أخلاق الحرب في سيرة الإمام الحسين عليه السلام –ج2-

كان الكلام في الجزء الأول عن أخلاق الإمام الحسين عليه السلام في الحرب وقد قسمنا البحث على ثلاث محاور، فكان الاول في أخلاقه عليه السلام في الحرب مع أعدائه وتبقى محورين نستعرضهما في هذه الجزء إن شاء الله.

 

المحور الثاني : أخلاق الحسين عليه السلام مع الأتباع

ويتضمّن هذا المحور عدّة نقاط هي:

1 ــ  الوفاء بالعهود والمواثيق

الوفاء بالعهود والمواثيق من الأخلاق الفاضلة في جميع الأديان، وقد جسّدت النهضة الحسينية هذه القيم الأخلاقيّة في أشدّ المواقف خطورة، فقد حرص الإمام الحسين عليه السلام  على الوفاء بالعهد، وكان ذلك في أشدّ الظروف قساوة، وأكثرها إيلاماً ومحنة.

 ومواقف الإمام الحسين عليه السلام  زاخرة بهذا النوع من الخُلُق مع عامّة الخلق فضلاً عن الأتباع، منها: عهده وميثاقه مع الحرّ بن يزيد الرياحي على أن يسايره فلا يعود إلى المدينة ولا يدخل الكوفة، وقد التزم الإمام بذلك، ورفض مخالفة هذا الاتفاق عندما سنحت له الفرصة لذلك حين جاء الطرمّاح بن عدي الطائي وقال للإمام الحسين عليه السلام : «والله، إنّي لأنظر فما أرى معك أحداً، ولو لم يقاتلك إلّا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى بهم، وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة، وفيه من النّاس ما لم ترَ عيناي في صعيد واحد جمعاً أكثر منه، فسألت عنهم، فقيل: اجتمعوا ليُعَرضوا ثمّ يُسرّحون إلى الحسين. فأنشدك الله إن قدرت على ألّا تقدم عليهم شبراً إلّا فعلت، فإن أردت أن تنزل بلداً يمنعك الله به حتّى ترى من رأيك، ويَستبين لك ما أنت صانع، فسر حتّى أُنزلك مناع جبلنا الذي يُدعى (أجأ)[33]، امتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير، ومن النعمان بن المنذر، ومن الأسود والأحمر، والله، إن دخل علينا ذل قط، فأسير معك حتّى أُنزلك القرية، ثمّ نبعث إلى الرجال ممَّن بأجأ وسلمى من طيء، فوالله، لا يأتي عليك عشرة أيام حتّى يأتيك طيء رجالاً وركباناً، ثمّ أقم فينا ما بدا لك، فإن هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم، والله، لا يُوصَل إليك أبداً ومنهم عين تطرف.

فقال له: جزاك الله وقومك خيراً، إنّه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف، ولا ندري علام تنصرف بنا وبهم الأُمور في عاقبة»[34].

فبرغم حراجة الموقف إلّا أنّ الإمام عليه السلام  وَفَى بعهده، وإن كان ذلك الوفاء قد أفقده عشرين ألف ناصر في ظرف قد عزّ فيه الناصر.

ومن الجدير بالذكر أنّ الطرماح بن عدي عندما أقبل كان دليلاً لأربعة نفر جاءوا معه لنصرة الإمام الحسين عليه السلام ، فأقبل إليهم الحر بن يزيد قائلاً: «إنّ هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك وأنا حابسهم أو رادّهم.

فقال له الحسين عليه السلام : لأمنعنّهم مما أمنع منه نفسي، إنّما هؤلاء أنصاري وأعواني، وقد كنت أعطيتني ألّا تعرض لي بشيء حتى يأتيك كتاب من ابن زياد. فقال: أجل، لكن لم يأتوا معك. قال عليه السلام : هُم أصحابي وهم بمنزلة مَن جاء معي، فإن تممت عليّ ما كان بيني وبينك وإلّا ناجزتك. قال: فكفَّ عنهم الحر»[35].

موقف آخر التقى فيه الإمام الحسين عليه السلام  في طريقه إلى كربلاء برجل اسمه الضحّاك بن عبد الله المشرقي، فدعاه إلى نصرته، فاستجاب هذا الرجل ولكنّه علّق استجابته على شرط، وهو أن ينصر الحسين ما دام له ناصر، فإذا نفد أنصاره ولم يكن هناك فائدة من نصرته انسحب من ذلك! فوافقه الإمام الحسين عليه السلام  على شرطه هذا، رغم غرابة هذا الشرط؛ إذ كيف يمكن لإنسان حظي بشرف الدفاع عن الحسين عليه السلام  وعن أهل بيت النبوّة أن يتركهم في ساعة هم أحوج فيها إلى الناصر والمعين؟!

ولما كان يوم عاشوراء، واحتدم القتال حتّى استُشهِد من أنصار الحسين مَن استُشهِد، جاء هذا الرجل ليذكّر الإمام بشرطه، وأنّه يريد الانسحاب من المعركة، فقال له عليه السلام : «نعم، انجُ بنفسك إن استطعت، ولكن كيف يكون لك ذلك؟». وكان هذا الرجل قد خبأ فرساً له تحت خيمة انتظاراً لساعة الهرب هذه، ومع غرابة هذا الموقف واستهجانه، فإنّ الإمام الحسين عليه السلام  بقي محافظاً على الوفاء بما قطعه على نفسه، رغم الظرف القاسي والزمن العصيب[36].

2 ــ  الصدق والصراحة مع جيشه

إذا كان الإمام الحسين عليه السلام  قد أذهل العقول بمواقفه الأخلاقيّة التي وقفها مع أعدائه، فكيف بمواقفه التي وقفها مع جيشه وأتباعه؟! وكثيرة هي هذه المواقف، منها صدقه وصراحته مع جيشه.

فقد جَرت عادة القادة العسكريين أن يُخفوا عن أتباعهم وجيوشهم الكثير من التفاصيل أو المعلومات، خصوصاً ما يُؤثّر منها على حالتهم المعنويّة والنفسيّة، لكي لا تخور عزائمهم وتضعف قواهم، ممّا يؤثر سلباً على نتائج المعركة والحرب، وكثيراً من الأحيان لا يتوقف القادة عند حدّ إخفاء المعلومات والتفاصيل، بل قد يتعمّدون أُسلوب الكذب على أتباعهم؛ بحجّة أنّ الغاية تبرِّر الوسيلة.

وهذا ما لا نراه في القيادة الإلهيّة والرساليّة للإمام الحسين عليه السلام ، هذه القيادة الصادقة التي تمتلك الشجاعة الفائقة لكي تُخبر عن أدقّ التفاصيل لكافة العسكريين، وليس للمقرّبين من القائد فقط؛ لأنّ هذه القيادة همّها وهدفها الأوّل الإنسان المخلص، والعبد التّقي الذي يُقدم على العمل بدافع ديني يقيني، لا من منطلق مصالح دنيويّة آنيّة يطمع بها، أو منصب قيادي تشريفي يطمح إليه.

ولذا؛ كان الإمام الحسين عليه السلام  على عكس أُولئك القادة العسكريين، إذ إنّه منذ بداية نهضته المباركة وحربه المقدسة كان صادقاً وواضحاً مع أتباعه، والمصاديق على ذلك كثيرة، منها:

 أ- إخبارهم باستشهاده واستشهاد مَن معه

بيّن الإمام الحسين عليه السلام  لأصحابه في أكثر من مرّة بأنّ نجاح ثورته إنّما تكون باستشهاده واستشهاد جميع أنصاره، ولم يُمارس عليه السلام  الكذب والخداع والتمويه مع أنصاره، وإنّما أوضح لهم أنّ هدف حركته وهو إصلاح الواقع لا يتمّ إلّا من خلال بذل دمه الطاهر ودماء مَن اتّبعه من أهل بيته وأصحابه، ولم يعتمد على تجهيل النّاس الحالمين بما لا ينال، أو التغرير بهم عن طريق الشعارات والوعود الفارغة، فلم يُمنِّ النّاس بالأموال أو بالمُلك، أو بأيّ أمر من أُمور الدنيا، بل أعلمهم منذ بداية الأمر بأنّ الشهادة هي مصيره ومصير مَن يتبعُه، كيف لا؟! وهو القائل في خطبته عند الخروج من مكّة مُتوجّهاً لأرض العراق ـ علماً بأنّ تطورّ الأحداث حتّى ذلك الوقت كان لصالحه عليه السلام ـ : «خُطّ الموت على وُلد آدم مخطَّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوبَ إلى يوسف، وخِيرَ لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي يتقطّعها عُسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن منّي أكراشاً جُوفاً، وأجربةً سُغباً، لا محيصَ عن يوم خُطَّ بالقلم» إلى أن قال: «مَن كان فينا باذلاً مهجته، موطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل، فإنّي راحل مُصبحاً إن شاء الله»[37].

وكتب إلى بني هاشم لمّا أراد الخروج إلى الكوفة كتاباً جاء فيه: «أمّا بعد، فإنّ مَن لَحِقَ بي استُشهِد، ومَن لم يَلحق بي لم يُدرك الفتح»[38].

فالشهادة هي الهدف، والإمام لم يُخفِ ذلك عن أتباعه وجيشه، بل كانت الأُمور واضحة لديهم، ويعلمون أيضاً أنّ ثمن هذه الشهادة هو حفظ الإسلام.

وهذا عكس ما تُمليه جميع العلوم العسكريّة، وقيادة الأعمال القتاليّة في عصرنا الحاضر، أو في العصور المتقدمة.

ب - إخبارهم باستشهاد مسلم وهانئ وابن يقطر

ومن مصاديق صراحة الإمام الحسين عليه السلام  مع جيشه وأتباعه إخبارهم بما وصله من أخبار عن استشهاد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر.

فقد روى عبد الله بن سليمان والمنذر بن المشمعل الأسديان تفاصيل ذلك، قالا: «لمّا قضينا حجّنا لم تكن لنا همّة إلّا اللحاق بالحسين عليه السلام  في الطريق؛ لننظر ما يكون من أمره، فأقبلنا ترقل[39]بنا نياقنا مسرعين حتّى لحقنا بزرود[40]، فلمّا دنونا منه إذا نحن برجل من أهل الكوفة، قد عدل عن الطريق حين رأى الحسين عليه السلام ، فوقف الحسين عليه السلام  كأنّه يريده ثمّ تركه ومضى، ومضينا نحوه، فقال أحدنا لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا لنسأله؛ فإنّ عنده خبر الكوفة. فمضينا حتّى انتهينا إليه فقلنا: السلام عليك. فقال: وعليكم السلام. قلنا: ممن الرجل؟ قال: أسدي. قلت: ونحن أسديان، فمَن أنت؟ قال: أنا بكر بن فلان. وانتسبنا له، ثمّ قلنا له: أخبرنا عن النّاس وراءك. قال: نعم، لم أخرُج من الكوفة حتّى قُتِل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، ورأيتهما يُجرّان بأرجلهما في السوق.

فأقبلنا حتّى لحقنا الحسين صلوات الله عليه، فسايرناه حتّى نزل الثعلبية ممسياً، فجئناه حين نزل فسلّمنا عليه، فردّ علينا السلام، فقلنا له: رحمك الله، إنّ عندنا خبراً إن شئت حدّثناك علانية، وإن شئت سراً. فنظر إلينا وإلى أصحابه ثمّ قال: ما دون هؤلاء ستر. فقلنا له: رأيتَ الراكب الذي استقبلته عشيّة أمس؟ قال: نعم، وقد أردت مسألته. فقلنا: قد والله استبرأنا لك خبره، وكفيناك مسألته، وهو امرؤ منّا ذو رأي وصدق وعقل، وإنّه حدّثنا أنّه لم يَخرج من الكوفة حتّى قُتل مسلم وهانئ، ورآهما يُجرّان في السوق بأرجلهما. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! رحمة الله عليهما. يكرر ذلك مراراً... فسار حتّى انتهى إلى زُبالة[41] فأتاه خبر عبد الله بن يقطر، فأخرج إلى النّاس كتاباً فقرأه عليهم: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإنّه قد أتانا خبر فظيع، قُتِل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف غير حرج، ليس عليه ذمام. فتفرّق النّاس عنه وأخذوا يميناً وشمالاً، حتّى لم يبقَ معه إلّا أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة مع نفر يسير ممَّن انضووا إليه.

 وإنّما فعل الإمام ذلك لأنه عليه السلام  علم أنّ بعض الذين اتّبعوه إنّما اتّبعوه وهم يظنون أنّه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه إلّا وهم يعلمون ما يقدمون عليه»[42].

فكان الإمام عليه السلام  وفي كلّ موقف مرّ عليه صادقاً وصريحاً مع أتباعه، ولم تكن الحرب سبباً لأن يحيد عن الصدق والصراحة ولو بمقدار ذرّة، حتّى لو أدّى ذلك إلى تفرّق الكثير ممَّن كان معه.

3 ــ اجتماعه بالمقاتلين وتخييرهم بين البقاء أو الرحيل

لم يتّخذ الإمام عليه السلام  لجمع المقاتلين والأنصار أُسلوب حرمان الأتباع أو جعلهم في احتياج دائم، هذا الأُسلوب الذي يتّخذه بعض السياسين والقادة للتسلّط على رقاب النّاس، وتسييرهم بالاتجاه الذي يريدونه، وكذلك لم يَعتمد على النهج الفرعوني في الاستخفاف بالنّاس لتحصل الإطاعة منهم، ولا على أُسلوب الترهيب والتهديد والعقوبة والاتهامات الكيدية والتلفيقات الجاهزة وحسب الحاجة والمقاس، بل ولا على أُسلوب الترغيب بالأُمور الدنيوية من منصب أو مال.

فالإمام الحسين عليه السلام  وهو إمام معصوم طاهر مطهّر لم يتّبع هذه الأساليب الرخيصة الدنيئة في الوصول إلى تلك الأهداف والقيم والمثل العليا في الإصلاح والإنقاذ والتغيير والقضاء على الفساد وحاشاه عن ذلك، في حين نجد أنّ الطاغية يزيد قد استخدم كلّ تلك الأساليب المشينة، ولا غرابة أن يصدر ذلك من شخص كيزيد.

وعندما نستعرض كيفية تجميع الإمام لأنصاره لا نجده استغلّ موقعه الديني المميّز، فهو سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم  وابن علي وفاطمة عليهما السلام ، ومَن نزل فيه ما نزل من آيات القرآن الكريم، وجاء فيه ما جاء من أحاديث جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، فمع ذلك كلّه لم يُجبر أحداً على اللحوق به، بل كان يدعو إلى نصرته ضمن مفاهيم الدين وحجّة الحقّ ودليل القرآن والسنّة، كقوله: «فمَن قبلني بقبول الحق فالله أوْلى بالحق، ومَن ردّ عليَّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق»[43].

فالإمام وكما ذكرنا سابقاً كان صادقاً وصريحاً مع جيشه وأتباعه، وقد أخبرهم باستشهاده واستشهاد مَن معه، وكان بين فترة وأُخرى يخبرهم أنه سيُقتل وتُسبى حريمه، ولم يُخبرهم أنّه سينتصر عسكرياً.

إنّ الإمام لم يكتفِ بذلك فقط، بل أذِنَ لهم بالانصراف، فهو على يقين بأنّ الحرب واقعة لا مفرّ منها، وهي حرب غير متكافئة من الناحية العسكرية، وسيكون مصيره ومصير مَن يبقى معه القتل لا محالة، فكانت أخلاقه العالية تدعوه لأن يرفع الكلفة عن الذين اتّبعوه، وأن يعطيهم الفرصة لإعادة النظر في مواقفهم قبل أن يبدأ القتال، فلعلّ منهم مَن اتّبع الإمام ظنّاً باستتباب أمر الكوفة لصالحه، ولمّا تغيّر الموقف استحيى من التراجع، فالإمام كان يخشى من استحياء بعضهم من تركه.

ولهذا جعلهم في حلٍّ من بيعته، وأذِن لهم بتركه، والشواهد على ذلك كثيرة، منها: ما ورد عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام  قال: «كنت مع أبي الليلة التي قُتل صبيحتها، فقال لأصحابه: هذا الليل فاتّخذوه جملاً؛ فإنّ القوم إنّما يريدونني، ولو قتلوني لم يَلتفتوا إليكم، وأنتم في حلٍّ وسعة. فقالوا: لا والله، لا يكون هذا أبداً. قال: إنّكم تُقتلون غداً كذلك، لا يُفلت منكم رجل. قالوا: الحمد الله الذي شرّفنا بالقتل معك»[44].

وهكذا جعل الإمام أهل بيته وأصحابه على بيّنة من الأمر، ووضع الأُمور في نصابها الصحيح، فأماط الحرج عن نفسه وعنهم، وأتاح لهم الفرصة لمراجعة موقفهم من الحرب، أو قُل: من الشهادة، فما كان منهم إلّا الصمود والثبات من أجل إمامهم وإحياء أمر دينهم، حتى قال الإمام في حقهم: «فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي خيراً»[45].

ومن موقف الإمام هذا نعرف أيضاً مدى شجاعته عليه السلام ؛ إذ إنّه كان مستعدّاً للقتال حتّى لو بقي وحيداً، لا ناصر له ولا معين، ولا عجب في ذلك؛ فإنّه قد ورث شجاعة جدّه وأبيه صلوات الله عليهم.

4 ــ  في خطاباته وأفعاله مع جيشه وأتباعه

في كلّ نهضة هنالك قيادة وطليعة وقاعدة ترتبط بروابط مشتركة من أهداف وبرامج ومواقف، والقيادة دائماً هي القدوة التي تعكس أخلاقها على أتباعها، وفي النهضة الحسينية تجسّدت الأخلاق الفاضلة في العلاقات والروابط حيث الإخاء والمحبّة والتعاون والود والاحترام بين القائد وأتباعه، وبين الأتباع أنفسهم.

عندما نطالع كلام الإمام الحسين عليه السلام  في خطبه وحواراته مع جيشه وأتباعه لا نجد إلّا جميل القول وحسن التواضع، بخلاف ما يكون عادةً بين أيّ قائد وجيشه؛ إذ جرت عادة قادة الجيوش على إصدار الأوامر، وفي أحيان كثيرة على غلظة في القول والفعل، خصوصاً إذا كان القائد شخصية مرموقة ذات شأن عظيم، إلّا أنّ أخلاق الإمام الحسين عليه السلام  أبت له أن يكون كسائر أُولئك القادة، فهو قائد إلهي وإمام معصوم، أخلاقه أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي نفس أخلاق القرآن الكريم.

والأمثلة على ذلك عديدة، منها: لمّا رمى عمر بن سعد بسهم نحو معسكر الإمام الحسين قائلاً: اشهدوا لي عند الأمير بأنّي أوّل رامٍ رمى نحو معسكر الحسين عليه السلام ، ثم توالت السهام على المعسكر، عند ذلك قال الإمام عليه السلام  لأصحابه: «قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لا بدّ منه؛ فإنّ هذه السهام رُسل القوم إليكم»[46].

ولمّا اشتدّ الأمر بالإمام عليه السلام  ومَن معه، ودنوا من الحياة الأبدية والسعادة الأُخروية قال لهم الإمام عليه السلام : «صبراً بني الكرام، فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأُيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، وما هو لأعدائكم إلّا كمَن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب. إنّ أبي حدّثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  أنّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذَبت ولا كُذِبت»[47].

ولما زحف ابن سعد بجيشه في عشيّة يوم التاسع من المحرم نحو معسكر الإمام، كان الحسين عليه السلام  جالساً أمام خيمته، محتبياً بسيفه، إذ خفق برأسه على ركبتيه، وسمعت أُخته العقيلة زينب عليها السلام  الصيحة، فدنت من أخيها قائلة : «يا أخي، أما تسمع الأصوات قد اقتربت؟ فرفع الإمام الحسين عليه السلام  رأسه وقال: إنّي رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم  الساعةَ في المنام فقال لي: إنّك تَروح إلينا. فلطمت وجهها ونادت بالويل، فقال لها: ليس لكِ الويل يا أُخيّة، اسكتي رحمك الله»[48]، فالإمام لم يزجرها، ولم يتكلم معها بلهجة فيها شدّة، بل تكلّم معها بكل عطف وحنان.

 وفي ذات الحادثة جاء أبو الفضل العباس عليه السلام  إلى أخيه الحسين عليه السلام  يخبره بقدوم ابن سعد وجيشه نحوه، فنهض الإمام وقال له: «يا عباس، اركب بنفسي أنت يا أخي، حتّى تلقاهم فتقول لهم: ما لكم وما بدا لكم؟ وتسألهم عمّا جاء بهم»[49]، والشاهد في هذا الكلام قوله عليه السلام : «اركب بنفسي أنت»، إذ تحمل في طيّاتها أجمل معاني الأدب، وفيها من الحبِّ والحنان الكثير، فبالإضافة إلى كونها كاشفة عن مدى المودّة التي يحملها الإمام تجاه أخيه أبي الفضل، تكشف أيضاً عن روائع الأخلاق التي يتحلّى بها الإمام عليه السلام .

 وعندما نطالع أفعال الإمام الحسين عليه السلام  مع أنصاره وأتباعه نجد أنّ الأخلاق الحسينية قد تجسّدت بأروع معانيها، خصوصاً في اليوم العاشر من المحرم، بصور كثيرة، ومواقف عديدة، ليس من السهل إحصاؤها، ولكن نذكر على سبيل المثال ما يلي:

كان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي شيخاً كبيراً صحابياً، وكان ممّن رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم  وسمع حديثه، وشهد معه بدراً وحنيناً، لمّا حصلت المعركة جاء إلى الإمام الحسين عليه السلام  مستئذناً منه في القتال بين يديه، فبرز شادّاً وسطه بالعمامة، رافعاً حاجبيه بالعصابة، فلمّا نظر إليه الحسين عليه السلام  بهذه الهيئة بكى وقال: «شكر الله لك يا شيخ»[50].

وكان الإمام عليه السلام  يمشي إلى مَن كان يسقط من أصحابه على رمضاء كربلاء، ولم يُفرّق بين العبد والحر، ولا بين الهاشمي وغيره، فتارة يضع خدّه الشريف على خدّ هذا العبد الذي سقط في ساحة الميدان يتلفظ آخر أنفاسه، وأُخرى على خدّ ذاك الحر، ووضع الخدّ يُعد من أعظم أنواع الاحترام عند العرب، وكان أيضاً يعتنق تارة هذا وأُخرى ذاك، فأبت أخلاقه عليه السلام  التفرقة بين الناس على أساس غير أساس التقوى والقرب من الله، وهذا هو المنهج الذي ورثه أهل البيت عليهم السلام  من جدّهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

وكمثال لذلك نأخذ قصة (جون) الذي كان خادماً للصحابي الجليل أبي ذرّ الغفاري (رضوان الله عليه)، ثمّ انتقل إلى خدمة الإمام الحسين عليه السلام ، ورافقه إلى كربلاء، وعندما رأى أصحاب الإمام عليه السلام  وهم يسقطون شهداء واحداً تلو الآخر، تقدّم هذا العبد إلى المولى الحسين عليه السلام  بكلّ خشوع وتذلل يستأذنه في قتال الفئة الباغية، إلّا أنّ الإمام عليه السلام  قال له بكلّ حبّ وتقدير: «أنت في إذن منّي؛ فإنّما تبعتنا طلباً للعافية، فلا تبتلِ بطريقنا، فقال: يا بن رسول الله، أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم، والله، إنّ ريحي لنتن، وإنّ حسبي للئيم، ولوني لأسود، فتنفّس عليَّ بالجنّة فتطيب ريحي ويشرف حسبي ويَبيَّض وجهي، لا والله، لا أُفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم. فأذن له الإمام، فقاتل حتى استُشهِد»[51].

وبعد الشهادة ذهب إليه الإمام الحسين عليه السلام  وقال: «اللّهم بيّض وجهه، وطيّب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمد وآل محمد»[52]. فكان كلّ مَنْ يمرّ بالمعركة يشمّ منه رائحة طيّبة أذكى من المسك.

وموقف آخر مع عبد آخر وهو واضح التركي مولى الحرث المذحجي، لمّا صُرِع استغاث بالإمام الحسين عليه السلام ، فأتاه أبو عبد الله واعتنقه، فقال: «مَن مثلي وابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  واضع خدّه على خدّي! ثم فاضت نفسه الطاهرة»[53].

وهكذا الحال مع أسلم مولاه؛ إذ مشى إليه الإمام عليه السلام  واعتنقه، وكان به رمق، فتبسّم وافتخر بذلك ومات[54].

إلى غير ذلك من الصور التي تبيّن الأخلاق الإسلاميّة العظيمة التي كان عليها سيد الشهداء عليه السلام ، التي لا تفرّق بين عبد رقيق وسيّد جليل، ولا بين أبيض وأسود.

5 ــ مواساته عليه السلام  لأصحابه

لقد شارك الإمام الحسين عليه السلام  أنصاره وجيشه في السرّاء والضرّاء، وواساهم وأهليهم بنفسه وأهليه، عاش في وسطهم، يَتعرّض لما يتعرّضون له، ولم يضع فاصلاً بينه وبينهم كما يفعل الكثير من القادة عادة مع جنودهم، بل كان فيهم كأحدهم، وهو القائل: «نفسي مع أنفسكم، وأهلي مع أهليكم فلكم فيّ أُسوة»[55].

ولما كان صبيحة اليوم العاشر من محرّم ثبت هو وأهل بيته في القلب، وكان أوّل مَن تقدّم من أهل بيته وَلَده وفلذّة كبده علي الأكبر[56].

6 ــ  غيرته على النّساء

لا تحتاج غيرة الإمام الحسين عليه السلام  على النساء إلى كلام وتطويل، ولكن غاية ما يمكن قوله: إنّ كربلاء كانت حافلة بكل القيم الأخلاقية السامية، بل هي مدرسة متكاملة في الأخلاق الإسلامية بأروع صورها، ومن هذه القيم: غيرته عليه السلام  على النساء، وصيانته للمرأة، فالإمام قد منع من التعرض إلى حُرمه وحُرم أتباعه والوصول إلى خيامهنّ ما دام حيّاً، ولهذا أضرم النّار في الخندق الكائن خلف المعسكر ممّا يلي خيام النساء، اللواتي لم يصطحبهنَّ الإمام إلّا لإكمال مسيرة حركته الإصلاحية؛ لما لهنَّ من دور في إبلاغ أهداف هذه الحركة والنهضة الإلهية المباركة.

