فليحذروا اشعاعات كربلاء

ثمانون عاما والعالم مشغول بكتابة النظريات وعرض التجارب والاستنتاجات بخصوص التأثير الاشعاعي على جسم الانسان منذ ان كشف العالم فيرمي (Enrico Fermi) في العام 1934 ان التعرض للأشعة يؤدي الى حدوث تغيرات كيميائية في أنسجة الكائنات الحية واكد ذلك من لحقه من الباحثين بان التغيير يظهر خلال فترة زمنية قصيرة او بعد فترة من الزمن او في الأجيال المتعاقبة. وبطبيعة الحال ان الطاقة النووية ليست سلبية ولا تهدد حياة الانسان الا في حال الاستخدام السلبي لها عن طريق التلاعب ببنية ذراتها لتشكل خطرا على ذرات الرياح التي تمر من مصادر انبعاثها وتؤثر على المياه التي تسير بمحاذاتها وتؤثر على التربة حتى وان خزنت في اعماقها. ولعلنا امام تلك الاستكشافات الكبيرة نلمس بان الله سبحانه وتعالى اودع في السماوات والأرض اسرارا وخفايا ومنحنا العقل لاكتشافها واستخدامها بما هو نافع وحذرنا من الاستخدام السلبي لها ولعل الآية الكريمة (ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ...) مصداق حقيقي لذلك. فاذا كان لذرة صغيرة لا يتعدى حجمها الواحد من المليون من المليمتر قد اذهلت العالم بآثارها فحري بنا ان ندعوا العالم برمته بما يملكه من وسائل وأدوات للبحث والتنقيب في تربة وهواء وماء كربلاء بعد ان اختلطت ذراتها بدماء سيد الشهداء وضمت بين طياتها جسده الطاهر، كما اننا بحاجة الى ان نفكك حديث صادق اهل البيت عليهم السلام الذي اكد ان في تربة جده الحسين الشفاء وتحت قبته يستجاب الدعاء لنحلل اثار تلك التربة ونتعرف على الاسرار التي تستوجب الشفاء من جميع الامراض بل حري بنا ان نفكك أواصر ماء كربلاء وما ينتج عنها بعد اختلاطها بخلايا الجسم، وكيف لنسمات كربلاء ان تخترق طبقات الهواء حال اندماجها بحروف الدعاء تحت القبة الشريفة. فضلا عن حاجتنا للتعرف على اسرار الاشعاع النابع من مرقد سيد الشهداء الذي لم يقف عند حدود معينة بل تمدد ليشمل الكرة الأرضية برمتها ليجذب قلوب المحبين من مختلف اصقاع العالم، تلك القلوب التي لا ولن تهدأ سواء ان حلت بمقربة منه وان بعدت. كما ان العالم برمته مطالب بإيجاد تفسير منطقي لتلك الجموع المليونية التي خالفت المعقول واسقطت نظريات حب الدنيا وتعلق الانسان بالحياة بعد ان هرعت تلك الجموع للتسابق نحو كربلاء غير مبالية ولا مكترثة للتهديدات الارهابية التي تتجدد كل عام ظنا من مصدريها زعزعة تلك القلوب الزاحفة نحو كربلاء. ختاما فإن الأبحاث التي سبق ان تناولت هذه الحقيقة وما ستتناوله الأبحاث المتعاقبة ستنتهي بالعجز لإيجاد تفسير منطقي لهذا السر الإلهي الذي يكمن خلفه يد خفية تمنحه القوة والتأثير وايقاظ الضمائر وتحريك الوجدان وتجديد العهود في كل وقت وزمان، وليحذر من يريد ان يخرس صوت الحسين وليتراجع كل من يريد ان يطفئ شعاع نوره الابدي المستمد من نور الله لان ذلك من المحال استنادا لقوله تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).   ولاء الصفار الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment