت هامته بعمود الطغاة، وانا الذي اصيبت عينه بسهم البغاة، وانا الذي تُرك على الشريعة. _اماه : اما أخبروك عني في كربلاء؟! اما قالوا لك ان عباسا قد وفى بعهده الذي قطعه لك ؟! _أماه : لقد جئتك من وادي الطفوف لأحملك على كتفيّ واشيعك بنفسي دون كفّيَ المقطوعتين .. فالمعذرة منكِ ..

 

زهراء سالم جبار