ممثل المرجعية: الحق لا يعرف بالرجال ومن خلاله يتميز المدعي والمزور عن الحقيقي خصوصا ان هنالك مكاسب اقتصادية وسياسية واجتماعية

اكد ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة، على ان الحق لا يعرف بالرجال ومن خلاله يتم التمييز بين المدعي والمزور عن الحقيقي خصوصا في ظل وجود مكاسب اقتصادية وسياسية واجتماعية.

وقال السيد احمد الصافي اليوم الجمعة (21 /2 /2020)، نود ان نستعرض طبيعة حياة الامام علي عليه السلام وعلاقته بالنبي (صلى الله عليه واله) والفتن والتوجيهات وغير ذلك، مبينا ان الامام عليه السلام دخل عليه ذات يوم رجل اسمه الحارث وبدأ يرادده بأمر، فاجابه الامام بالمقولة الرائعة والخالدة قائلا له (ياحارث انك ملبوس عليك، وان الحق والباطل لا يعرفان بالناس، ولكن اعرف الحق تعرف اهله، واعرف الباطل تعرف من اتاه).

واضاف ان الملبوس هو من تشتبه عليه الامور بسبب قصور او تقصير، لافتا الى ان الامام اراد ان يرفع هذه المسألة فبين ذلك بايجاز، موضحا ان الاستدلالات على المعارف في وسائل المعرفة التي نملكها تختلف، وان الامام اراد ان يفهم هذا القائل الى امر يعنى به الجميع مفاده ان اي شخص عندما يتخذ موقفا معينا او يعتقد به فان امامه عدد من الوسائل التي يتعامل بها مع المعرفة، وعليه سلوك الطريق واستخدام الوسيلة التي تبقيه غير متزلزل امام اي ظرف يمر به.

واضاف ان هنالك طريقان احدهما خطأ والاخر صحيح، مبينا ان هنالك واقع يمثل الحق وان هنالك من يتلبس بهذا الواقع لكن لا يعرف ان كان صادقا ام كاذبا، فينظر الشخص الى الواقع من خلال هذا المتلبس وتتولد عنده حالة من الفهم الخاطئ لا يشعر بها الا حينما يتزلزل وتبدأ عنده حالة من الريبة والشك ويتبين لديه انه غير مكتنز او مملوء من الحق لانه كان مشتبها بحالة من الحق وليس الحق وهو في هذه الحالة ملبوس عليه.

وتابع ان الامام امير المؤمنين عليه السلام يؤكد ان هذه الطريقة بالفهم خاطئة، وان الحق لا يعرف من خلال الرجال، مشيرا الى ان افضل طبقة بالبشر هم الانبياء ولو فرضنا اننا نعيش في زمن النبي فيكون الاستدلال على انه نبي من خلال معرفة الحق ومن ثم تتم مقارنة دعوته بذلك الحق، لافتا الى ان العلماء يؤكدون على ان فائدة المعجزة في ان الله تبارك وتعالى زود النبي بها وهي مطابقة للدعوى وبالتالي فان الشخص عرف الحق وعرف ان هذا النبي نسب نفسه الى الله وان الله تعالى صدقه بذلك، وكل ما جاء به بعد ذلك فهو حق.

واكد على ان حصانة الانسان بمعرفة الحق لان ذلك يؤدي الى معرفة اهل الحق خصوصا ان هنالك من يدعي الحق وهناك من يأخذ جزء منه، كما ان هنالك مكاسب اقتصادية وسياسية واجتماعية وكل شخص يريد ان يصل لها بطريقته الخاصة، مستدركا ان حماية الشخص لنفسه وقدرته على التمييز بين الامور وكشف المزور والمدعي عن الحقيقي من خلال الحق.

ولفت الى ان البعض يكون موقفه في الصباح يختلف عن موقفه في المساء لانه لم يعرف الحق وانما عرف الناس وتصور بان الحق يدور مدار الناس، مستدركا ان معرفة الانسان للحق والباطل كمعرفته للدواء والسم، مشيرا الى ان على الانسان حينما يعرف الحق لا يهتم ان اتبع الحق قليل ام كثير، مستشهدا بقوله تعالى (أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ).

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment