والدة الامام زين العابدين السيدة شاه زنان: دراسة تاريخية

ا.م حمدية صالح الجبوري

المقدمة

هدم الإسلام جميع الحواجز الجاهلية التي تفرق المسلمين، وتشل وحدتهم، والتي منها امتناع العربي من الزواج بغير العربية، وذلك حفظاً على الدم العربي، وعلى الأنساب العربية، ومن المحقق أن هذه الظاهرة مما توجب تفكك المسلمين، وتصدع شملهم، فإن الإسلام بكل اعتزاز وفخر قد طرح هذه الأنانيات الفارغة، والعناوين الجوفاء، ونادى بشرف النفس، وجمال الروح، فقال عز من قائل: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ، لقد بين الإسلام بصورة إيجابية المساواة العادلة بين المسلمين، فحطم الفوارق الطبقية، وسائر العنصريات، فقد زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله )، قريبته زينب بنت جحش، وهي من سيدات بني هاشم من مولاه زيد بن حارثة، وقد أراد بذلك أن تتخذ الجماعة المسلمة درساً منه، وتسير على ضوء هذا الطريق الواضح المستقيم،  وقد سار أئمة أهل البيت (عليهم السلام )على ضوء هذا المنهج الرسالي فحاربوا العنصرية، وقاوموا الامتيازات الجاهلية فتزوجوا بالإماء بعد عتقهن، أو قبل عتقهن بالملك، ولقد كان الامام الحسين انموذجاً في ذلك حين تزوج من السيدة شاه زنان  ليكون زواجه بادرة تفكيك عرى العنصرية بين المسلمين وترسيخ اساس التفاضل المبني على التقوى ،لذا يذكر المؤرخون أنه عندما تزوج الإمام الحسين (عليه السلام)بالسيدة شاه زنان، وأنجبت منه علم الهدى الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ورأى العرب كماله وسمو ذاته هرعت قريش على اتخاذ أمهات الأولاد اسوة بالأئمة الاطهار.

لذا  وبعد هذه المقدمة ،فلنا ان نقول اننا بصدد الحديث عن احدى سيدات نساء المسلمين عفة وشرفاً وطهارة، وهي السيدة الجليلة (شاه زنان) سليلة الملوك، وأم الإمام زين العابدين (عليه السلام).

وقد تطلبت طبيعة الدراسة تقسيمه الى فقرات بدل المباحث لقلة المادة المتعلقة بهذه الشخصية ،فحاولت تجميع ما تبعثر من هنا وهناك املاً في الحصول على مادة تاريخية  ،وهذه الفقرات هي :اسمها واصلها ، صفاتها ،اسرها، اولادها ،مكانتها عند الائمة المعصومين (عليهم السلام)،مكانتها عند المؤرخين ،واخيراً وفاتها .

اسمها  واصلها :

اشتهرت بتسميتها  شاه زنان(1)، الا ان هذا ليس اسماً لها(2)، وإنما هو لقب ومعناه في اللغة العربية ملكة النساء أو سيدة النساء(3) ، أما اسمها فقد اختلف فيه المؤرخون، فقيل  سلامة(4) او ،سلافة(5)، واخر يذكر بان اسمها غزالة(6) ،بينما يرى بعضهم ان اسمها سلمة(7)،  او سادرة(8)، واشتهرت بشهربانويه(9) وهناك من يؤكد على تسمية خولة, او حرار (10) ، وقيل ان  أمير المؤمنين قد سماها " مريم "(11).

اما عن اصلها فقد ذكر بعض المؤرخين أقوالاً شاذة وهي:

- إنها من بلاد السند(12).

- أنها من سبي كابل(13).

وهذان القولان قد خالفا ما أجمع عليه الرواة والمؤرخون من أنها ابنة يزدجر ملك الفرس، وقد شاع ذلك حتى في عصر الإمام، وعرفه الناس جميعاً، وفي ذلك يقول أبو الأسود الدؤلي المعاصر للإمام:

                وأن وليداً بين كسرى وهاشم

                                               لأكرم من نيطت عليه التمائم

              هو النور نور الله موضع سره

                                                ومنبع ينبوع الإمامة عالم(14)

وقد أدلى الإمام زين العابدين (عليه السلام)بذلك بقوله: (أنا ابن الخيرتين) وقد أشار (عليه السلام)بذلك إلى الحديث النبوي المستفيض (لله تعالى من عباده خيرتان: فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس...)(15) وقال بعض المؤرخين: أن علي بن الحسين جمع بين النبوة والملك من ناحية أجداده.

 أما البعض فرغم أنهم أذعنوا بفارسية أصل أم الإمام علي بن الحسين، إلا أنهم ذكروا اسماً آخر لأبيها سوى اليزدجرد الساساني، ك(السنجان) ملك الفارس.(16) ،و يقال: هي بَـرَّة بنت النوشجان (17) .

صفاتها :

اتصفت هذه السيدة بالعديد من الصفات والخصال الرفيعة منها العفة، والطهارة، والكمال، وسمو الآداب وحدة الذكاء، ونظراً لما توفرت فيها من النزعات الخيرة، والصفات الشريفة(18)، فقد بادر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)إلى زواجها من ولده الإمام الحسين ، كما عهد إليه بالإحسان إليها، والبر بها(19).

 

أسرها

يروى أنه في عهد عمر بن الخطاب وأثناء معارك فتح بلاد الفرس ، أُسرت وسُبيت الأميرة شهربانو بنت يزدجرد ابنة كسرى الفرس وجيء بها إلى المدينة مع أخواتها من بنات يزدجرد وأُرسلت مع من أرسل إلى عمر بن الخطاب، وتطلع الناس إليهن وظنوا أنهن  من نصيب عمر ،الا ان عمر اخذ الاولى لابنه عبد الله ، فأولدها سالم ،والثانية لمحمد بن أبي بكر، فأولدها القاسم، فلما نظر إلى الثالثة وهي شاه زنان غطت وجهها وقالت : أف بيروج باداهرمز ، فقال عمر: أتشتمنى هذه وهمّ بها، فقال له أمير المؤمنين (ع): ليس ذلك لك، خيرها رجلاً من المسلمين وأحسبها بفيئه ، فخيرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين (عليه السلام)، فقال لها أمير المؤمنين : ما اسمك ؟ فقالت : جهان شاه، فقال لها أمير المؤمنين : بل شهربانويه ، ثم قال للحسين: يا أبا عبد الله ! لتلدن لك منها خير أهل الأرض(20).

 وقد روت السيّدة شهربانو قصّتها لأمير المؤمنين (عليه السلام)فقالت : رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا ، كأنّ محمّداً رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) دخل دارنا ، وقعد ومعه الامام الحسين (عليه السلام)، وخطبني له وزوّجني أبي منه ، فلمّا أصبحت كان ذلك يؤثّر في قلبي ، وما كان لي خاطب غير هذا ، فلمّا كانت الليلة الثانية ، رأيت السيّدة فاطمه (عليه السلام)وقد أتتني وعرضت عليّ الإسلام وأسلمتُ ، ثمّ قالت : (( إنّ الغلبة تكون للمسلمين ، وإنّك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين (عليه السلام)سالمة لا يصيبك بسوء أحد )) (21). وكان من الحال أن أُخرجت إلى المدينة  زمن اقترانها من الامام الحسين (عليه السلام)، فولدت على بن الحسين (ع))(22)، وروي أن أبا الأسود الدؤلي قال فيه:

وإن غلاماً بين كسرى وهاشم        لأكرم من نيطت عليه التمائم(23).

   واكد المجلسي ذلك  في كتابه "جلاء العيون" ولكنه صحح الروايات التي جاء بها من سبقه ،وانها كانت من سبايا عمر كما رواه القطب الراوندي ثم يقر بعد ذلك بأن قاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق  وزين العابدين بن الحسين بن علي(عليه السلام) هما ابنا خالة(24) .

وهناك من يرى ان هذه الحادثة كانت على ايام عثمان بناءاً على رواية الصدوق أن عبد الله بن عامر لما فتح خراسان أيام عثمان أصاب ابنتي يزدجر فبعث بهما إلى عثمان فوهب إحداهما إلى الحسن، والأخرى للحسين، وأنهما توفيتا في حال نفاسيهما(25).

بينما روى جمع من المؤرخين والرواة أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)لما ولي الخلافة أرسل حريث بن جابر والياً على جانب من المشرق فبعث إليه بابنتي يزدجر بن شهريار فنحل شاه زنان إلى ولده الإمام الحسين (عليه السلام)فولدت له الإمام زين العابدين (ع)، ونحل الأخرى إلى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم، الفقيه المشهور (26).

هذه هي الروايات التي ذكرت في زمن زواجها بالإمام سيد الشهداء (عليه السلام)ومن الجدير بالذكر أن الروايتين الأخيرتين لم تصرحا بسبي السيدة شاة زنان مع شقيقتها، وإنما صرحتا بإرسالهما إلى الخليفة، نعم الرواية الأولى صريحة بسبيهما(27).

ولابد لنا من وقفة قصيرة للنظر في هذه الروايات المتضاربة، والذي نراه بمزيد من التأمل أن الرواية الأولى بعيدة عن الصحة، وذلك لمايلي:

أولاً: إن يزدجر كان حياً طيلة خلافة عمر وتوفي بعد وفاته، وقد قتل في مرو سنة (30 هـ) وذلك في السنة السادسة من خلافة عثمان وأكبر الظن أن شاه زنان مع شقيقتها قد اختفتا بعد مقتل أبيهما حتى خلافة الإمام أمير المؤمنين فلما ولى حريث بن جابر على تلك المنطقة ظفر بهما، وبعث بهما إلى الإمام (ع)(28).

ثانياً: - أن مما يؤكد عدم صحة الرواية الأولى هو ما رواه أبو حنيفة أنه لما جيء بابنة يزجرد إلى الإمام أمير المؤمنين، قال (عليه السلام)لها: (اختاري من شئت من المسلمين، فأجابته عن وعي وسمو قصد:إني أريد رأساً لا رأس عليه ودل ذلك على مدى وعي هذه الأميرة، ورد عليها الإمام بلطف قائلاً: إن علياً شيخ كبير.

    ومعنى ذلك أن الإمام (عليه السلام)لا رغبة له في النساء لأنه شيخ كبير يضاف إلى ذلك انشغاله بالشؤون العامة التي أحاطت به.

    أصرت الأميرة على ما ذهبت إليه قائلة:"قد كلمتك بالجملة."

وانبرى بعض الدهاقين من الفرس فطلب من الإمام أن يزوجها منه، فردهم الإمام قائلاً:" ذاك إليها إن شاءت رفضت، وإن شاءت قبلت" إنه ليس للإمام عليها سلطان في أمر زواجها، وإنما ذلك يتبع إلى رغباتها النفسية، وليس لأحد أن يجبرها على ما يريد، وامتنعت السيدة من إجابته(29) .

    ثالثاً: أن الرواية الثالثة أشهر من الروايتين المتقدمتين، والشهرة من مرجحات الرواية حسبما يرى ذلك أكثر الفقهاء، وقد ذهب المحقق السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم إليها(30).

اولادها:

حملت السيدة شاه زنان (عليه السلام) بالإمام علي بن الحسين وكان مولده سنة ثمان وثلاثين من الهجرة، وقد أنشأ أبو الأسود في وصف الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) فقال:

وإن غلاماً بين كسرى وهاشم     لأكرم من نيطت عليه التمائم

عاش الإمام مع جده أمير المؤمنين سنتين، ومع عمه الإمام الحسن اثنتي عشر سنة، ومع أبيه ثلاثاً وعشرين سنة، وقد عاش بعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة، وتوفي بالسم في المدينة المنورة سنة خمس وتسعين من الهجرة، وله يومئذ سبع وخمسون سنة، وكانت إمامته أربعاً وثلاثين سنة، ودفن في البقيع مع عمه الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وهدم الوهابيون قبره كباقي قبور أئمة البقيع(31).

لقد كانت السيدة شاه زنان الرابطة المقدسة بين العرب والفرس، فقد تفرع منها زين العابدين الذي هو ابن الخيرتين، وأبو الذرية الطاهرة التي أمدت العالم العربي والإسلامي بجميع عوامل الوعي، والشرف والنهوض، وقيل في ذلك: (وزين العابدين رباط قوي بيننا نحن العرب، وبين فارس، ثم هو رباط قوي ما بين الناس جميعا، وكأنه أحد الأسباب القوية التي ساقها القدير اللطيف ليمحو الفرقة ويعز الألفة، ويقرب بين الناس)(32) لقد كانت هذه الرابطة من أقوى الروابط وأكثرها عائدة على العرب والفرس فقد أشاعت بينهما المحبة والمودة والألفة.

مكانتها عند الائمة المعصومين (عليهم السلام) :

احتفى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)بالسيدة شاه زنان، وذلك لعلمه بإيمانها و وفور عقلها، وقد أثرت عنه مجموعة من الأخبار التي تشيد بفضلها، كان منها ما يلي:

(أ) أنه أوصى ولده الإمام الحسين بالبر بها والإحسان إليها قائلاً: وأحسن إلى شهربانويه، فإنها مرضية ستلد لك خير أهل الأرض بعدك(33).

 (ب) أنه أخبر أهله بأنها ستكون الأم الطاهرة للأئمة الطاهرين قال (ع): (وهي أم الأوصياء، الذرية الطاهرة)(34).

وفعلاً ،فقد تفرع من هذه السيدة الكريمة الأئمة الطاهرون الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

لقد اعتنى الإمام أمير المؤمنين بالسيدة شاه زنان، فقد وجد عندها طاقات من الفضل والكمال، والأدب، وقد سألها (عليه السلام)فقال لها: (ما حفظت من أبيك بعد وقعة الفيل؟...).

فأجابته بهذه الكلمة الذهبية التي تنم عن سعة فكر أبيها وخبرته بشؤون الحياة:

(إنه كان يقول: إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة.).

وبهر الإمام من هذه الكلمة الحكيمة التي حكت واقع الحياة فراح يبدي إعجابه بها قائلا ً: (ما أحسن ما قال أبوك! تذلّ الأمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير...)(35).

إن كل شيء في هذا الوجود خاضع لمشيئة الله وإرادته، وإن الله تعالى هو القاهر والغالب وأن الإنسان مهما أعتمد على الوسائل الوثيقة والمحكمة التي يتخيل أنها تدرأ الأخطار عنه فإنها لا تجديه شيئاً لأنها قد تنقلب عليه فيكون بها حتفه ونهايته.

اما مكانتها عند الامام الحسين(عليه السلام)،فقد احاطها بهالة من العناية والتكريم، وقدمها على بقية نسائه، وقد وجدت هذه السيدة في كنف الإمام وتحت ظلاله من الاحتفاء والتكريم ما أنساها ما كانت فيه من الترف والنعيم أيام ملك أبيها، وقد غذاها الإمام بتعاليم الإسلام، وروحانيته، حتى زهدت بما كانت فيه من الملك والسلطان،(وعلمها الحسين (عليه السلام)من تعاليم الإسلام ما أنساها قصور المدائن ومروج كابل...)(36).

مكانتها عند المؤرخين:

اما عن المؤرخين ،فقد اشادوا بهذه السيدة الكريمة، وفيما يلي ما قالوه:

- المبرد

وأدلى المبرد في حق هذه السيدة الجليلة بقوله: (كانت شاه زنان من خيرة النساء...)(37).

حقاً لقد كانت شاه زنان من سيدات النساء في عفتها، و وفور عقلها وسمو آدابها.

- ابن شد قم

قال ابن شدقم: (كانت شاه زنان ذات فضل كثير...)(38).

- الكنجي

قال الإمام الحافظ محمد بن يوسف الكنجي: (لقد جعل الله تبارك وتعالى الأئمة المهديين من نسل الحسين من بنت كسرى دون سائر زوجاته..)(39)، لقد منح الله هذه السيدة الكريمة بألطافه وعنايته فقد حباها بالفضل العظيم بأن جعلها أماً كريمة للإمام زين العابدين وجدة طيبة زكية للأئمة الطاهرين الذين رفعوا كلمة الله عالية في الأرض.

وفاتها:

توفيت السيدة شهربانو في نفاسها، أي حين ولادتها للإمام زين العابدين (عليه السلام)، فكانت أول نكبة داهمته وهو في المرحلة الأولى من طفولته ،وذلك على اثر حمى النفاس التي أصابتها بعد ولادتها وظلت ملازمة لها، واشتد بها الحال، وفتك بها المرض فتكاً ذريعاً وذبلت نضارتها، وعادت كأنها جثمان فارقته الحياة، وكانت تلقي نظرات مشفوعة بالألم والحسرات على طفلها الرقيق الذي لم ينتهل من نمير عطفها وحنانها.

واشتدت بها الحمى، وانتابتها آلام مبرحة، وبقيت أياماً تعاني من شدة الأسقام حتى صعدت روحها إلى السماء في الخامس من شعبان سنة 38 هـ في المدينة المنوّرة(40) .

وقد انطوت بموتها صفحة ناصعة من صفحات الفضيلة والعفة والحياء، وكل ما تعتز به المرأة من أدب وكمال، وقد رزئت الأسرة النبوية بوفاة هذه السيدة الجليلة التي كانت تمثل الشرف والفضيلة، وقد جرى لها تشييع حاشد ضم الإمام الحسين وخيار المسلمين وجماهير كثيرة من المسلمين، وقد وارى جثمانها الشريف في الكوفة وقد تألم الإمام الحسين لفقد هذه السيدة التي عاشت بينهم أياماً كأيام الزهور فلم يطل منها العهد.

لقد نكب الإمام زين العابدين (عليه السلام)بوالدته وهو في أول مرحلة من مراحل طفولته، وكان ذلك إيذانا لتتابع المحن والخطوب عليه التي لم تجر على أي إنسان سواه. فكفلته بعض أُمهات ولد أبيه، فكان يحسن إليها كما يحسن إلى والدته، وكان الناس يسمونها أمه.

 في نهاية البحث كانت هنالك جملة نتائج قد توصلت اليها الباحثة  منها :

تعتبر السيدة شاه زنان من فضليات النساء الفارسيات امتازت بالعديد من المؤهلات الاخلاقية الرفيعة. اختلف المؤرخين في زمان الخليفة الذي قدمت فيه الى المدينة ،فمنهم من يرى انه في زمن الخطاب وآخر يؤكد انه في زمن ابن عفان ،بينما يرى الفريق الثالث انه في زمن الامام علي (عليه السلام)،وقد رجحت الباحثة الفريق الثالث  لجملة اسباب كانت قد نوهت اليها في البحث. حظيت بمكانة مرموقة عند الائمة المعصومين ،وكذلك عند المؤرخين . حظيت بشرف انجابها للامام زين العابدين ،فكانت تلك الولادة الميمونة ذات اثر كبير على توثيق اواصر العلاقات السياسية بين العرب والفرس و تذويب الفوارق العنصرية الموروثة منذ ايام الجاهلية . توفيت اثناء النفاس على اثر حمى شديدة ،فلم يكتب لها استكمال مسيرتها الحياتية والعناية بمولودها الجديد .

قائمة مصادر البحث وهوامشه وتعليقاته:

البلاذري ،احمد بن يحيى (ت: 279) ،انساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار، ورياض زركلي، دار الفكر: 1417، ص 102. ينظر: أبو جعفر البغدادي، محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي(ت: 245هـ) ،المنمق في اخبار قريش، تحقيق: خورشيد أحمد ،ط. بيروت: عالم الكتب، 1405 هــ / 1985 م ،ص436. شمس الدين ابن طولون ،محمد(ت:953هـ/1546م) ، الأئمة الأثني عشر، تحقيق: صلاح الدين المنجد ،ط .بيروت :دار صادر،(د.ت)، ص 75. الشبلنجي، مؤمن بن حسن مؤمن ،نور الأبصار في مناقب آل بیت النبي المختار تقديم :عبد العزيز سالمان، ط. المطبعة الميمنية، 1890م ،ص 126. الكليني ،محمد بن يعقوب (ت:329هـ)، أصول الكافي، تحقيق: مكتب احياء التراث ،ط1، بيروت: دار المرتضى للطباعة والنشر والتوزيع،2005،  1 /466 . البلاذري  ،انساب الأشراف، ص 102. ابن الجوزي ، عبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج(ت:597هـ)،  صفة الصفوة، ط2، بيروت ، دار المعرفة - 1399 - 1979 تحقيق : محمود فاخوري ومحمد رواس قلعه جي 2/ 52 . ابن طولون، الأئمة الأثني عشر ،ص 75. الشبراوي ،عبد الله بن محمد بن عامر ، الإتحاف بحب الأشراف، وثق اصوله وحققه: سامي الغريري، ط1، مؤسسة الكتاب الاسلامي ،2002م ، ص  49. النيشابوري ،محمد بن الفتال، روضة الواعظين ،تحقيق: غلام محسن المجيدي و مجتبى الفرجي،ط1، منشورات دليل ما، 1423هـ ، 1 /237 . البغدادي ،المنمق في اخبار قريش،ص436. ابن تغري بردي، يوسف جمال الدين أبو المحاسن(ت:874هـ)، النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة، مصر: وزارة الثقافة ،1383 هـ/ 1963 ، 1 / 229. المفيد ،محمد بن محمد بن النعمان البغدادي، الارشاد في معرفة حجج الله على العباد، تحقيق: مؤسسة ال البيت عليهم السلام لإحياء التراث، 1995 ،1/137. الطبرسي ،الفضل بن الحسن(548هـ)، اعلام الورى بأعلام الهدى، تحقيق : علي اكبر الغفاري بيروت: دار المعرفة للطباعة و النشر ،1399 هـ / 1979 م ،ص 151 المازندراني ، أبي جعفر بن شهر آشوب ،مناقب آل أبي طالب ، تحقيق وفهرسة :يوسف البقاعي، بيروت :دار الاضواء ،(د.ت)، 4/176. البستاني، بطرس، دائره المعارف العربية ، ط. بيروت سنه 1887م، 9 / 355 اليافعي، أبو محمد عفيف الدين عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان (ت: 768هـ) ،مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث ،وضع حواشيه: خليل المنصور ،ط. بيروت ،دار الكتب العلمية،1417 هــ /1997 م، 1/ 190. إبن عنبة، جمال الدين أحمد بن علي الحسيني ( ت: 828 هـ )، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، تصحيح :محمد حسن آل الطالقاني، ط2، النجف الاشرف: المطبعة الحيدرية، 1380هـ /1960، ص192. ابن الجوزي ،صفة الصفوة 2/ 52 .اليوسفي الغروي، ص15. الكنجي الشافعي، أبي عبد الله محمد بن يوسف القرشي (ت: 658 هــ)، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ،تحقيق وتصحيح وتعليق : الشيخ محمد هادي الأميني، دار إحياء تراث أهل البيت (عليه السلام)،ط. طهران (د.ت)، 2/ 454. المفيد،الارشاد،1/ 137. ابن خلكان، أحمد بن محمد بن أبي بكر(ت:681هـ)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ،المحقق: إحسان عباس ،بيروت دار صادر،1972م،2/ 429. الطبرسي ،إعلام الورى ،ص 151 المجلسي، محمد باقر(ت:۱۱۱۰ )، جلاء العيون، (د.ط)، (د.ت)، ص673، 674. اليوسفي الغروي، محمد هادي ،موسوعة التاريخ الاسلامي، مجمع الفكر الاسلامي،ط1،1431هــ،، ص15. الكليني ،أصول الكافي 1/ 467. المجلسي، محمد باقر (ت:1110هـ)، بحار الأنوار، الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ،ط. احياء الكتب الإسلامية،(د. ط) ،45/330. الشلبنجي ،نور الأبصار، ص 126. الذهبي ، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (ت: 748)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، بتحقيق وتعليق د. بشار عواد معروف ، ط1، دار الغرب الإسلامي ، 2003 م، 2/ 46 . ابن طولون، الأئمة الاثنا عشر، ص 76. الحر العاملي ،محمد بن الحسن ، اثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ،قدم له: السيد شهاب الدين المرعشي النجفي ،خرج احاديثه: علاء الدين الاعلمي، ط1، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات،(د.ت)،5/ 14. الشبراوي ،الإتحاف بحب الأشراف، ص 49. ابن طولون، الأئمة الاثنا عشر ،ص 76. الفتال النيسابوري ،روضة الواعظين، 1/ 137. المفيد،الارشاد،1/ 137. المسعودي، ابي الحسن علي بن الحسين بن علي الهذلي ، اثبات الوصية للإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ،ط. دار الاضواء للطباعة والنشر والتوزيع ،1988 ،ص 143. المبرد، أبو العباس محمد بن يزيد(ت: 285هـ) ، الكامل في اللغة والأدب ، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم ،ط. القاهرة: دار الفكر العربي ، 1417 هـ / 1997 م ،2/ 462. ابن طولون، الأئمة الاثنا عشر، ص 76. عبدالوهاب، حسين ، عيون المعجزات ، تحقيق : السيد فلاح والشيخ عبدالكريم العقيلي ،ط. مؤسسة بنت الرسول ،(د .ط)، 5/ 14. الصفار، ابو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ، بصائر الدرجات، ط1،منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات(د.ت)، ص 96 . المجلسي، بحار الأنوار، 46 / 8.

 

gate.attachment