فإلامام كان حريصاً أشدّ الحرص على خدر هذه الثلة المؤمنة من النساء، فأرجع أُمّ وهب، وكان وهب رجلاً نصرانياً أسلم على يدي الحسين عليه السلام  هو وأُمّه، فاتبعوه إلى كربلاء، فقاتل بين يدي الإمام، ثم أُسر، فأُتيَ به إلى عمر بن سعد (لعنه الله) فأمر بضرب عنقه، فضُربت عنقه، ورُمي به إلى عسكر الحسين عليه السلام ، عند ذلك أخذت أُمّه سيفاً وبرزت تريد القتال، فقال لها الإمام الحسين عليه السلام : «يا أُم وهب، اجلسي؛ فقد وضع الله الجهاد عن النساء، إنّك وابنك مع جدّي محمد صلى الله عليه وآله وسلم  في الجنة»[57]، فغيرة الإمام وحميته على النساء أبت أن يسمح لهن بالقتال وبالبروز أمام الأعداء.

وهذا ما حصل أيضاً مع أُم عمرو بن جنادة الأنصاري، فبعد أنْ قُتل زوجها جاء ولدها جنادة وهو ابن إحدى عشرة سنة يستأذن الحسين عليه السلام  في القتال، فأبى الإمام وقال: «هذا غلام قُتل أبوه في الحملة الأُولى، ولعلّ أُمّه تكره ذلك. فقال الغلام: إنّ أُمّي أمرتني. فأذِنَ له، فما أسرع أنْ قُتل ورُمي برأسه إلى جهة الحسين عليه السلام ، فأخذته أُمّه ومسحت الدم عنه، وضربت به رجلاً قريباً منها، وعادت إلى المخيّم فأخذت عموداً لتقاتل به وقيل: سيفاً، إلّا أنّ الإمام عليه السلام  ردّها إلى الخيمة بعد أن أصابت بالعمود رجُلَين[58].

وهذه الحادثة لا تكشف فقط عن الغيرة الحسينية، بل فيها دلالة واضحة على العاطفة والإحساس المرهف الذي امتاز به سيد الشهداء عليه السلام ، وإن كان في ظرف الحرب والقتال، ففي ظروف القتال قد يَنسى القادة العواطف والأحاسيس ويتعاملون بعقولهم لمعالجة الظروف العصيبة، ولكن الإمام عليه السلام  وبرغم كل تلك الظروف راعى العواطف والأحاسيس في تعامله مع أتباعه، كما هو الحال مع أُم عمرو بن جنادة، فقد رفض السماح لولدها بالقتال بعد أن استُشهد أبوه؛ مراعاة لعواطف تلك الأُم، وسمح له بالقتال بعد أن أخبره بأنّ أُمه هي التي أذنت له ودفعته للقتال.

وقد بلغت غيرة الإمام الحسين عليه السلام  أن ترك شرب الماء في وقت هو أحوج ما يكون إليه، وذلك في نهاية المعركة عندما مدّ عليه السلام  يده فغرف من الماء فقال فارس: يا أبا عبد الله، تتلذذ بشرب الماء وقد هُتكت حرمتك؟! فنفض الماء من يده وحمل على القوم، فكشفهم فإذا الخيمة سالمة[59].

إذن؛ فالغيرة والحميّة والعفة، وجميع المفردات الأخلاقيّة كانت حاضرة عند الإمام عليه السلام ، ولم يفته منها شيء، ولو تتبّعناها لطال بنا الحديث.

 

المحور الثالث: أخلاق الحسين عليه السلام  حين الحرب في تعامله مع غير الإنسان

ونختصر الكلام هنا في نقطة واحدة، وهي:

رأفته بالحيوان

لم تنحصر الأخلاق الحسينية العالية بالبشر فقط، بل كانت شاملة حتى للحيوان، وهذا ما تنقله لنا كُتب التاريخ والسيَر، وسنختار هنا مثالين لعطف الإمام عليه السلام  ورأفته ورحمته التي شملت حتّى الحيوان:

أ ـ قد تقدّم في طيّات هذا المقال كيف تعامل الإمام عليه السلام  مع جيش الحرّ بن يزيد الرياحي في منطقة (شراف) ـ  حين وصل ذلك الجيش وكاد العطش أن يفتك بهم وبخيولهم ـ فأمر الإمام الحسين عليه السلام  فتيانه قائلاً: «اسقوا القوم وأرووهم من الماء، ورشفوا الخيل ترشيفاً. ففعلوا وأقبلوا يملؤون القصاع والطساس من الماء ثمّ يدنونها من الفرس، فإذا عبّ فيها ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عُزِلَت عنه وسقوا آخر، حتّى سقوها كلّها»[60]. مع العلم أنّ ظروف المكان والزمان قد تبرر عدم سقاية تلك الخيول.

ب ـ روى أبو مخنف عن الجلودي: «أنّ الحسين عليه السلام  حمل على الأعور السلمي وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وكانا في أربعة آلاف رجل على الشريعة، وأقحم الفرس على الفرات، فلمّا أولغ الفرس برأسه ليشرب قال الإمام الحسين عليه السلام : أنت عطشان وأنا عطشان، والله، لا أذوق الماء حتى تشرب»[61]. فتلاحظ أنّ الإمام عليه السلام  لم يقدِّم نفسه المقدّسة حتّى على فرسه الذي يركبه.

نتيجة البحث

مما تقدّم معنا يتّضح لنا جليّاً الجانب الأخلاقي في ما قام به الإمام الحسين عليه السلام  من: نصيحة الأعداء وإلقاء الحجّة، وسقي جيش الحر بن يزيد بالماء، والوفاء بالعهود مع المؤالف والمخالف، وعدم البدء بالقتال، وأخلاقه العالية وسلوكه المنقطع النظير مع جيشه وأتباعه، إلى غير ذلك من مفردات الأخلاق الكريمة الأُخرى من الإيثار والصبر والشجاعة وسعة الصدر، هذه الأُمور وغيرها التي لم يفسح المجال لذكرها كانت ولا زالت تُمثّل دروساً في الأخلاق الإنسانية، وتشكّل خطّاً واضحاً في حركة الحسين عليه السلام  وفي أهدافه من النهضة.

بهذه الأخلاق استطاعت النهضة الحسينية أن تحقق النصر الحقيقي بعد أن أيقن المسلمون أنها نهضة سليمة، جاءت لإصلاح الواقع وتغييره، بعد أن جسّدت هذا الإصلاح وهذا التغيير في سلوكها وأخلاقها في كل مفصل من مفاصلها.

كما أنّ الأخلاق الحسينية في الحرب تمثّل المدرسة الإلهية التي علَّمت العالم بأسره كيف يجب أن يكون القائد العسكري الناجح في معارك الشرف والكرامة، وكيف يكون تعامل القائد الرسالي مع جنده وأتباعه؛ حتّى يفدّوه بأرواحهم ويدافعوا عنه بكل ما أُوتوا من قوة، ويُستشهدوا جميعهم قبل أن تصل إلى قائدهم جراحة واحدة.

 

الكاتب: د.الشيخ عدي السهلاني

مجلة الإصلاح الحسيني – العدد الحادي عشر

مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية

________________________________________

[33] (أجأ): على وزن: فَعَلَ، وهو علم مرتجل لاسم رجل سُمّي به أحد جبلي طيء. اُنظر: الحموي، ياقوت ابن عبد الله، معجم البلدان: ج1، ص94.

[34] أبو مخنف، لوط بن يحيى، مقتل الحسين عليه السلام : ص88 ـ  89.

[35] اُنظر: أبو مخنف، لوط بن يحيى، مقتل الحسين عليه السلام : ص87 ـ 88.

[36] المصدر السابق: ص156ـ157.

[37] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج44، ص367.

[38] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص157.

[39] (أَرْقَلَت الدابّةُ والناقةُ إِرقالاً: أَسرعت). ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج11، ص293.

[40] موضع بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة. اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج3، ص139.

[41] زبالة: (بضمّ أوله: منزل معروف بطريق مكة من الكوفة... سُمِّيت زبالة بزبلها الماء، أي: بضبطها له وأخذها منه). المصدر السابق: ص129.

[42] اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص73  ـ  76.

[43] الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح: ج5، ص21.

[44] الراوندي، الخرائج والجرائح: ج2، ص847.

[45] المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص91.

[46] ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف على قتلى الطفوف: ص60.

[47] الصدوق، محمد بن علي، معاني الأخبار: ص289.

[48] اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص90.

[49] الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري: ج4، ص315.

[50] المقرّم، عبد الرزاق، مقتل الإمام الحسين: ص253.

[51] اُنظر: ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف على قتلى الطفوف: ص64ـ 65.

[52] البحراني، عبد الله، العوالم: ص266.

[53] اُنظر: المقرّم، عبد الرزاق، مقتل الإمام الحسين عليه السلام : ص249. الخوارزمي، الموفّق بين أحمد، مقتل الحسين عليه السلام : ج2، ص24.

[54] اُنظر: المصدر السابق.

[55] أبو مخنف، لوط بن يحيى، مقتل الحسين عليه السلام : ص86.

[56] اُنظر: الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص256.

[57] الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: ص225.

[58] المقرّم، عبد الرزاق، مقتل الحسين عليه السلام : ص253.

[59] اُنظر: ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص215.

[60] المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص78 .

[61] ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص215.

 

gate.attachment