الفرق بين التفسير والتأويل

  هناك كلمتان نتداولها كثيراً تارةً نعتبرهما مترادفتان وتارةً نفرق بينهما ألا وهما التفسير والتأويل وسنبين في بإيجاز الفرق بينهما:  كان التأويل في استعمال السلف مترادفاً مع التفسير، وقد دأب عليه أبو جعفر الطبري في جامع البيان. لكنه في مصطلح المتأخرين جاء متغايراً مع التفسير، وربما أخص منه.

  التفسير: رفع الإبهام عن اللفظ المشكل، فمورده: إبهام المعنى بسبب تعقيد حاصل في اللفظ. وللتعقيد أسباب لفظية ومعنوية.  وأما التأويل فهو دفع الشبهة عن المتشابه من الأقوال والأفعال، فمورده حصول شبهة في قول أو عمل، أوجبت خفاء الحقيقة( الهدف الأقصى أو المعنى المراد ) فالتأويل إزاحة هذا الخفاء .

  فالتأويل - مضافاً إلى أنه رفع إبهام – فهو دفع شبهة أيضاً من فحيث كان تشابهٌ في اللفظ كان إبهام في وجه المعنى أيضاً ، فهو دفع ورفع معاً[1] .  ونحن إذا لاحظنا كلمة التأويل وموارد استعمالاتها في القرآن نجد لها معنى آخر لا يتفق مع ذلك المعنى الاصطلاحي الذي يجعلها بمعنى التفسير ولا يميزها عنه إلا في الحدود والتفصيلات فلكي نفهم كلمة التأويل يجب أن نتناول اضافة الى معناها الاصطلاحي معناها الذي جاءت به في القرآن الكريم .

  وقد جاء كلمة التأويل في سبع سور من القرآن الكريم احداها سورة آل عمران ففيها قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) .والأخرى سورة النساء ففيها قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا). والثالثة سورة الاعراف ففيها قوله تعالى (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (*) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ). والرابعة سورة يونس ففيها قوله (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ). والخامسة سورة يوسف جاء فيها قوله (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ). والسادسة والسابعة سورتا الاسراء والكهف اذ جاءت فيها كلمة التأويل على هذا المنوال ايضاً[2].ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  [1] . التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب ، محمد هادي معرفة ، ج 1 ص 21 – 22 .  [2] . علوم القرآن ، محمد باقر الحكيم ، التفسير والمفسرون ، ص 263 – 264 .

المصدر / منتديات مدرسة الامام الحسين(عليه السلام).

gate.attachment