العقيدة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يكن له شريكاً في الملك، والأول قبل كل شيءٍ والآخر بعد فناء الأشياء ، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين نبيّنا وسيدنا محمّد  وآل بيته الطيّبين الطاهرين . إن علم العقيدة الإسلامية (علم أصول الدين) يعتبر من أجّل وأشرف العلوم الإسلامية، وهو الأساس الذي تبنى عليه الشريعة وسائر العلوم الدينية، ولذلك سُمي بعلم أصول الدين. واعلم أن هذا العلم يقدم كل الأصول والأولويات التي يجب على الإنسان المسلم معرفتها، وعلى رأس هذه الأصول هو معرفة الله عز وجل وتوحيده، وقد بيّن نبينا الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله أهمية معرفة الله وتوحيده وذلك عندما سئل عن رأس العلم ؟ فقال  : "معرفة الله حقّ معرفته" ، وكذلك بيّنها أمير المؤمنين عليه السلام بأنها أول الدين وذلك بقوله عليه السلام : "أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به . وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له". وكما يبحث هذا العلم في وحدانية الله تعالى، وصفاتهِ، وعدلهِ، كذلك يبحث فيه بقية الأصول الخمسة كنبوَّة الأنبياءِ، والإقرار بما جاء به النبي (صلَّى اللهُ عليهِ وآله)، وإمامة الأئمَّة (عليهم السلام)، والمِعاد . وقد اعتنى الله تعالى ورسوله (صلَّى اللهُ عليهِ وآله) بالعقيدة ولا سيما عقيدة التوحيد وبمراتبها المختلفة (توحيد الذات ، وتوحيد الصفات ، وتوحيد العبادة ، وتوحيد الربوبية) لأجل إرجاع الإنسان إلى فطرته السليمة التي خلقه الله عليها كما أخبرنا الله عز وجل : {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الروم/30، 31] . وكذلك من شؤون هذا العلم الرد على سائر الشبهات والإشكالات العقائدية التي يبثها أعداء الدين، ويهدفوا من ورائها زعزعة الشاب المسلم وتشكيكه في عقيدته، وذلك لأجل إبعاده عن الدين الإسلامي الحنيف؛ فلذلك نرى كثرة الجهود المبذولة من قبل العلماء وعلى مر العصور في الكتابة والتأليف في هذا العلم، لما له من أهمية في تعريف الناس عقائدهم، ودفع الشبهات والإشكالات التي يبثها المخالفون؛ إكمال هذه المسيرة التي رسمها لنا الله ورسوله وأهل بيته في الدفاع وإظهار العقيدة الصحيحة للمسلمين في كل عصر وزمان.

gate.attachment