نظرا للنقص الحاد.. العتبة الحسينية تعمل على انشاء مركز متخصص يعد الاول من نوعه على مستوى العراق

على جانب الطريق الرابط بين محافظة كربلاء المقدسة، والعاصمة بغداد، تقف (أم زهراء)، وهي تنظر الى صرح معماري جديد شكل ذراعين مفتحوتين، بينما البناية الاخرى على شكل طفل، مكتوب عليها (مركز تخصصي لأمراض التوحد)، حيث تتأمل أبنتها ذات الثمان أعوام والتي تعاني من هذا المرض، وتطمأنها  بأن (هناك من ألتفت لكِ مؤخرا بعد المعاناة).

حال أم زهراء، كحال الكثير من العائلات العراقية التي يعاني أطفالها من مرض التوحد، مع غياب واضح للدعم الحكومي الموجة لهذه الشريحة، حيث قالت في حديث للموقع الرسمي، "منذ أن علمت بمرض أبنتي وأنا أندب حظي وأبحث عن مكان ممكن أن يكون صالحا لتعليمها تحت رعاية جدية، لكن دون جدوى، فلا توجد مؤسسات حكومية ترعى هذه الشريحة بشكل تعليمي تربوي علمي صحيح".

وأضافت أنه "حين شاهدت هذه البناية أطمأنيت بأن هناك مؤسسة سوف ترعى أبنتي بشكل علمي، وخاصة أن من عمل على أنشاءها هي العتبة الحسينية المقدسة المعروفة برعايتها لهكذا مشروعات تربوية رائدة في كربلاء والعراق".

 وبحسب إحصائيات شبه حكومية فأن هناك ثلاث مرضى يراجعون اسبوعيا في كربلاء، مما يؤشر الى وصول نسب الإصابة لمستويات لا يستهان بها، مع النقص الواضح في عدد المراكز التي ترعى هذه الشريحة، أغلبها أنشئت بدعم من قبل العتبات المقدسة، أو المؤسسات الخيرية، فيما تعمل العتبة الحسينية المقدسة حاليا على أنشاء أكبر مركز في العراق للمصابين بالتوحد، وسيفتتح في النصف الأول من عام 2020.

وقال رئيس قسم المشاريع الاستراتيجية في العتبة الحسينية المهندس منتظر الموسوي للموقع الرسمي، أن "بناية مركز التوحد، والذي تعمل العتبة على أنشاءه، على شكل ذراعين مفتحوتين، بينما البناية الاخرى على شكل طفل متوحد وهي رسالة للآخرين على احتضان المتوحد ودمجه مع المجتمع، وتضم (37) صفا جماعيا، و(33) صفا فرديا، و(13) قاعة للمخاطبة، بالإضافة الى قاعات رياضية ومطعم، وقاعة لعرض المواهب، ومغطس علاجي وفيزيائي، وغرف للنطق".

وتابع أن "العمل في المشروع مستمر وبوتيرة متصاعدة وبنسبة انجاز تجاوزت الـ(90%)"، لافتا الى أنه "تم استخدام احدث التقنيات التكنولوجية في البناء، وتقسيم القاعات بما يتلائم مع الحالات المرضية".

العتبة الحسينية المقدسة، ومن خلال مشروعاتها، تحاول جاهدة في العمل على أدخال التقنيات الحديثة والنوعية في صروحها التربوية التي تعمل على أنشاءها لعدد من الشرائح في المجتمع.

وقال الصحافي فلاح الغزي، إنه "ومن خلال متابعتنا لمشروعات العتبة الحسينية المقدسة تعتمد على أنشاء عدة صروح بتقنيات علمية عالية لسد النقص الحاصل في الدعم لعدد من الشرائح، ومنها شريحة مرضى التوحد، وهي مشكورة على ذلك".

وأوضح أن "مثل هكذا مشروعات تدر بالمنفعة على شرائح معينة، ونتمنى على العتبة الحسينية المقدسة، وحتى العتبات المقدسة الأخرى، زيادة الاهتمام بمثل هكذا شرائح تفتقد للدعم الحكومي الواضح".

ومرض التوحد أو الذاتوية، هي أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية (اضطرابات في الطيف الذاتويّ)، وبالرغم من اختلاف خطورة وأعراض المرض من حالة إلى أخرى، إلا أن جميع اضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم.

فارس الشريفي، مصطفى احمد باهض

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment