هكذا فقد ولده الوحيد بسبب السرطان.. والعتبة الحسينية تؤكد سعيها لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين قريبا

على غير عادته يجلس وحيدا في احد الشوارع الرئيسية في كربلاء (وسط العراق) يضرب بيديه معا متحسرا مهموما يتمتم مع نفسه غير مكترث لمن حوله ، يفكر كيف يحصل على المال لسد احتياجات ابنه للعلاج من مرض السرطان .

محمد عباس الذي يبلغ من العمر (42) عاما يعمل مقابل اجر يومي لا يتجاوز (20) دولارا ، يقول "انني اصبت بالصدمة والفاجعة بعد ان اخبرني الاطباء بان ولدي الوحيد الذي يبلغ من العمر (17 عاما) مصاب بمرض سرطان في الرأس، مبينا ان هذه اللحظة كانت صعبة جدا في حياتي وخصوصا انني لا أملك شيء من المال او شيء لأبيعه لأوفر العلاج ،فقط املك القدرة يوميا للذهاب الى ( المسطر) مكان تجمع العمال لانتظر نصيبي هناك ".

يضيف ، كثيرا ما اعود خائبا الى البيت بسبب عدم حصولي على العمل وعودتي بلا مال لحظة باتت كابوسا يراودني كل يوم ، لان اللامال يعني لاعلاج .

عباس يتكلم بمرارة عن ما عاناه من المؤسسات الصحية واليأس من الخدمات ومن عدم المقدرة على الاستمرار بالعلاج الذي كان يصعب الحصول عليه لان ثمنه باهظ جدا والحصول عليه اشبه بالمعجزة .

منعطف

يهرول مسرعا الى بيته تاركا مكان العمل بعد اتصال هاتفي تبلغه زوجته بان ابننا نقل الى المستشفى .

يقول عباس انه "دائما يأتي اتصال يبلغني بان ابنك نقل الى المستشفى ولكن في ذلك اليوم كان الاتصال بصوت شاحب وحزين ، علمت منها انه حان الوقت لاودعه وانا مقصر بحقه .

ساعات قليلة لتبلغ العائلة بوفاة الشاب اثر صراعه مع المرض لسنة ونصف، واصبحت انثر المال الذي احصل عليه على قبر ابني الذي راح ضحية المرض وسوء الخدمات الصحية وعدم توفر الانسانية الكافية في المؤسسات المختصة.

بالأرقام

منذ عام 2012، تم افتتاح مركز الاورام السرطانية في محافظة كربلاء ليسجل 6700مصاب بالسرطان في اخر احصائية صدرت عن المركز غالبيتهم من الاطفال والشباب  .

يقول مدير المركز كرار الموسوي ان " اغلب الحالات السرطانية هي بسبب التلوث البيئي ومخلفات الحروب وتواجد المصانع قرب الأحياء السكنية إضافة الى دخول المواد الغذائية إلى العراق دون رقابة".

ويضيف ، ان نسبة المصابين من كربلاء (50%) اما البقية من خارج كربلاء، ويواجه المركز صعوبات وضغوطات بسبب الاعداد الكبيرة المتواجدة والمسجله فيه .

نقطة أمل

جميع الارقام والاحصائيات للحالات المرضية دفعت العتبة الحسينية للشروع بتنفيذ اكبر مركزين متخصصين في العراق لمعالجة امراض السرطان وتوفير العلاج داخل البلد .

حيث يشير مسؤول قسم المشاريع الاستراتيجية منتظر جبار الموسوي الى ان "العتبة شرعت بتنفيذ مشروع مركز الامام الحسين عليه السلام في كربلاء والاخر في البصرة وهما الان يمران بمرحلة عمل متقدمة ونسب انجاز كبيرة تتجاوز الـ 80% ".

ويضيف ، ينفذ المشروع وفق انظمة وتقنيات حديثة وضمن معايير (VIP) العالمية و سيوفر المشروع انواع مختلفة من الادوية وطرق عديدة للعلاج وبأحدث الاجهزة ذات المنشأ العالمي الالماني والامريكي، لافتا الى ان المركز يعد الاول من نوعه في العراق ".

لماذا، وهل الخدمات ستقدم مجانا

يتساءل الكثيرون لماذا تبنت العتبة انشاء هذين المركزين وبمواصفات عالمية وهي مركز ديني؟.

ويؤكد معاون الامين العام للعتبة الحسينية السيد افضل الشامي ان "جميع المشاريع التي تنجزها العتبة الحسينية المقدسة هي مشاريع انسانية وخدمية الهدف منها تقديم افضل الخدمات للمواطنين وليس الغرض منها تحقيق الارباح، مبينا ان ما يدل على كلامه وجود عدد من المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للعتبة الحسينية تعمل بالمجان كمستشفى السفير عليه السلام ومركز السيدة زينب عليها السلام الطبي بالاضافة الى الحملات المجانية والشبه مجانية التي تعلن عنها مستشفى الامام زين العابدين عليه السلام .

ويضيف، ان المشاريع التي نفذت ساهمت وبشكل كبير بمساعدة المواطنين وتقديم الخدمات وتذليل الكثير من العقبات امامهم .

مصطفى احمد باهض

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة 

gate.attachment