لوحة انا مدينة العلم وعي بابها

                                           لوحة ( أنا مدينة العلم وَعليٌّ بابُها )

     وهي من أعمال الفنان حسن حمزة شاهر , رُسِمَت سَنَة 2012 ميلادية , قياس 150 ×100 سم ؛ اُستُنبط موضوع هذه اللوحة من حيث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , المعروف : ( أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ) الذي ينص على عظمة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام , بأنه عَيْبَةُ العلم ومنبعه , وبوابة خزائنه , من بعد رَسُول الامَّة صلى الله عليه وآله وسلم , ولا سبيل لنيل العلم المأخوذ من مشكاة النبُوة إلاّ عن طريق علي بن ابي طالب عليه السلام , وذريَّته مِنْ أهل البيت سلام الله عليهم اجمعين , وفي هذا اللوحة صيغة هذا المعنى بأفق الخيال والإبداع , وبجمال مفردات التعبير الذي اُطَّرَ بعمق الرؤية الفنية , ففي أعلى اللَّوحة توجدُ صُحفٌ متعاقبة من اُفق السماء انتهاءً بالصحيفة الظاهرة والمكتوب عليها آياتٌ من سُورة العلق ؛ ( إقْرأْ باسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقْ , اِقْرأ وَرَبُّكَ ....) ويظهر من جانبيها جناحان كبيران , وهنا للإشارة الى الصحف التي دُوّن عليها ما نَزَل به الوحي (جبريل) عليه السلام مِنَ القرآن الكريم على رَسُول الاُمَّة صلى الله عليه وآلهِ وسلم , وكان أول ما اُنزل عليه من القرآن سورة العلق التي تبدأ بـ ( إقرأْ ) وبهذا المعنى يتجلى بأن أوَّلَ مَا اُمِرَ بهِ الإنسان هو القراءة , وبالقراءة يُنال العلم ويستنيرُ بنورهِ , ولما كان الكتاب هو ما يُحفظ به العلم ؛ عبر الرسَّام عن المدينة التي ذكرت بالحديث , بتصميم معماري على هيئة مدينةٍ من الكتب والصحف , وفوقها يظهرُ شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم , حاملاً القرآن بيدهِ ويشيرُ بيدهِ الأخرى نَحوَ بابها الذي جسد عنده شخص أمير المؤمنين علي بن ابي طالب -عليه السلام عليه – وهو فاتحاً ذراعيه لمن هو قادم وقاصدٌ للباب , الذي كتب فوقه الحديث الشريف ( أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ) . ويؤدي لهذا الباب طريق مستقيم أسوارهُ من الكتب , وقاع أرضيتهِ من الورق الذي يكتب عليه , ويُغطيه ماءٌ نقيٌ زُلال , وتُبحِرُ فيه اثنتا عشر سفينة وَهذا للتعبير أن باب المدينة ـ وهو أمير المؤمنين ـ من لم يُعاصْرهُ من الأجيال المتعاقبة مع تعاقب الزمن فَتُرك فيهم سُفن النجاة وهم ذريته من أهل البيت عليهم السلام التي تُبحر براكبيها في بحُور العلم الزاخر وتوصلهم الى بَرِّ مدينة العلم وبابها , وهذا لأن علم الرسول الكريم اُدع في أئمة أهل البيت عن طريق أمير المؤمنين عليه السلام , فصارَ كل واحدٍ منهم سفينة نجاة لأهل عصره من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق , وهذه السفن تبحرُ براكبيها في ما بحر العلم النقي الصافي , ولا تُبحر في بحُور الشُبهات والضلالات المظلمة التي تُغرقُ أمواجها العاتية كلَّ من ولج فيها , والتي عُبرَّ عنها بالبحور المظلمة وأمواجها المتلاطمة على جانبي اللوحة للتعبير عن الهلاك والغرق والضياع لكل من طلبَ العلم قاصداً غير باب مدينة العلم .  كما يظهرُ الغارقون في هذه البحور المظلمة والذينَ يُحاولون جاهدينَ الخروج والنجاة منها بالتشبث بأركان مدينة العلم والإصرار للدخول إليها من غير قصدِ بابها !  ولكن جهودهم ومحاولاتهم لا تعودُ عليهم بنتائج ذاتِ نفع , فَعُبِّرَ عن هذا بسقوطهم الى هذهِ البحور المظلمة مرةً اُخرى بعد تسلقهم المضني , فكانت هذه اللوحة صُورةً تعبيريةً لكلماتٍ من نور نطق بها رسول الأمة , بحق امير المؤمنين عليه السلام , دالّاً به اُمتَهُ مِنْ أين يأخذون كنوزَ العلم , وكيف .

                                                                                                                  بقلم الفنان  / حسـن حمزة  

gate.attachment